أحمد الجلبي .. "أحد أقرب أصدقاء الولاياتالمتحدة"، كما صرح هو بنفسه في وقت سابق، يجد اليوم نفسه متهما من قبل أصدقاء الأمس بإفشاء أسرار لإيران -أحد محاور الشر في نظر واشنطن- ومتهما من قبل رفاق الثورة على نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالفساد المالي. ولد الجلبي عام 1945 لأسرة شيعية ثرية تعمل في القطاع المصرفي، لكنه لم يلبث أن غادر العراق عام 1956 ليعيش معظم حياته بعد ذلك في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، باستثناء فترة منتصف التسعينيات عندما سعى لتنظيم انتفاضة في المناطق الكردية شمال العراق. درس الرياضيات في جامعة شيكاغو ثم في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا بالولاياتالمتحدة. أنشأ وتزعم المؤتمر الوطني العراقي الذي انبثق عن مؤتمر فينا (16-19) يونيو/ حزيران 1992 واجتماع المعارضة العراقية المنعقد في مدينة (صلاح الدين) بشمال العراق في (22-27) سبتمبر/أيلول 1992. قام الجلبي بنقل مقر المؤتمر إلى لندن عام 1996 ثم إلى واشنطن، بعد فشل الانتفاضة التي حاول تنظيمها ضد النظام العراقي السابق في المناطق الكردية شمال العراق، رغم انتمائه هو للطائفة الشيعية. عقب فشل محاولته تم انتزاع المؤتمر الوطني العراقي من شمال البلاد على يد القوات العراقية التي دمرت مركز حزبه في مدينة أربيل (شمال العراق). اعتبر في وقت من الأوقات من أقرب المقربين لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" رغم أنه ظل في غالب الأوقات لا يحظى بالشعبية نفسها داخل أوساط المجتمع العراقي، بحسب ما يرى المراقبون. فقد تلقى حزبه دعما أمريكيا مباشرا، ورأى قانون "تحرير العراق" الذي صادق عليه الكونغرس الأمريكي في 1998 أن المؤتمر الوطني العراقي هو من يمكن أن يتزعم أي جهود تستهدف الإطاحة بصدام. تعددت الاتهامات المالية الموجهة للجلبي، ففي عام 1992 حكم عليه غيابيا في الأردن بالسجن 22 عاما مع الأشغال الشاقة بتهمة التزوير عقب انهيار بنك بترا، الذي شارك في تأسيسه عام 1977. كما اثارت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق تساؤلات حول الممارسات المحاسبية للمؤتمر الوطني العراقي قبل أن يوجه إليه القاضي العراقي زهير المالكي، الأحد، مذكرة توقيف بتهمة تزوير الدنانير العراقية السابقة، التي سحبت من التداول في أعقاب الإطاحة بنظام صدام. وعاد الزمن بدورته ليتعرض مقر حزب ومنزل الجلبي الذي ترأس مجلس الحكم العراق الانتقالي في أحد دوراته- للمداهمة ولكن هذه المرة من قبل قوات أمريكية بجانب قوات من الشرطة العراقية وذلك في منتصف شهر مايو/ أيار 2004. وفي شهر يونيو/ حزيران 2004، تعرض الجلبي لاتهامات نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية تتعلق بكشفه لإيران اختراق الولاياتالمتحدةالأمريكية نظام الشيفرة للاستخبارات الإيرانية، وهو ما نفته طهران.. لكن الجلبي ظلّ في كل مرة يوجّه إليه اتهام جديد يصرّ على براءته منها، باعتبار أنها قائمة على دوافع شخصية وسياسية.