قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب خمسون جريحا بينهم اطفال بجروح، مساء امس الثلاثاء، في انفجار عنيف امام محطة مترو شمال موسكو، ناجم عن عملية انتحارية نفذتها امرأة، حسبما قالت الاستخبارات الروسية، وطرحت وزارة الداخلية هذه الفرضية مع عدم استبعاد فرضية السيارة المفخخة.وسمع دوي الانفجار في الساعة 20.15 على بعد عدة كيلومترات من موقعه. واعلن النائب العام في موسكو فلاديمير زوييف الذي وصل فورا الى مكان الانفجار فتح تحقيق جنائي على خلفية "الارهاب".وقال شرطي لوكالة ريا نوفوستي ان بين الجرحى اطفال. وادى الانفجار الى تدمير سيارتين وتحطيم ابواب المتجر الكبير. وقال سائق في المكان "اعتقدت ان شاحنة صدمتني من الخلف". وهرع رجال الشرطة والاسعاف والمخابرات الى المكان حيث كانت الجثث لا تزال ممددة على بعد نحو عشرة امتار من السيارتين اللتين انفجرتا معا على ما يبدو. وتستند فرضية العملية الانتحارية الى العثور على جثة امرأة تحولت اشلاء خلافا لباقي الضحايا. ويدعم ذلك قول بعض الشهود ان امرأة كانت تتجه الى المترو شاهدت شرطيين عند المدخل يتحققون من اوراق ركاب. فتراجعت وحصل الانفجار. ووقع الانفجار بين مدخل محطة ريسكايا ومتجر على جادة بروسبكت ميرا شمال موسكو في ساعة ازدحام. وقال متحدث باسم الاجهزة السرية الروسية سيرغي اينياتشنكو ان الانفجار اودى بحياة عشرة اشخاص. وذكرت مصادر متطابقة ان سبعة اشخاص بينهم المرأة الشيشانية المنفذة على الأرجح قتلوا على الفور ثم توفي ثلاثة بعد نقلهم الى المستشفى. واصيب 34 شخصا بجروح بينهم اربعة اطفال كما قال رئيس بلدية موسكو يوري لوجكوف موضحا ان 12 من الجرحى في حالة خطيرة. وقالت الشرطة ان العبوة الناسفة كانت تحتوي ما يوازي 300 و400 غرام من مادة تي ان تي وكانت محشوة بقطع معدنية. وروى شهود مشاهد الرعب بعد الانفجار. وقال الكسي بورودين (29 عاما) الذي يقيم في الجوار انه كان داخل متجر وشاهد بعض الضحايا وهم ينازعون. وقال "كانت اجسادهم مقطعة. كانوا يحاولون النهوض ولكنهم كانوا قد انتهوا". واضاف انه شاهد رجلا مصابا في بطنه وقد خرجت احشاؤه. وقالت امه التي كانت ترافقه "كنا نسير على الاشلاء". وتأتي العملية التفجيرية بعد اسبوع من عملية مزدوجة اسفرت عن تفجير طائرتين مدنيتين ومقتل تسعين شخصا. ويعتقد المحققون ان امرأتين شيشانيتين نفذتا الاعتداءين. وقالت صحيفة ازفستيا امس الثلاثاء ان المسافرتين غادرتا غروزني برفقة امرأتين أخريين لم يكن من الممكن تعقبهما. وفي موسكو، شددت الشرطة الاجراءات الامنية وطلب من رجال الشرطة مراقبة النساء ذوات الملامح القوقازية واللواتي يسرن بمفردهن، كما ذكرت وكالة ايتار تاس عن مصادر في قيادة الشرطة. وعبر الانترنت، تبنت مجموعة تطلق على نفسها "كتائب الاسلامبولي" عملية مترو الانفاق موسكو ووصفتها بأنها عملية بطولية تأتي في موجة من نصرة مسلمي الشيشان. وتوعدت بأنها ستكون بعدها موجات قادمة الى أن تذل روسيا". وكانت "كتائب الاسلامبولي" تبنت عملية تفجير الطائرتين الروسيتين بالاضافة الى هجمات وقعت في باكستان في آب اغسطس. وأبدت الولاياتالمتحدة قلقها الشديد من تفجير موسكو. وقال ريتشارد باوتشر، ناطق الخارجية الأميركية خلال المؤتمر الصحافي اليومي "شاهدنا للتو الانباء التي تحدثت عن انفجار في موسكو. ونحن قلقون جدا". واضاف باوتشر ان واشنطن تواصل متابعة قضية الكارثتين الجويتين الروسيتين اللتين وقعتا في 24 اب اغسطس عن قرب، مشيرا الى أنه ليس بوارد الربط بين الانفجار وحادث الطائرتين الذي اوقع 90 قتيلا في هذه المرحلة. امرأة من ضحايا التفجير سيارتان دمرتا أمام محطة المتر