يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (واحسنوا إن الله يحب المحسنين) والإحسان خلق فاضل وشيء جميل، وهو جزء من عقيدتنا إذ الدين مبناه على ثلاثة أمور وهي: الإيمان والإسلام والإحسان، وما أجمله حين يوضع في موضعه. كثير من الناس تأخذهم هذه العاطفة فتتألم النفس عندما ترى مناظر البؤس والشقاء، وأنا أول واحدة تتأثر عند رؤية تلك المناظر خاصة عندما أرى طفلة أو طفلا صغيرا يستجدي الناس في منتصف الظهيرة من أجل ريال أو ريالين يحصل على ذاك المبلغ الذي لا يعد شيئا يذكر بعد ان قطع شوطا كبيراً من المشي على الاقدام طلبا للمال، للأسف نرى أن ظاهرة التسول أصبحت منتشرة في كل مكان، ولم أر متسولين كالذين رأيتهم في مكةالمكرمة، أناس يؤذون النواظر بمناظرهم المقززة، وكأنك ترى فيلما مرعبا في وضح النهار، والناس تتساقط عليك من السماء فمنهم من يسقط على رجلك والآخر على رأسك وهلم جرا وأنت تمشي تتمنى لو أنك تطوي الأرض طيا حتى تتخلص من تلك الأشكال المنفرة، والأصوات المزعجة، وهم يلصقون مناكبهم بمنكبك، وأنت تهرب منهم كما يهرب الصحيح من مرض عضال. يا ترى هل توقفت تلك الظاهرة عند منطقة معينة !! لا والله مع عمل العاملين وجهد الجاهدين من المسئولين للقضاء على تلك الظاهرة إلا أننا مازلنا نراها موجودة إلى الآن !! إذا ما السبيل !! لابد من تكاتف الأيدي للقضاء عليها، فعندما ترى ذاك العضو الفاسد الذي يسعى لكسب المال بإراقة ماء وجهه عند الاقدام، علينا أن لا نحسن إليهم بدفع المال فنحن بذلك نساعدهم ونشد على أيديهم بكسب المال بطرق غير مشروعة، ونعودهم على البطالة، وهذه أكبر جريمة في حق مجتمعنا بل في حق الإنسانية، هم قطعوا ساقا ليكسبوا ذهبا، وغيرهم فقأ عينيه، والآخر حرق وجها وهكذا حتى يستدروا عطف الناس ونحن علينا قطع تلك الأعضاء بمنعها من هذا الفشل الشنيع، التي اعتادت على الكسل والخمول بدلا من البحث عن عمل أو حرفة شريفة تقيهم هدر كرامتهم. حدث ذات مرة أن أحد المتسولين قال له المحسن: ليس عندي صرف لأصرف لك المال فرد عليه المتسول أنا اصرف لك فاخرج من جيبه مالا لا يوجد عند ذاك المحسن فأخذته الدهشة مما رأى وعدل عن إعطاء ذاك المتسول المال. ولكن هل يعتبر هذا موقفا إيجابيا أم سلبيا!! لا يكفي أن نلتزم الصمت أمام هؤلاء بل لابد من توعيتهم بخطر فعلتهم هذه!! لا بد من إيقاظ ضمائرهم الميتة خاصة وأولئك الذين يحملون أطفالا رضعا في الحرارة الملتهبة وسط النهار!! أو إبلاغ اقرب مركز للقضاء على التسول حتى يشعروا بمحاربة المجتمع لهم فيكفوا عن ذلك. وكم سمعنا من قصص القبض على متسولين يملكون عقارات واموال في البنوك وذلك كله بسبب التسول!! فمن الذي ساعدهم عل ذلك!! أنا وأنت وهو وهي من الذين رق قلبهم لتلك الوجوه المقنعة!! والان ما الذي يجب علينا فعله!! وهل وعينا لما يدور حولنا ام ما زلنا مخدرين بتلك العبارات المخدرة!! @@ آمنة السبيت