عزيزي رئيس التحرير منذ زمن بعيد وحكومتنا الرشيدة تحث الخطى نحو التجديد والتحديث على كافة الاصعدة ادراكا منها اعزها الله بمتطلبات العصر الحديث وان العالم اصبح قرية صغيرة ونحن جزء منه، وما يثلج الصدر ويدعو للبهجة ان هذا التحديث والتطوير لم يسبقنا إليه احد فهو نابع من شريعتنا ومتوافق مع ثوابتنا وعاداتنا وتقاليدنا الاصيلة وخصوصيتنا السعودية. حكومتنا اعزها الله وايدها بنصر من عنده تدرك منذ القدم اهمية المواطن وانه الركيزة الاساسية لنجاح هذا التحديث والتطوير فعملت مافي وسعها ولم تبخل في سبيل تأهيل المواطن علميا وفكريا وحضاريا حتى وصل الى ماوصل اليه الان من تقدم ورقى، وهنا يأتي دور المواطن وان يثبت بانه اهل للمسئولية وان يكون مدركا لدوره الوطني ثابتا على نهجه الاسلامي وشخصيته الوطنية التي تحفظ عزته وكرامته بين هذه الامواج المتضاربة من حولنا وان يكون سدا منيعا ضد من يحاول تعكير صفونا ووحدتنا وان لا يفتح اذنيه للناعقين هنا وهناك ممن يتمنون الخراب لنا ويحسدوننا على ما نحن فيه من خيرات يحاولون التشكيك بقدرتنا على التحديث والتطوير. ان اول اختيار للمواطن السعودي هو مشاركته في الانتخابات البلدية ومدى تفاعله معها فعلينا جميعا ان نكون اهلا للمسئولية وان يشعر الناخب والمنتخب بجسامة المسئولية الملقاة عليه فهنا تتحدد ثقافة المواطن المدنية ودوره في التحديث والتطوير في بناء بلده والمشاركة في اتخاذ القرار. هنالك بعض الاقاويل التي نسمعها ومفادها بان المواطن السعودي غير قادر على التطوير ولا يفهم معنى التحديث وان الانتخابات البلدية سوف تطغى عليها الغوغائية والتدافع والعواطف. وهنا يتحتم على المواطن ان يثبت العكس من ذلك وان تكون مشاركته في هذه الانتخابات ذات اسلوب حضاري حتى يعترف العالم من حولنا باننا شعب يصنع تقدمه باسلوبه الخاص حيث ان هذه الانتخابات البلدية سوف تحظى بحضور دولي فعلى الناخب والمنتخب مسئولية عظيمة في رسم الصورة المشرفة التي سوف يتناقلها العالم عنا والا تكون صورتنا كما يرغب فيها اعداؤنا ولكن كما نريدها نحن ان تكون. اتذكر قبل سنين طويلة اشرافي على الانتخابات في احدى الجامعات الامريكية وكان يقف بجانبي احد الزملاء السعوديين وعندما شاهد طول الطابور التفت لي قائلا:(وش رايك هل لو كانوا منا يقفون بهذا النظام؟) وهنا بيت القصيد فترى المواطن لدينا وللاسف الشديد يكره الوقوف بالطابور ويتضايق من النظام وهذه عادة سيئة علينا ان نتخلص منها حتى يتعلم منا اجيالنا معنى النظام وحتى يبادر المقيم لدينا الى اتباع النظام، كثيرا ما نسمع عن تدخل رجال الامن لتنظيم الناس في مكان ما نتيجة تكتلهم وتدافعهم غير المبرر وهذا يعكس صورة سيئة عن مستوى المواطن السعودي فاحترام النظام هو المعيار الاول لرقي الامم وتقدمها. كما ان مشاركة المواطن بصوته لمن رشح نفسه يجب ان تكون واقعية وموضوعية بعيدة العواطف والانتماء لتلك القرية او المدينة او القبيلة فهذه عنصرية بغيضة مرفوضة منا جميعا وتتعارض مع الرقي الحضاري الذي ننشده وتؤكد ما يقوله الحاقدون علينا والحاسدون لنا بأننا غير مؤهلين للادلاء باصواتنا بالدوائر الانتخابية وليس لدينا وعي حضاري للمشاركة بالتحديث والتطوير المنشود، لذلك علينا اثبات العكس ورسم صورة مشرفة لنا. وهنا اناشد المواطن السعودي بكافة اطيافه وفئاته ان يكون موضوعيا ومدركا لدوره الوطني وان تكون مشاركته في الانتخابات مبنية على: ان لا ينجر خلف العواطف او العنصرية في اعطاء صوته للمرشح وانما النظر لمؤهلاته وكفاءته ومقدرته في المشاركة والنهوض في تنمية الخدمات البلدية في منطقته. ان يكون قراره لاعطاء صوته نابعا من حسه الوطني ومصلحة الوطن. ان يدرك بان المسئولية جسيمة وان الدولة اعطته امانة اعطاء صوته لمن يخدم مصلحة الوطن وعليه ان يكون في مستوى الامانة وان يكون الاختيار لتحقيق المصلحة التي وضعت الانتخابات من اجلها وهي تطوير الخدمات ومشاركة المواطن في القرار. كما انني اتوجه بهذا الرجاء لكل من رشح نفسه ان يتقي الله اولا وان يكون هدفه خدمة الوطن والمواطن وان يضع في مخيلته الاتي: ان الانتماء للمجلس البلدي مسئولية وطنية وامانة عظمى وان يكون واثقا من ان مشاركته بالمجلس سوف يكون لها بصمة واضحة على تطوير العمل البلدي وخدمة المواطن. ان الفوز بعضوية المجلس البلدي ليست للوجاهة الاجتماعية او حب الظهور وانما هو عمل دؤوب ومسئولية عظيمة. ان من يرشح نفسه مطالب بشرح اهدافه للناخبين وماذا يحمل في جعبته من افكار بناءة تساعد على تطوير الخدمات البلدية للمواطن. ان يقدم اهدافه للناس بطريقة حضارية بعيدا عن الغوغائية واقامة المناسبات والولائم وجمع الاقارب لدعمه بالاصوات فهذا الطرح علينا ان نقف جميعا ضده ونحاربه فهو يعيدنا الى الوراء قرونا وهو ضد تقدمنا وتطورنا الذي نسعى اليه. ولهذا فان الناخب والمنتخب يجب ان يشعروا بجسامة المسئولية وان يكون دخولهم لهذه التجربة الاولى بثبات وثقة وان يرسموا الصورة المشرفة عن المواطن السعودي امام العالم كما نريدها جميعا حكومة وشعبا حتى لا يثار السؤال عن مدى قدرة المواطن ويصفق اعداؤنا عندما يرون الصورة التي هم يريدونها ولكن علينا ان نرسم صورتنا المشرفة بانفسنا حتى يحترمنا العالم من حولنا عندما نحترم انفسنا نجعل مصلحة الوطن والمواطن هي العليا كما يريدها ولاة الامر منا. مخلف الدهام الشمري