شهد المسرح الخارجي لمهرجان القرى السياحي إقبالا كبيرا مساء يوم أمس حيث قدم الفنان أحمد النوة مجموعة من الشعبيات والمسابقات القديمة شملت العديد من الألعاب الشعبية والحكايات التراثية والتي شارك فيها الحضور بفعالية كبيرة وذلك لما يتمتع النوة من شعبية واضحة وامتلاكه الشعبيات والألعاب القديمة التي عرفت عنها الأحساء قديما .. كما تم توزيع الجوائز القيمة على الفائزين والمشاركين .. وطالب الزوار إدارة المهرجان باستضافة فرقة الإبداع وفرقة البواسل للكاراتيه مرة أخرى لما يتمتع به الفريق من عروض استعراضية وحركات خطيرة تفرد بها على مستوى المنطقة الشرقية وقد تتعدى لأكثر من ذلك . كما لفتت صناعة المجسمات داخل العبوات الزجاجية أنظار زوار مهرجان القرى السياحي حيث أكد الزوار أن هذه الصناعة استطاعت أن تحول العبوات الزجاجية الفارغة المهملة إلى زجاجات بداخلها مجسمات لقلاع و أهرامات وأبراج وأعمال فنية أخرى تقدم للمشاهد لوحات غاية في الجمال والتعبير والدقة في التنفيذ. و قال صانع المجسمات داخل العبوات الزجاجية علي بن حبيب البراهيم إن هذه الصناعة ليست وليدة اللحظة، ولكن عمرها يعود لعشر سنوات، عندما شعرت بميل في نفسي لتعلمها وممارستها وبدأت بصناعة بعض المجسمات الصغيرة والبسيطة التي قوبلت بإعجاب وتشجيع من الناس، حتى تولد لدي حافز للاستمرار في هذه الهواية، وأضاف بعد ذلك بدأت في تنفيذ أعمال مفيدة والآن و الحمد لله أمتلك معملا صغيرا لممارسة هذه الصناعة. وعن كيفية صنع تلك المجسمات قال البراهيم إنه يصنع المجسم خارج العبوة أولاً على سبيل التجريب ومن ثم يقوم بصناعة ذلك المجسم داخل الزجاجة مستخدماً أدوات أولية وبدائية تتمثل في سلك معدني وغراء وأخشاب، بالإضافة إلى العبوة الزجاجية والألوان في بعض الحالات، وأوضح البراهيم أن طبيعة المجسم هي التي تفرض كم يستغرق العمل فيه من الوقت، فبعضها يستغرق أياما والبعض الآخر يستغرق أسابيع. وأكد أن إعجاب الناس بإنتاجه دفعه لتطوير أعماله الإنتاجية، مشيراً إلى أنه تتم الاستفادة من هذه المجسمات في اعمال الديكور و تزيين المنازل والمكاتب، موضحاً أن هذه الأعمال بدأت تشق طريقها بثقة في الديكور المعاصر . وأرجع العديد من الزوار ازدحام الناس حول فعاليات القرى السياحي وامتلاء الساحات الخارجية بطوابير السيارات الكثيفة لأسباب منها منع الدخول للمنتزه الوطني والمشتل ومنتزه مسجد جواثا وجبل القارة السياحي من بعد صلاة المغرب الأمر الذي يضطر العائلات لافتراش أرصفة بعض الشوارع والجلوس على امتداد الطريق الدائري بالهفوف الذي أصبح الكورنيش البري لأهالي الأحساء على الرغم من مساوئه المتمثلة في الأغبرة والأتربة والأوساخ والزواحف والحشرات التي تهاجمهم بغتة مما جعل مهرجان القرى السياحي هو المتنفس الوحيد لهم خصوصاً أنه ينفذ العديد من الفعاليات الجاذبة للكبار والصغار ويحقق الرغبات السياحية التي قد تثيري وتنفس أهالي الأحساء. ويعتبر سوق الحرف اليدوية في مهرجان القرى السياحي أحد أهم أركانه لوجود التحلق الكبير حول تلك الحرف من الكبار والصغار ليروا روعة التصميم ودقة متانة التراث الأحسائي القديم والنظر إلى حكاية العيش التي طبعت بها حياة الأباء والأجداد . ويهدف السوق الشعبي للحرف اليدوية الى الحفاظ عليها من الاندثار والتغيب عن أذهان أولادنا ، فهي بعيدة عن مغالاة الحياة يحفوها الرضا والثقافة الأصيلة، إضافة إلى أنها تحمل تراث الآباء والأجداد ، بعكس ما هو عليه الآن من مغالاة وترابط فكري وخطورة على المجتمع من موجات الفكر المنحرف والتي هبت علينا من كل الجهات لترفض تراثا قديما.