تبدي الاوساط الاقتصادية والنقدية الاوروبية تحفظات متصاعدة بشأن الارادة المعلنة من قبل رئيس الجهاز التنفيذى الاوروبى المعين البرتغالى خوزيه باروسو بجعل منطقة اليورو أول منطقة منافسة اقتصادية وتجارية فى العالم مع مطلع عام 02010وتعود هذه التحفظات بشكل رئيس حاليا بسبب عدم ظهور بوادر انتعاش فعلي داخل دول الاتحاد الاوروبى واستمرار الخلل الهيكلى المزمن داخل اقتصاديات منطقة اليورو من جهة والمخاطر المحدقة بقطاع الطاقة نتيجة ارتفاع اسعار المحروقات ورفض الحكومات الاوروبية معالجة الجانب الخاص بالرسوم المرتفعة المفروضة عليها من جهة اخرى0 واقر خوزيه بارسو اثناء تقديمه فريقه الجديد يوم الجمعة فى بروكسل بأن الدول الاوروبية ربما تتخلى عن طموح ما يعرف بأجندة لشبونة الاقتصادية وتأجيلها الى ما بعد 2010 المتفق عليه حتى الآن لجعل الاتحاد الاوروبى اول قوة اقتصادية فى العالم0واعلن عضو المفوضية الاوروبية الجديدة المكلف بشؤون الطاقة المجري لاسلو كوفاكس من جهته ان إحدى أولويات الجهاز التنفيذى الاوروبى المقبل والذى سيستلم مهامه فى مطلع نوفمبر القادم سيتمثل فى ضمان الامدادات من الطاقة لدول الاتحاد و ادارة ظاهرة ارتفاع الاسعار والبحث عن مصادر بديلة للطاقة و اقامة حوار هيكلى ايجابى مع الدول المنتجة0ولكن رغم هذه الارادة المعلنة فان الاتحاد الاوروبى الذى تجنب حتى الان اية تداعيات فعلية لارتفاع اسعار النفط الخام بسبب قوة اليورو فى مواجهة الدولار العملة المرجع فى الاسواق النفطية قد لا يصمد طويلا اذا ما استمرت الاسعار فى الارتفاع وبنفس الوتيرة الحالية0 وتناهز أسعار النفط حاليا التسعة و الاربعين دولارا للبرميل الواحد وهو ما يثير مخاوف المسؤولين الاوروبيين فى حالة عدم حصول تطورات قبل نهاية العام.. وفى الواقع يتزامن ارتفاع اسعار المحروقات مع فترة دقيقة وحرجة بالنسبة لنمو الاقتصاد الاوروبى بالرغم من تراجع اعتماد الصناعات الاوروبية على النفط والغاز بالمقارنة مع العقود الثلاثة الماضية0وسمح ارتفاع اليورو المستمر منذ اكثر من عشرين شهرا مقارنة بالدولار الامريكى فى أسواق المال للاوروبيين بتجاوز المتاعب الاولى المسجلة على قطاع الطاقة حتى الآن0ولكن مجمل الخبراء يرون ان مرحلة الاعتماد على قوة العملة الاوروبية قد انتهت حيث ان حجم الصرف الحالى لليورو مقابل الدولار بات مستقرا منذ عدة اشهر فى حين ان اسعار النفط الخام فى ارتفاع مستمر وهو ما يتسبب في معادلة اقتصادية جديدة بالنسبة للاتحاد الاوروبي ويدفع بالمسؤولين الاوروبيين للمرة الاولى نحو مراجعة توقعاتهم0وبدأت العديد من مؤسسات النقل الجوى والبحرى الاوروبى وعدد من القطاعات الاخرى فى رفع اسعار خدماتها بالنسبة للمستهلك العادى وما يمثله ذلك من آفاق فعلية لارتفاع التضخم. وكان الاقتصاد الاوروبي قد شهد مرحلة حرجة عام 2003 ولم يسجل سوى نسبة طفيفة من النمو لم تتجاوز 4 من 10 في المائة بسبب الحرب الاخيرة ضد العراق وتداعياتها الوخيمة على الاقتصاد العالمى واداء الدول الاوروبية0 وتراهن دول الاتحاد حاليا على نسبة نمو تناهز الواحد والسبعة من عشرة فى المائة بالنسبة للعام الحالى 7ر1 وهو رقم من المستبعد تحقيقه اذا ما استمرت أسعار الطاقة فى الارتفاع0 وقال عضو المفوضية الاوروبية المكلف بشؤون الاقتصاد الاسبانى يواخيم المونيا ان أداء الاقتصاد الاوروبى لا يبدو هادئا حاليا رغم ظهور بعض المتاعب فى قطاعات معينة وفى مقدمتها النقل الجوى0 وتقول الوكالة الدولية للطاقة ان الارتفاع الحالى للاسعار وبالمقارنة مع الصدمة النفطية السابقة لا يمثل خطرا على اداء الاقتصاد الاوروبى وانه لا توجد دواع للركون للاحتياطى الاستراتيجى للدول الاعضاء فى المرحلة الحالية ولكن ارتفاع طلب الدول الآسيوية والوضع فى العراق والشرق الاوسط ومصاعب مؤسسات الانتاج النفطى فى روسيا واقتراب موسم الشتاء فى أوروبا تعد جميعها عناصر خلل مقبلة ومحتملة للسوق النفطية.