فقدت الساحه الشعبيه في الخليج يوم الاثنين الماضي الموافق 9/6/1425ه فارساً من أبرز فرسانها الذين تواجدوا من خلال أعمالهم الشعرية على مدى العشرين عاماً الماضية ألاّ وهو الشاعر (عاقل الزيد) رحمه الله تعالى . ويعتبر رحيل الشاعر عاقل الزيد رحمه الله خسارة كبيرة للساحة خصوصاً وأن (أبو سلطان) رحمه الله كان يمثل الشاعر الملتزم بأخلاقه وأدبه الجم طيلة مشواره الشعري حيث لم يسبق له أن دخل في أي مهاترات إعلامية مع زملائه الشعراء بل على العكس من ذلك فلقد كان يحاول التوفيق بين وجهات النظر لدى زملائه الشعراء في حال اختلافهم . كانت بدايات الشاعر عاقل الزيد رحمه الله في منتصف الثمانينات وفي أوج تألق الساحة الشعبية وبدايات تأسيسها حيث وضع لنفسه مكانة متميزة مع زملائه الشعراء نايف صقر وسليمان المانع ومساعد الرشيدي وصنيتان المطيري وغيرهم من شعراء تلك الفترة حيث تميّز أسلوبه الشعري بسهولة المفردات البعيدة عن التعقيد واقترابه الشديد من القصائد الوجدانية التي تلامس المتلقي مباشرة , ويتضح ذلك من خلال العديد من شوارد أبياته والتي أصبح الكثيرون يتناقلونها فيما بينهم ويرددونها كثيراً في مجالسهم الخاصة بل ويستشهدون بالبعض منها ومن ذلك بيته المشهور :==1== ياليتني لا طحت .. لاطحت .. لا طحت ==0== ==0== ما اطيح عند اللي تمنى مطيحي==2== وقوله :==1== يا صاحبي قلها علشان ترتاح==0====2== ==0== الكلمه اللي توجع القلب قلها وكذلك : ==1== ليل السهر يا معذبي تو ما فاق==0== ==0== من سكرته من غفلته من عذابه==2== استمر نجاح عاقل الزيد رحمه الله على الرغم من غيابه لفترات متقطعة فهو من الشعراء الذين كانوا يحضرون عندما يرون أن الحضور أصبح ملحاً ويبتعدون عندما يتوجب عليهم الابتعاد , وعلى الرغم من ذلك فقد كانت عشرات الدعوات تنهال على عاقل رحمه الله لإحياء أمسيات شعرية في مختلف مناطق المملكة حيث شارك رحمه الله في معظم المهرجانات والمناسبات الوطنية على الرغم من عمله الوظيفي في قطاع سلاح الحدود والذي نقله إلى أكثر من منطقه نائية لم تحل بينه وبين التواصل مع جمهوره الذي كان يتابع جديده باستمرار .. وقد كان تتويج هذا الحضور الإعلامي في عام 1423 ه حيث شارك في مهرجان الجنادرية في أمسية كانت من أجمل الأمسيات مع زملائه الشعراء نادر العماني ونايف الجهني وغيرهم وكانت اخر مشاركات الشاعر في مهرجان الجوف السياحي قبل أقل من أسبوعين من تاريخ وفاته . أما صحفيّاً فكان مشوار الزيد لايقل روعة عن حضوره الشعري حيث عمل مشرفاً على صفحة ( أمواج ) في جريدة المسائية التي تصدر في المملكة العربية السعودية قبل توقفها عن الصدور ثم عمل بعدها في مجلة ( فواصل ) ليتفرغ بعدها للشعر محافظاً على صداقته الجميلة مع الشعر كتابة ، حيث كان آخر تواصل له مع الصحافة قصيده بعثها رحمه الله بالفاكس قبل وفاته بليلة واحدة إلى مجلة أصداف. وكأنما كان رحمه الله يحس بدنو أجله فقد ذكر خلال اتصال هاتفي مع جريدة الرياضيه قبل ما يقارب الثلاثة أشهر أنه يحس بأن موته قريب وقال خلال هذا الاتصال انه قد شرع في كتابة مرثيه يرثي بها نفسه لأنه يعتقد أنه بعد موته لن يرثيه أحد. ومن الأمور التي ينبغي ذكرها في هذا المجال دعمه للشعراء الشباب حيث كان حريصاً على حضور أمسيات الشعراء الشباب والتي كان آخرها عندما حضر الأمسية الشعرية الأولى في ملتقى الشعراء الشباب الأول والذي نظمته جمعية الثقافه والفنون والتي شارك بها الشاعر بندر بن محيا والشاعر عبدالله سعيد الحارثي حيث تواجد رحمه الله في آخر الصفوف متجنباً الظهور الإعلامي وهو السبب الذي جعل عريف الأمسيه ياسر الكنعان لا يذكر حضوره في الأمسيه أثناء شكره للإعلاميين المعروفين . أثار رحيل الشاعر عاقل الزيد مشاعر كثير من الشعراء في الساحة الشعبية الذين نسجوا أجمل قصائد الرثاء وخصوصا في شبكة الانترنت ، رحم الله الشاعر عاقل الزيد وأسكنه فسيح جناته.