يسكن علي عبدالعزيز العبدالسلام من مدينة الهفوف منذ اكثر من نصف قرن, وهو شخصية بارزة في مجال المعمار الاسلامي, ويعد من المبدعين في هذا المجال. صقل موهبته بنفسه فلم يسبق له الدراسة في مدارس متخصصة في المجال المعماري بل صقل موهبته بنفسه فأصبح استاذا بارعا في البناء. بدايته كانت مع والده, وواصل مسيرته, الى ان صار مهندسا بارعا, صقلته الايام في هذا الفن العريق. اليوم التقت به, وكان هذا الحوار حول بدايته مع الفن المعماري الاسلامي, وانجازاته الى ان ترك هذه المهنة. فهذا المعماري شيد بيديه عددا من المباني العريقة في الاحساء. مفخرة @ كيف كانت بدايتك في البناء؟ * بدأت وعمري 15 سنة مع والدي, وعملت بكل اجتهاد حتى وصلت الى ما وصلت اليه, واحمد الله انني وفقت في مهامي تلك التي اعتبرها مفخرة. واول بيت عملت فيه كان للامير سعود بن عبدالله بن جلوي بحي الكوت, بعده في امارة الاحساء, حيث انشأت سلما خصص لمرور الملك عبدالعزيز (رحمه الله) عندما كان في زيارة بمحافظة الاحساء. وهذان العملان قفزت بهما للقمة, حيث اصبحت مهندسا معماريا, وهناك الكثير من الاعمال تحتفظ باصالتها ويتم ترميمها عند اللزوم والحاجة. مهندسون معماريون @ ومع من عملت؟ * عملت مع والدي, الذي علمني الصنعة, وعبدالله المؤمن وعلي ال ابراهيم ومحمد بن قوطي ومحمد الزري وآل ذكر الله ومحمد المؤمن وعبدالله الخليل وحسين المؤمن وغيرهم, وهؤلاء يعدون مهندسين معماريين في فن البناء الطيني قديما بالاحساء. ادوات @ ماذا كانت ادواتكم في العمل؟ * هناك الكثير من الادوات التي كنا نستخدمها, ومنها ميزان لاستقامة الجدار, ويسمى (البلد) وكذلك (الخبط) وهي قفازات جلدية لخلط الجبس بالماء, والخيط لاستقامة الطبقة الجديدة للجدار, وممسحة من الحديد لمسح الجبس على الجدران, والفرجار الهندسي لرسم حدود الزخرفة في الجدار المعد من الجص, وقوالب من الخشب الصلب, وهي زخرفة من الخشب لعمل الزخارف في البوابات والغرف للمنازل, كذلك السكين لنقش الحروف والزخارف والشخاخيل. @ وما موادكم؟ * نعتمد على الماء, الذي يتم جلبه من العيون القريبة, وجذوع النخيل في المعمار المحلي ليستخدم في اسقف البيوت, كذلك الجبس, وله انواع فمنه الخكري, وهو يشبه الاسمنت حاليا, والفروش, ويتم احضارها من العقير, والجبس يجلب من جزيرة الحد في العقير. بيوت وقصور @ وماذا عن البيوت الاخرى التي بنيتها؟ * هناك الكثير من البيوت التاريخية التي بنيتها, ومنها: قصر المحروقات بالهفوف, وحمام عين نجم الاثري والمسجد الجامع في الظهران, وترميم قصر ابراهيم وميناء العقير والمستشفى الاول بالهفوف. @ هل شيدت بيوتا للامراء؟ * نعم, وهي كثيرة منها: بيت الامير سعود بن جلوي وبيت الامير محمد بن تركي وبيت الامير سعد بن جلوي, وبيت الامير تركي بن جلوي وبيت الامير عبدالمحسن بن جلوي, بالاضافة الى بناء استراحات واسوار مزرعة مرخية الحمدانية, وهي لاحد الامراء, وكان ذلك في عهد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) كما عملت في بناء بيوت كبار اهالي الاحساء انذاك. ترك العمل @ ولماذا تركت العمل في بناء البيوت الطينية؟ * تركتها لعدة اسباب, منها التطور والتقدم فالان البيوت يتم بناؤها من الطابوق والاسمنت اضف الى ذلك كبر السن, حيث لم اعد قادرا على العمل كالسابق وهذا العمل بحاجة لقوة وجهد كبير. الأجرة @ كم كنتم تحصلون في السابق من اجور يومية؟ * العامل العادي يحصل على ريالين فقط, اما الاستاذ فيحصل على ضعف هذا المبلغ, ومع مرور الايام والسنوات ارتفعت الاجرة الى 40 ريالا. فتخطت المائة ريال, ثم وصلت الى 150 ريالا. بدون مميزات @ وهل كنتم تحصلون على مميزات؟ * ابدا لم تكن هناك اي مميزات تذكر, سوى الدخل اليومي للعمل, فلم يكن مثل الان هناك علاوات واجازات سنوية واضطرارية, بالاضافة الى مرتبات مرتفعة لكبار الموظفين وغير ذلك. يجهز الجبس يقوم بالزخرفة