(ليلة سقوط بغداد)، فيلم مصري جديد في الطريق الى الشاشة الفضية ما زال يبحث عن بطل بعد اعتذار الفنان محمود عبدالعزيز لخلافه مع الشركة المنتجة للفيلم ويعود به المخرج والسيناريست محمد امين بعد غياب ثلاثة اعوام و(عباس الابيض ينفع في اليوم الاسود) مسلسل تلفزيوني جديد ايضا في الطريق الى الشاشة الصغيرة ينقل آلام الشعب العراقي الشقيق وانين بغداد ودموع حضارة الرافدين واحزان المنصور وبابل واشور الى الشاشتين الكبيرة والصغيرة على السواء. وبذلك تعلن السينما مواصلتها لتاريخ حضارة الرافدين ومناقشتها لقضية الاحتلال العراقي بدلا من صقور البنتاجون ولوردات مجلس العموم البريطاني بداية من فيلم (القادسية) الذي قدمته سندريللا السينما العربية الراحلة سعاد حسني ثم الفيلم المصري (العاصفة) الذي اثار ضجة في الشارع المصري. وكأن السينما ارادت القول انه لم يعد الملف العراقي مقصورا على السياسيين والمراقبين ففي الطريق اعمال فنية توحي بان هناك موجة من الدراما في السينما والتلفزيون. الحدث الرئيسي فيها سقوط بغداد فالفنان يحيى الفخراني يصور الان مسلسلا بعنوان (عباس الابيض ينفع في اليوم الاسود) عن مصري موجود في العراق يعايش سقوط بغداد في التاسع من ابريل العام الماضي من داخل سجون صدام قبل ان يطلقه الاحتلال الذي اسقط كل شيء حتى تمثال صدام، وفيلم (ليلة سقوط بغداد) يسجل مؤلفه محمد امين تفاصيل تلك الليلة السوداء تعلو وجوه اسرة مصرية تجلس في القاهرة وتتابع على الهواء مباشرة سقوط التمثال وبغداد. تختلف معالجات سقوط بغداد من الكوميديا الى الحزن والتراجيديا مرورا بالاكشن والرعب ايضا. فمسلسل عباس الابيض مثلا كوميديا سوداء تتناول حياة المصري عباس الذي قضى 20 عاما في السجون العراقية ويأتي الاحتلال الامريكي فيخرجه من الحبس على اعتبار انه سجين صدام. اما فيلم (ليلة سقوط بغداد) فيتناول اسرة مصرية تشاهد اجتياح القوات الامريكيةلبغداد فتصاب بالرعب من ان يشمل الاحتلال نفسه كل العواصم العربية. قبل ذلك لم يقدم احد عملا فنيا عن هذا الحدث الا فيلم قصير قام بتمثيله عنتر هلال عن شخصية وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في قالب ساخر اطلق عليه (ابو العربي) ولم يكن عملا فنيا مكتملا قدر ما كان تعليقا ساخرا وسريعا اطلقه هلال شاعر (كامننا) على ماحدث في العراق وعرف هذا الفيلم طريقه للبث على الفضائيات. قبل السقوط العراق قبل سقوط صدام كان موضوعا لاعمال مختلفة تماما في مضمونها بدأت بفيلم (الايام الطويلة) الذي اخرجه توفيق صالح في مطلع الثمانينات وكان يحكي حياة صدام حسين منذ كان عنصرا بعثيا ناشطا الى ان صار رئيسا للدولة. الفيلم من انتاج مؤسسة السينما العراقية واخرجه صالح بتكليف رسمي من صدام حسين قام بتمثيله عراقيون والطريف ان الذي لعب دور صدام في الفيلم هو (صدام كامل) زوج احدى بنات صدام والذي اعدم بتهمة الخيانة في التسعينات. وبعد اعدام صدام كامل امر صدام حسين باحراق كل نسخ فيلم (الايام الطويلة) لمحو صورة زوج ابنته من اذهان العراقيين بعد ان كان التلفزيون العراقي قد بث هذا الفيلم عشرات المرات. اما فيلم (العاصفة) الذي اجراه خالد يوسف وعرض قبل اربع سنوات فحكى قصة شقيقين (محمد نجاتي وهاني سلامة) الاول يعمل في العراق والثاني جندي في الجيش المصري ويقعان في المواجهة العسكرية خلال حرب الخليج الثانية 1991، بينما تحاول والدتهما (يسرا) ان تمنع المواجهة بينهما وينتهي