التحلي بمكارم الاخلاق كان ولايزال من صفات الانسان المسلم في كل عصر, والمطلب الامثل للرجل الناجح, لان القيم الاخلاقية تشكل مناعة طبيعية ضد الانحراف والانحلال والفساد. وكذلك فان الالتزام باخلاقيات المهنة, يشكل مناعة طبيعية ضد فشل وتدهور المؤسسات في عالم الاعمال. ولكن الاهتمام باخلاقيات المهنة كموضوع جدير بالدرس والتطبيق, لم يبدأ الا في اواخر الستينات من القرن الماضي, حيث ازدادت الحاجة الى وضع معايير اخلاقية في مجال العمل من اجل ضبط التجاوزات والاخطاء والتعديات وغيرها من المشكلات المهنية التي تفشت في عالم الاعمال مؤخرا, وسلطت الضوء على ان مجال العمل, مثله في ذلك مثل المنزل والمدرسة والمجتمع, بحاجة الى قوانين تضبط حركاته وسكناته وتنظم عمليات التعامل بين الموظفين والا دبت فيهم الفوضى وكثر الظلم والتظلم واستشرى الاحتكار ودرج التعسف وهدر الحقوق, من جهة, وتخبطت المؤسسات في كثير من الاخطاء والمشكلات القانونية والجزائية فخسرت الكثير من عملائها, من جهة اخرى. وهذه كلها بطبيعة الحال, معوقات تحد من ازدهار الاعمال وانتشارها, بل وقد تقضي احيانا على المؤسسات الفتية في مهدها. من هنا تجد ان كل مؤسسة ناجحة لها مركزها واحترامها في عالم الاعمال, تحرص كل الحرص على تطبيق افضل المعايير المتعارف عليها عالميا في ادارة شؤون موظفيها للمحافظة على مصداقيتها وحسن صورتها لدى عملائها في العالم, خصوصا بعد ان جعلت تكنولوجيا الاتصالات من الكرة الارضية عالما واحدا متصلا ببعضه البعض بحيث ينتقل الخبر من اي مكان في العالم الى كل ارجاء الارض خلال اربع وعشرين ساعة أو اقل. ولما كان التدريب الاداري, الذي هو الرفيق الناصح والمستشار الامين للمؤسسات جزءا لا يتجزأ من مسيرة هذه المؤسسات ومسؤولا بصورة غير مباشرة عن تطورها وازدهارها, فقد بادر المتخصصون الى وضع برامج تدريبية وادارية وتربوية في هذا المضمار, من شأنها ان تساهم في تصحيح مسار البعض, وتحديد مسار البعض الاخر, وان تساعد المؤسسات على التعامل مع هذا الواقع, ليس فقط من اجل تجنب الفشل المهني, وانما لتحقيق النجاح المستمر والربح العظيم الذي يتعدى جميع التوقعات, لما يتمتع به هذا النوع من التدريب الاداري من تأثير ايجابي على كافة المجالات الحياتية والعملية للمديرين والرؤساء والموظفين وعائلاتهم في مختلف الحقول المهنية, وفي جميع القطاعات. تستطيع المؤسسة الناجحة ان تضمن استمرار نجاحها بتطبيق المعايير المتعارف عليها عالميا في اخلاقيات المهنة, ولكن عليها قبل ذلك ان تتعرف على تلك المعايير, وان تدرب منسوبيها من اداريين وموظفين على ممارستها والالتزام بها بكثير من الصبر والتأني والوعي والحزم في تطبيقها بصورة عادلة. وهذا متوفر لدى الاستشاريين والمتخصصين في هذا المجال بشكل دورات تدريبية مكثفة على اخلاقيات المهنة.