فاصلة : «الفهم: التفكير، وإدراك الأشياء على حقيقتها» -حكمةعربية- أن تندم يعني أن تعترف بأن هناك فرقاً بين الكيفية التي جرت فيها الأمور والكيفية التي كان بإمكانها أن تجرى لو أنك قمت باختيار شيء آخر. وقد عثر العلماء على دلائل بأن أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير والمشاعر تصبح نشطة عندما يمر الإنسان بحالة الندم، وهناك منطقة تسمى orbitofrontal cortex OFC، وهي منطقة في الفص الجبهي تقع فوق مدار العين يقول العلماء إنها قد تكون مسؤولة عن مهمة مقارنة النتائج الحقيقية، مع البدائل المتصوّرة. ربما لأن مسوحات الدماغ أظهرت زيادة في نشاط منطقة (OFC) عندما يشعر الناس بحالة الندم. ومقابل ذلك فالمرضى الذين حدثت لهم أضرار في هذه المنطقة من الدماغ، لا يشعرون بالندم، ولا يتعلمون من تجاربهم. ولكن هل شعورنا بالندم هو الذي يجعلنا نتعلم من الموقف فلا نخطئ مرة ثانية نفس الخطأ؟ الندم حالة شديدة الإجهاد، ترهق العقل والروح لكنه يصبح ذو فائدة اجتماعية ونفسية إذا استطعنا إدارته بمهارة !! شعور الإنسان المؤقت بالندم يجعله يتأمل التجربة ويفكر في الخيارات الأخرى التي كان يمكن أن يتجه إليها وبذلك يكتسب مهارة التعلم من أخطائه أما إذا استسلم الإنسان للندم بحيث انغمس في تأنيب الذات وتقريعها فلن يصيبه إلا الكآبة والإحباط. ولذلك يقول نبينا الكريم "الندم التوبة " بمعنى آن مشاعر الندم مقترنة بسلوك ايجابي وهو التوبة التي هي النية والعزم بعدم تكرار ما اعتبرناه خطأ لا يمكن تصحيحه. إحدى الدراسات ركزت على فوائد الندم. وقدمت كولين سافراي الباحثة في جامعة فكتوريا وزملاؤها في جامعة إلينوي، في نتائج الدراسة المنشورة في مجلة «موتيفيشن أند إيموشين»، أدلة على أن الناس يضعون الندم في منزلة عليا. وفي احد جوانب الدراسة وضع مشاركون في واحد من الاستبيانات، الندم في مرتبة محبّذة، وأشاروا إلى أن شعورهم بالندم قادهم إلى فهم أحداث الحياة، ومكنهم من إيجاد بلسم شاف لأخطائهم التي وقعوا فيها. بالنسبة لي فالندم هو شعور مؤقت ينتهي بتأمل الموقف وفهمه حتى يستطيع العقل ان يدرك الصواب من الخطأ وإلا مضت أيامنا ندما على ما فات .