يتوجه وزير الخارجية التركي عبدالله غول هذا الاسبوع الى الكيان الاسرائيلي في زيارة تهدف الى تحسين العلاقات بين تركيا و«إسرائيل» وازالة التوتر الذي شهدته اثر الانتقادات العنيفة التي وجهها رئيس الوزراء التركي لسياسة «إسرائيل» حيال الفلسطينيين. ومن المقرر ان يلتقي غول غداً رئيس الكيان الاسرائيلي موشيه كاتساف ورئيس الوزراء مجرم الحرب ارييل شارون ووزير الخارجية سيلفان شالوم على ان يلتقي القادة الفلسطينيين الاربعاء. وكانت الشراكة الاستراتيجية بين تركيا و«إسرائيل» التي تجسدت عام 1996 باتفاق ثنائي للتعاون العسكري قد شابها بعض التوتر اثر تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ايار - مايو الماضي، التي وصف فيها العدوان الجوي الاسرائيلي على مخيم رفح للاجئين بانه «ارهاب دولة»، وما استتبعها من استدعاء انقرة لسفيرها في تل ابيب. وقبل ذلك بشهرين كان اردوغان وصف اغتيال الزعيم الروحي لحركة «حماس» الشيخ احمد ياسين ب«العمل الارهابي» وفي تشرين الثاني - نوفمبر من عام 2003 اعتذر لرئيس الوزراء الاسرائيلي الذي عرض التوقف في انقرة في طريق عودته من روسيا عن عدم التمكن من الالتقاء به متذرعا بجدول اعمال مشحون. ويعتبر الحفاظ على علاقات ودية مع تركيا، الدولة المسلمة التي تتبع نظاما علمانيا صارما، امرا حيويا بالنسبة لاسرائيل الحريصة على تخفيف عزلتها في المنطقة. وكان التوقيع سنة 1996 على اتفاق التعاون العسكري بين الجانبين الذي اثار غضب الدول العربية وايران قد استتبعه نمو واضح لعمليات التبادل الاقتصادي والثقافي بين البلدين. ويرى المحللون ان تركيا لا تستطيع ان تلزم الصمت حيال السياسة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية في الوقت الذي تسعى الى تقوية علاقاتها مع العالم العربي. ويرى اخرون ان رئيس الوزراء التركي عمل بذلك على ارضاء انصار حزبه، حزب العدالة والتنمية، المنبثق عن التيار الاسلامي والذي يكن الكثير منهم العداء لاسرائيل. الا ان مصادر في الجانبين الاسرائيلي كما التركي اكدت ان هذه التوترات اصبحت من الماضي وان الجانبين يريدان استخدام شراكتهما في دفع عملية السلام في المنطقة قدما. وقال سعيد ايمانويل نهشون مساعد رئيس البعثة الدبلوماسية الاسرائيلية في انقرة ان «علاقاتنا عادت الى مسارها من جديد» مضيفا «تنقصنا قنوات اتصال بشان مواضيع الخلاف بيننا كما يمكن ان يحدث احيانا بين الاصدقاء. ونحن نقوم حاليا باقامة هذه القنوات». وصرح دبلوماسي تركي رفيع لوكالة (فرانس برس) بان الانتقادات التركية للسياسة الاسرائيلية جاءت «موازية» لردود فعل المجتمع الدولي مشيرا الى ان انقرة دانت ايضا بانتظام (العنف) الفلسطيني. وقال «ردود الفعل هذه (حيال اسرائيل) اصبحت الان من الماضي» مضيفا «ما نريد القيام به الان هو تقديم مساهمة حقيقية في عملية السلام كما يفعل الاصدقاء الحقيقيون». وقال ان «تركيا من الدول القليلة التي تحظى بثقة «إسرائيل» والفلسطينيين معا». واستنادا الى هذا الدبلوماسي فان عملية السلام ستكون في صلب مباحثات غول وان تركيا على استعداد لتلبية اي طلب مساعدة بالاضافة إلى الملف النووي الايراني.