لله ما اعطى ولله ما اخذ, وما اقرب الدنيا الى الآخرة , رحل الفارس وحين يرحل الفرسان تحتبس العبرات فما بالدموع يكون وداع الرجال وتتلعثم الالسنة فما تسعفها الكلمات امام المصاب الجلل, وتتعثر الاقلام اذ يخونها التعبير ازاء الوداع المهيب. منذ أن تشرفت بالكتابة في صحيفة الرياضي قبل اربع سنوات ومقالاتي لا تكاد تخلو من ذكر الامير عبد الرحمن بن سعود مدحته كثيرا لأنه استحق ذلك المديح واختلفت معه احايين برغم نصراويتي المحضة. في الموسم الفارط نادت بعض اصوات الرياضيين بضرورة تنحيه عن الرئاسة بعد أن غابت شمس العالمي عن البطولات, كاتب هذه السطور شاطر بعض كادحي النصر الرأي, وناديته كمحب للنصر وكمحب لشخصه الكريم أن يترك رئاسة النادي وليصبح رئيسا لاعضاء الشرف ويكون بمثابة الخبير الذي لا غنى عن آرائه وتوجيهاته. الفارس الرياضي الاول والمناظر الرياضي الاول والصريح الرياضي الاول, غادر هذه المرة هذه الدنيا الفانية. رحل هذه المرة ليقابل ربه. توقف فترة من الزمن فاصيب اعلامنا الرياضي بحالة تجمد, تكدست المطبوعات الرياضية على الارفف لا يعبأ بها أحد , عاد المشاكس الرياضي صاحب(بصراحة) فعادت الايادي تتسابق لنيل هذه المطبوعة التي تزينت بصورة ومقالة الامير عبد الرحمن بن سعود. كأني بي أرى كتابا اغلقوا المحبرة والنون بعد رحيله! كأني بي اشاهد نقادا يضربون اخماسا باسداس بعد أن فقدوا اهم جزء في الاثارة الرياضية. بيت القصيد: الحديث عن هذا الرجل وما قدمه هذا الخبير لفريقه وللرياضة السعودية لا تفيه حقه بضعة اسطر كتبت على عجل , بل لعل يراعي بحاجة الى صفحات كثيرة ليكتب فيها بعض مناقبه ومحاسنه. امهر كلماتي البسيطة هذه بالتوجه للعلي القدير أن يرحم الامير عبد الرحمن بن سعود وان يجمعنا به في مستقر رحمته وان يتجاوز عنا وعنه.