ترجمة : عبد الوهاب أبو زيد كنت دائما أطمح للوصول إلى شكل أكثر اتساعا يكون حرا من مزاعم الشعر أو النثر و يتيح لنا أن يفهم كل منا الآخر بدون تعريض المؤلف أو القارئ للآلام المهيبة. في صميم جوهر الشعر هنالك شيء غير لائق: إذ يتم جلب شيء ما لم نكن نعرف أنه كامن داخلنا، لذلك تطرف عيوننا ، كما لو أن نمرا قد انبثق فجأة ووقف تحت الضوء مطوحا بذيله. لذلك السبب يقال إن الشعر يتم إملاؤه من قبل روح أعلى، رغم أن تلك مبالغة للتأكيد على حتمية كونه ملاكا. من الصعب التخمين بمصدر زهو الشعراء، في الحين الذي كثيرا ما يتعرضون للخزي لكشفهم عن هشاشتهم. أي إنسان عاقل يحب أن يكون مدينة للشياطين، الذين يتصرفون كما لو كانوا في وطنهم ، ويتحدثون بلغات عديدة ، والذين لا يكتفون بسرقة شفتيه أو يده، بل يعملون على تغيير قدره بما يتناسب مع رغباتهم؟ صحيح أن ما يتسم بالكآبة يقيم عاليا اليوم ، ولذلك فقد يساورك الظن بأنني أمازحك فقط أو أنني قد اخترعت وسيلة أخرى فقط للثناء على الفن بمساندة السخرية. كان ثمة وقت لم تكن تقرأ فيه سوى الكتب الحكيمة ، التي تساعدنا في تحمل ألمنا وشقائنا. إن ذلك ، بعد كل شيء ، لا يشبه تماما التقليب خلال آلاف الأعمال الطازجة من عيادات الطب النفسي. ورغم ذلك فإن العالم مختلف عما كان يبدو عليه ونحن نختلف عن الكيفية التي نرى بها أنفسنا في هذياناتنا لذلك فإن الناس يحافظون على وحدتهم الصامتة وبهذه الطريقة يكسبون احترام أقربائهم وجيرانهم. إن الهدف من الشعر هو أن يذكرنا بمدى صعوبة أن نبقى شخصا واحدا، لأن منزلنا مشرع الأبواب ، وليس ثمة مفتاح في تلك الأبواب وهنالك زوار غير مرئيين يدخلون ويخرجون كما يحلو لهم. ما أقوله هنا ، أوافقكم الرأي، ليس شعرا، كما ينبغي أن تكتب القصائد نادرا وبتردد، تحت وطأة قسر لا يمكن احتماله وعلى أمل بأن تختارنا الأرواح الخيرة وليس الشريرة كأداة لها.