قام أقارب الضحايا بمواساة أنفسهم بوضع الزهور في محطة أنفاق موسكو في الوقت الذي تبحث فيه الشرطة عن الرؤوس المدبرة للتفجير الذي أدى إلى قتل 39 شخصا في أحد قطارات الانفاق. ولم ترد أية أنباء تشير إلى وجود صلة للشيشان بالتفجير وتم الافراج عن اثنين مشتبه بهما كانا قد احتجزا في وقت سابق من امس بعد استجواب الشرطة لهما. وكانت الانباء قد ذكرت في بادئ الامر أن أحدهما يشبه رجلا شاهده شهود العيان بعد الانفجار الذي وقع صباح أمس الاول الجمعة. ولم يرد تأكيد للانباء التي ذكرت أن رجلا بدا أنه قوقازي حذر أحد العاملين في شبكة مترو الانفاق من وقوع انفجار قبل وقوعه بوقت قصير. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مسئولي الجيش والشرطة والاجهزة السرية لاجتماع طارئ. كما أعلن رئيس بلدية موسكو يورى لوشكوف عن قيود أكثر صرامة بالنسبة للمقيمين الاجانب بصورة غير مشروعة في العاصمة. وقال لوشكوف: لا شك في أنه تم التخطيط لهذا الهجوم الارهابي بكل دقة. ومازال مواطنو موسكو يشعرون بالدوار من الصدمة التي سببها الهجوم الذي وقع على بعد حوالي أربعة كيلومترات جنوب شرقي الكرملين. وأكد المحققون الروس أنه من المحتمل أن تكون انتحارية فجرت نفسها في عربة القطار التي كانت كاملة العدد. وأوضح المحققون أنه تم حمل القنبلة وتفجيرها في حقيبة، لكن مع ذلك لا يمكن استبعاد استخدام جهاز تحكم للتفجير عن بعد أو حدوث انفجار عرضي. وسعى الاطباء الروس جاهدين امس السبت لانقاذ أرواح 20 من الذين تعرضوا لاصابات خطيرة. وتلقى أكثر من 130 شخصا العلاج الطبي منذ وقوع الهجوم. وذكرت الانباء أن المئات من مواطني موسكو هرعوا إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين. وكان هناك حوالي 1500 شخص في محطة الانفاق وقت وقوع الانفجار الذي نجم عن حوالي كيلوجرامين إلى 5 كيلوجرامات من مادة تي.إن.تي وأصاب العربة الثانية من القطار في الساعة 8.40 صباحا. وقال يوري تيورنيكوف، وهو طبيب في وحدة الحروق في أحد مستشفيات موسكو حيث تم نقل بعض المصابين إليها إن معظم المرضي مصابون بالحروق وبكسور في العظام وجروح قطعية. وكان عدة مئات من الاشخاص يستقلون القطار وقت وقوع الانفجار الذي أدى إلى تمزيق العربة وفتحها مما أدى إلى إصابة الركاب بالزجاج المتطاير. واعتبر نائب النائب العام فلاديمير يودين أنه من المحتمل أن يكون للهجوم صلة بجمهورية الشيشان. ولم يعلن أحد مسئوليته عن التفجير. ونفت المقاومة الشيشانية عبر موقعها على شبكة الانترنت أن يكون الرئيس الشيشاني السابق أصلان ماسخادوف المطلوب من جانب روسيا وراء الهجوم. وذكرت الانباء الواردة من الشيشان امس السبت أن اشتباكات جديدة اندلعت بين المقاتلين الشيشان والقوات الروسية. وقالت القيادة العسكرية الروسية لشمال القوقاز أمس أن ثلاثة على الاقل من المسلحين قتلوا في المعارك. وفي موسكو أثار الاعلان عن اتخاذ ضوابط أكثر صرامة بالنسبة للاجانب المخاوف بين مئات الالاف من المقيمين الذين ينتمون إلى القوقاز وآسيا الوسطي حيث كانت الاجراءات الصارمة المماثلة في الماضي تعني في الغالب القيام بحملات مداهمة وحشية ضد أفراد هذه الطوائف.