الفيلم بمظاهرة تحرق علمي اسرائيل وامريكا. اما الفيلم الذي تعرض لشخص صدام بصورة غير مباشرة فكان (القادسية) الذي اخرجه صلاح ابو سيف لصالح مؤسسة السينما العراقية عام 1983 وقامت ببطولته سعاد حسني وعزت العلايلي والنجمة العراقية هند كامل وتم انتاج الفيلم الذي يحكي فتح العرب لفارس وانتصار القادسية على يد الصحابي سعد بن ابي وقاص في قمة حديث اجهزة الاعلام العراقية عن قادسية صدام او الحرب العراقية الايرانية. الجديد هو مسلسل (عباس الابيض) وعنه يقول يحيى الفخراني بطل المسلسل: بعد مسلسل الليل واخره شعرت اني بحاجة الى عالم مختلف فيه بسمة على شفاه المشاهدين وايضا يقدم قضايا مهمة تخص حياتنا المعاصرة لذا قبلت مباشرة مسلسل عباس الابيض والعب فيه دور عباس الذي يخرج من السجن في 9 ابريل يوم سقوط بغداد بعد 20 عاما من الحبس في السجون العراقية ويضطر الى العودة لمصر لكي يرى كثيرا من المتغيرات التي جرت خلال هذه الاعوام الطويلة. الحقيقة يقول الفخراني اني زرت العراق اكثر من مرة واشتركت في بطولة فيلم (بابل حبيبتي) مع سماح انور وهو انتاج مصري عراقي سنة 1988 ولم ازر العراق بعد ذلك ولا التقيت بصدام حسين. اما مؤلف المسلسل يوسف معاطي فيقول: شخصية عباس شخصية حقيقية قابلتها وتكلمت معها ربما تكون خيوطه الاساسية قد شكلت عندي من مجموع عدة شخصيات عايشتها لكنها شخصية حقيقية والقصة واقعية. ويقول المخرج نادر جلال: هذا اول مسلسل يتناول سقوط بغداد ومن خلاله نتحدث عن حالة العالم العربي اذا لم يتمسك بتاريخه فعباس مدرس تاريخ فاذا فقد تاريخه كان اليوم الاسود لكن الانسان العربي يستطيع الخروج من هذا المأزق اذا امتلك الارادة وهذه هي رسالة عباس الابيض. اما (ليلة سقوط بغداد) فهو السيناريو الذي اختاره المخرج والسيناريست محمد امين ليعود بعد ثلاثة اعوام من الغياب بعد ان قدم فيلما واحدا من تأليفه واخراجه هو (فيلم ثقافي) وكتب السيناريو لفيلمي (افريكانو) و(جاءنا البيان التالي) لكن لم يهنأ بموافقة الرقابة على سيناريو فيلمه الجديد دون حذف اية مشاهد فقد فوجىء باعتذار بطل الفيلم محمود عبدالعزيز عن المشاركة فيه بسبب خلافه مع الشركة المنتجة حول اجره. احداث الفيلم تدور خلال عملية الاحتلال الامريكي للعراق من خلال اسرة مصرية تتابع ما يجري على شاشة التلفزيون لحظة بلحظة وتأثير ذلك نفسيا على هذه الاسرة المكونة من اب يعمل كمدرس ثانوي وربة منزل وابنة تعمل عازفة فلوت في دار الاوبرا وابن طالب في كلية الهندسة والاسرة تنتمي للطبقة المتوسطة. هذه الاسرة ينتابها الهاجس الطبيعي لاي انسان يرى امامه حدثا معينا كسقوط طائرة مثلا فيخاف ان يحدث معه نفس الامر. محمد امين يعاني كثيرا من اختيار فريق عمل الفيلم فبعدما اعجب محمود عبدالعزيز بالسيناريو ووافق عليه عاد وانسحب بعدما اعتذرت له شركة الانتاج عن عدم استطاعتها دفع الاجر الذي طلبه وهو مليونا جنيه. الطريف ان محمد امين فكر بعد اعتذار محمود عبدالعزيز في اسناد دور البطولة الى الفنان يحيى الفخراني لكنه اكتشف انه ارتبط بتصوير مسلسل عباس الابيض في اليوم الاسود لكنه اكد ان موضوع الفيلم يختلف عن المسلسل. امين لايزال في حيرة من امره لاختيار بطل الفيلم الذي سيلعب دور الاب وكذلك من ستلعب دور الابنة فهو يبحث عن ممثلة تمتلك ملامح الفتاة المصرية وقد وقع اختياره على الممثل احمد عيد ليلعب دور الابن فيما ستلعب دور الام فادية عبدالغني او الفنانة هالة فاخر.