صدر كتاب جديد للأديب حمد بن عبد الله القاضي يحمل عنوان «غاب تحت الثرى أحباء قلبي». الكتاب كما جاء في مقدمته من وحي الحديث الشريف «اذكروا محاسن موتاكم»، وإذا كان الثناء على الأحياء أمرا محمودا إن كان حقا، فالله يقول: «ولا تبخسوا الناس أشياءهم»، فإن ذكر محاسن الراحلين والحديث عنهم هو عنوان الوفاء، وقمة الإيفاء، فضلا عن أنه يكون سببا بالاقتداء بهم. أما الأهم من ذلك فهو: الدعاء لهم عند ذكر محاسنهم وأعمالهم المباركة، وسجاياهم الندية، وصنائعهم الجميلة التي قدموها في حياتهم، إن الرثاء والثناء والذكر الحسن لهؤلاء الراحلين يجيء من منطلق أن الناس شهود الله في أرضه، ولعل ذلك هو بشراهم المعجلة في الحياة الدنيا بحول الله، وهذا يسعد أحبابهم، ويخفف من غمامات الحزن على رحيلهم. حوى الكتاب على بابين: الأول جاء تحت عنوان «راحلون ودمعات»، ورثى فيه المؤلف نحو 70 راحلة وراحلا من علماء وأدباء، وأول موضوع كان رثاءه لأمه، وقد جاءت عناوين الكتاب على النحو التالي: «برا بوالدتي، دمعة عليك يا أبي، رحم الله حصة بنت صالح العليان، وداعا أيتها العازفة عن الدنيا، الشيخ عبد الله الخليفي عين بكت من خشية الله، الشيخ عبد العزيز بن باز: ويبكيك محراب يئن ومنبر، الشيخ ابن عثيمين: لقد أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، ورحل حبيب القرآن الشيخ عبد الرحمن الفريان، الراحل عبد العزيز المسند رجل الدعوة والتعليم والسماحة، رحم الله رجل الخير الدكتور مانع الجهني، المؤذن ابن ماجد: الصوت الذي لم يغب، الراحلان: الشيخ محمد الغزالي والأستاذ خالد محمد خالد، دمعة على الفقيد الشيخ عبد العزيز المساعد، الشيخ ابن جبير: لقد كان بنيان قوم تهدما، ورحل عاشق الأرض الشيخ حمد الجاسر، الشيخ عثمان الصالح: رحل عف اللسان ناشر للمحبة، رحل أمير الخير والبر فيصل بن فهد، الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز: لو يرد الحمام لانتصب الحب، الشيخ عبد العزيز التويجري: الفكر الذي استحال إلى تراب، الغالي عبد الله الحمد القرعاوي: أبا طارق طبت حيا وميتا، الأستاذ عبدالعزيز بن عثمان العسكر: وداعا أيها الغالي، الوجيه صالح السلمان: رحيل الجسد وبقاء الذكر، الوجيه سليمان العليان: غياب رجل الخير والصمت، الخال الشيخ عبد الله العليان: وداعا أيها الراحل الورع، العم محمد سليمان القاضي فقيد العصامية، وغاب واصل الرحم العزيز عبد الله بن عبد الرحمن القاضي، رحيل عزيز غال الشيخ عبد العزيز العبد الرحمن القاضي، ورحل زارع الابتسامة الشيخ إبراهيم السليمان القاضي، رحم الله الراحل الصابر محمد القاضي، الراحل صالح بن عبد الرحمن القاضي: رجل الخير الرحيم بالفقراء، غياب م. محمود طيبة الذي يمشي على الأرض هونا، الراحل عبد الله بن حمد الزامل: أعمال باقية وأبناء بررة، الشيخ الراحل عبد الرحمن بن منصور الزامل: وما أعظمها من بشرى، الشيخ عبد الله بن محمد العجلان: نبل الشيم وصدق الغيرة، الدكتور صالح بن عبد الله المالك: الذاكرة المفجوعة ورحيل هذا العزيز، ورحل الرجل الوقور الشيخ إبراهيم العنقري، الراحل الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع: وجيل لن يتكرر، جميل الميمان: رحل جسده وبقي جميل عمله، الراحل عبد الله محمد الحقيل: حقل محبة ومروءة، فهد العريفي الراحل من حدود المحبة إلى فضاء الرحمة، رحم الله الراحل الإنسان عبد الله بن محمد بن سعد العجلان، وغاب عبد الله بن عبد الرحمن الرشيد: رجل التربية والعطاء، رحل الشيخ إبراهيم البراهيم: طيب الذكر وجميل الفعل، رحل معلم الصبر الدكتور صالح بن ناصر الخزيم، رحم الله الشيخ حمود المعجل رجل الخير، رحيل رجل فاضل الشيخ محمد بن حمد الناصر، الشيخ صالح العجروش: فقيد الصحافة وخدمة الناس، الأديب الشيتي: الشيتي الذي عاش باسما ورحل صامتا، رحم الله الأديب عبد الرحمن البطحي الذي زرع في العقول أكثر مما بذر في الحقول، الشاعر الفقي الذي فقه الحياة ورحل، الغالي عبد الله الجفري وشجن الرحيل أيام الفرح، الدكتور عبد القادر طاش: كان عنوان الصبر في عطائه ودائه، رحيل طلعت وفا الطلعة في خلقه وعطائه، رحم الله صالح النعيم الذي غادر دنيانا بهدوء، الكاتبة منيرة العبد العزيز السعيد: صلت ركعتين ورحلت، الأديب صالح جودت: مات من لم يستطع المرض أن يهزمه، ورحل الرحيم بالأطفال الدكتور عبد العزيز بن علي الزامل، الفقيد الأستاذ عبد الوهاب العيسى، الإذاعية شيرين الصوت الذي غاب، مصطفى أمين الذي مات متفائلا، الراحل العويس بين المال والشعر، الوجيه إبراهيم الراشد الحميد والريادة الخيرية، الدكتور حمد السلوم وغاب كوكب من سماء التربية، هذه الزميلة ورحيل الأم، رحم الله رجل التربية عليوي القرشي، الشيخ عبد الله بن سعود بن طالب: والذكرى الطيبة، الراحل محمد الجحلان ونعم الخاتمة، الوزير عبد الله السليمان والتكريم المستحق، الشيخ صالح الحناكي «وبشراك غرس لا يغيب غمامه». وجاء الباب الثاني تحت عنوان: تأملات في الرحيل تطرق فيه إلى عوالم الفراق، ولوعات الحزن وفضاءات الشجن والعزاء عند رحيل الغالين. أهدى القاضي كتابه إلى «الذين فقدوا، واللواتي فقدن غاليا مستشرفا أن يجدوا بين أوراقه سطر عزاء ولمسة وفاء وأن يستمطروا من بين حروفه غيمة طمأنينة وهتان دعاء». تبرع المؤلف بدخل هذه الطبعة من الكتاب «للجمعية الخيرية النسائية في عنيزة» التي ترعى الأرامل والفقيرات واليتيمات.