قال أب يصف حبه لابنائه: احبهم لانني احب نفسي، وهم بعض نفسي، بل انهم عندي خير من نفسي، هم عصارة قلبي، وحشاشة كبدي، واجمل ما يترقرق في صدري، احبهم لانهم اول من يعينني في ضعفي،ويرفه عني في شيخوختي، ويواسيني في علتي، ويتلقى في العزاء اذا حم القضاء، تتعدد اشكال التعريف بمشاعر الابوة والامومة والحنو والمحبة على لسان الوالدين ويتسع صدر كل منهما لتربية قاسية ومشوار طويل لا يؤتي اكله الا عند الشيخوخة والهرم وانتهاء الادوار فلن اتحدث عن الامومة فقد نوقشت واجزل عليها الكثير وكتبت بها عبارات نثرية وشعرية واليوم اعطى الابوة جل الاهتمام والحماس فلا انقص لها قدرا ولا حجما، ظهر رمزها القوي في كتاب الله ليصل حوار نوح مع الباري عزوجل يتعطفه في ابنه. الابناء وحاجاتهم ومنبع الابوة واستقبال هذه الحاجات ومدى تفنن الاب في تلبيتها او رفضها وعند طرح ركائز الابوة والتي بدا عليها الانهيار في الآونة الاخيرة وقانونها الذي اذا بطل سقطت بكامل قواها فانني اتحدث عن عنصر الرعاية والمتابعة ففي حياة الآباء والاجداد سابقا يجمع الاب ابناءه في كنفه ويظل متابعا لهم ويشد عضده بهم فيخف الحمل على الام فينضج الابن شبيها بابيه فالزورق الذي يقوده الاب والابن لا يصاب باي اذى ونيشأ تناغم بين الاسرة فرعاية الابن والابنة من الاب له من الاهمية ففيه الهيبة وادخال التربية الفكرية الجادة والعقلية السليمة لزرع قرارات احيانا تكون بعيدة عن المجاملة والحنو المفرط والذي تقدمه الام من طيب نية ومشاعر تغلبها التخوف على ابنائها. عندما اقول الابناء فانا اتحدث عن اعمدة المنزل الحقيقية والتي ان نشأت قوية هيأت الاسرة الى غد مشرق وان ضعفت اهتز طعم الحياة اجمع ولم تتحقق الرسالة الاسرية. في هذا المقال وان جاز لي التعبير ارى في الوقت الراهن ضياع الدفة وانقلاب المسئولية فتحول الام ابا بدا بارزا ونحن نرى صورا متعددة لذلك في كثير من ارجاع اسباب المشاكل الى جذورها وافتقاد الجو الاسري من الاب صانع القرار عجبا منا نبحث عنهم وعند افتقاد الاباء لهم يتحدث الطب لغته وتتعدد الازواج حتى يتم المطلوب ومن هنا نقول وكان المطلوب روحا حية تدب على الارض فقط. اما اسلوب تعامل الاباء مع الابناء فلا يكون الا الاحتواء المادي بمعناه وكاننا نقول اندفعوا الى التهلكة وهذا هو الدور فماذا اعطتنا النتائج فالشارع يتحدث لغة الابناء والمدارس ترى وقع المصاب والاسفار تخاطب الاباء من المسئول والام الثكلى تبحث عن الراعي الغائب وهذا لا يعني ان معظم الاباء على هذا المنوال فهناك الراعي الحاني والمؤدب وهناك من انتبه الى رعيته ولكن يبقى الابن الصالح والابنة الصالحة مصباح البيت المعتم. مازلت اردد اقوالا لحكماء صنعوها في حقبة من الزمن انتهجها الغير في اصول التربية امثال اذا كبر ابنك فعامله كأخ وبالعامية (اذا كبر ابنك خاويه) ولكن ما اجمل حكمة هندية تقول (عامل ابنك كأمير طوال خمس سنوات وكعبد خلال عشر سنين وكصديق بعد ذلك). واتمنى ان يقف الاباء وقفة صادقة في حديث مع الذات ونقاش تغلبه الجدية ويجيب على اسئلة تؤرق مجعي وخاصة لانطلاقي الفسيح في مجتمع احتك بشرائحه المتنوعة. ما النسبة التي تعطيها لنفسك كراع تربوي داخل المنزل؟ ما النسبة والتي تعطيها لنفسك كمشرف متابع خارج المنزل لابنائك؟ ما نسبة التحمل التي تعطيها لنفسك لتكمل مشوارك الاصلاحي لابنائك؟ اذا كانت الاجابات عليها بنسبة مرتفعة فهنيئا لنا بمجتمع رائع محكوم برعاية الآباء وحنو الامهات واذا كانت النسبة منخفضة عفوا ايها الاباء فانتم بحاجة ماسة الى اعادة التاهيل والتمس منكم العذر فقد تعود قلمي الصراحة والدعاء لمن احب. @@ موضي محمد الشريم