شيّعت مدينة الرياض مساء أمس الأول الشاعر والإعلامي السعودي حزام العتيبي، الذي وافته المنية بعد معاناة صحية أدخل على إثرها إلى العناية المركزة، إلا أن المرض لم يمهله طويلا حتى غادر مخلفا شعورا باللوعة والأسى لدى العديد من الشعراء والإعلاميين والمثقفين الذين عرفوه ولمسوا تميّزه فيما كتب. للعتيبي نشاط أدبي وشعري وثقافي لافت، إذ عمل لسنوات طويلة في الملحق الثقافي بجريدة «الرياض»، وانتقل إلى صحيفة «عكاظ» محررا ثقافيا في مكتبها بالرياض، والعتيبي يكتب الشعر والمقالة الصحافية، وله مجموعتان شعريتان هما: " استراحات على سطح الثريا" عام 1985م، و"قصائدها" عام 1993م. " الجسر الثقافي" شارك في تقديم التعزية مع عدد من الأدباء. أبيض أو أسود الشاعر ابراهيم زولي قال: إن الشاعر الراحل حزام العتيبي هو من شعراء الثمانينات، ولكنه عمل في الصحافة فترة تزيد على ثلاثين سنة، وكان من أبرز ما تميّز به أنه إنسان لا يعرف المجاملات والمداهنات، والأمور لديه إما أبيض أو أسود وليس في قاموسه لون رمادي. وأضاف زولي: رحيل حزام فاجعة، لكنّ موته يوجّه رسالة للجميع بأنّ الموت أكبر من الجميع، أكبر من كلّ خلافاتنا وأكبر منّا جميعاً. وختم زولي موجها عزاءه لأسرة الراحل الكريمة، ولزوجته القاصة والروائية ليلى الأحيدب، قائلا:" أسأل الله تعالى أن يثبّت قلوبهم بالصبر الجميل". صدمة وانسحاب وقال الشاعر عبد الله الزيد: بدءا ندعو بالرحمة للصديق الشاعر حزام العتيبي، ونقدم أحر التعازي والمشاركة إلى أسرته الكريمة. وأردف قائلا: يعدّ الكاتب والشاعر حزام العتيبي من شعراء التسعينيات الذين أمسكوا براية الإبداع الشعري بعد جيل الثمانينيات. ويتميز حزام وجيله بالوعي الجميل بممارسة القصيدة المعاصرة، فمنذ ديوانه الأول "استراحات على سطح الثريا"، ثم بعد ذلك في ديوانه الثاني "قصائدها"، نلاحظ جليا التماهي التام مع منجز القصيدة المعاصرة. سيطل من خلال نصوصه محمود درويش وسعدي يوسف ولكن بوعي شعري كبير وعدم ثناء في التجارب الشعرية الكبيرة في الشعرية العربية المعاصرة. الذي يحزّ في نفس كثير من المشتغلين بالأدب والشعر في الساحة الثقافية هو اختفاء الشاعر منذ مدة طويلة عن الساحة الثقافية؛ بسبب الصدمة التي عاشها في مناح كثيرة من مناحي الوسط الثقافي، ومنها الأندية الأدبية والملحقات الثقافية في الصحف، والمناسبات والأمسيات الشعرية، الأمر الذي حدا بشاعر شديد الحساسية والكبرياء مثل حزام أن يتخلى تماما عن المسألة الأدبية برمتها، ويتحوّل كليا إلى المسألة الإقتصادية عملا وإنتاجاً. والآن في غياب الشاعر حزام لا فائدة من مثل هذا الكلام، ولكن المرجو من الجهات الثقافية المعنية مثل نادي الرياض الأدبي أن يهتم بموروثه الأدبي شعرا ونثراً. مشوار طويل الشاعر إبراهيم الوافي أكد أن ما يقال في مثل هذه اللحظات هو أن هؤلاء المبدعين لا يموتون وإن فارقونا جسدا، ولكن يبقى إبداعهم شاهدا على حضورهم المتألق، فالشاعر الراحل حزام العتيبي يعد من هؤلاء الذين سوف نعيش على عطائهم وشعرهم المتجدد الذي قدموه في حياتهم المليئة بالابداع والتجديد ومن هنا ننتهز هذا الفرصة لنتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى ذوي الفقيد سائلين العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، كما نتقدم بالتعازي إلى الوسط الأدبي كذلك والوطن في رحيل أديب وشاعر قدم في مشواره الممتد الكثير في سبيل الارتقاء بالأدب، «إنا لله وإنا إليه راجعون». منجز أدبي ويقول الدكتور عبدالله الحيدري إن الوسط الثقافي والأدبي فجع في رحيل الشاعر والإعلامي حزام العتيبي -رحمه الله- وهذا الفقيد نعرفه حق المعرفة، فهو شاعر وله مطبوع وله خبرة وتجربة صحفية ناجحة في أكثر من صحيفة، ومن الشخصيات المحبوبة والجادة وله العديد من العلاقات الوطيدة مع الكثير من المثقفين والشعراء في الوسط الثقافي، وتقدم الحيدري بالعزاء والمواساة إلى الزملاء في الوسط الأدبي والثقافي، وخص بالعزاء الأديبة ليلي الاحديب عضو النادي الأدبي بالرياض وأبناء الفقيد وذويه.