في أمسية جميلة ورائعة تجسّد فيها عمق المحبة والوفاء والولاء للوطن الغالي قد تعالت أصوات الشعراء بأجمل الألحان وأعذب القوافي في ليلة حالمة حضر فيها الشعر وذلك بتألق وإبداع فرسان أمسية الجنادرية 29 ضمن فعاليات المهرجان الوطني السنوي للتراث والثقافة الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، فقد شهدت قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض ختام أمسيات الجنادرية والتي أحياها كل من الشعراء: علي نايف الغامدي وعبدالله البكر وعساف التومي مساء يوم أول أمس وبدأت الأمسية بترحيب من الزميل الإعلامي لافي الرشيدي الذي رحّب بالحضور، ومن ترحيبه نقتتطف قوله: (هانحن نلتقي وإياكم مع فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته التاسعة والعشرين وتحديداً مع نشاط الأدب الشعبي، والأمسيات المصاحبة، وهذه الليلة نحن على موعدٍ مع الإبداع كيف لا ونحن نرقب أسماءً شعرية متفرّدةً في سماء الشعر). ثم انتقل المايكروفون لمدير الأمسية الزميل الإعلامي والشاعر سعد زهير الذي بدأ الأمسية بكلمة رائعة منها قوله: (من هُنا عبرت لغة الخيل والليل، والسلسبيل المضمخ بالخيلاء، ها هنا بذرت قمحَ ضحكتها، قمراً فاض في شرفات المساء، عبقاً فاح أغنيةً في شعاب الجسد، حبقاً يملأ الروح ضوحاً وبوحاً، ألقاً يستبيح دماءَ القصيدة ما بين ماءٍ وماء، من هنا مرَ سحرُ البيان، ها هنا كان، هاهو الآن مشتعلٌ، وتباهى بليلٍ تماهى بما يبهج الروح في حضرةِ الشعراء). بعد ذلك قدّم مدير الأمسية الشعراء بأسلوب جميل في تقديم كل فارس من فرسان الأمسية وتعريف رائع بهم، والبداية كانت من الشاعر علي نايف الغامدي الذي قدم مجموعة من قصائده المتميزة وقد بدأ بقصيدة وطنية: يا موطن العز والموعد على القمّه حييت والحُب صافيةٍ ينابيعه مسا الغلا والوفا والعزم .. والهمّه مسا الولا اللي يباع الكنز ما بيعه مسا الأدب والضيا اللي يكشف الغمّه يحمل لكم بصمة الخافق .. وتوقيعه حب الوطن في صميم الشاعر ودمّه يفخر به ولا طلع في منبر يذيعه بعد ذلك تقدّم الشاعر عبدالله البكر بإلقاء عدد من القصائد الرائعة ونقتطف منها هذه الأبيات: البكا حيلة اللي له خفوقٍ عطيب عايشٍ بالحياة وعايف سنينها الزمن والهقاوي والحزن والنحيب كانوا أربع هموم وكنت أنا بينها شكوة الحال عيب ودمعة العين عيب لكن الله وأعلم ليه تغلينها يمكن إني عطيتك من حياتي نصيب بس أنا مادريت إنك بتنسينها ثم أطرب الحضور بقصائده الجميلة الشاعر عساف التومي ومنها قصيدة (مواري حنين) وكذلك عدد من النصوص منها قوله: يا الورق لوما الغصون المورقة طاحت ما كان للناي صوت .. يليّن القاسي الحزن يورق بجوف الناي من ناحت بشفاي .. نايات ورقا غنّت أنفاسي من قالوا ارتاحت البدوان لا صحات قلت احطب الضيق .. دام ان القنا فاسي وفي نهاية الأمسية كُرّم الشعراء المشاركون في هذه الأمسية ومديرها من قبل الدكتور أحمد الشعيل من اللجنة الثقافية بالمهرجان حيث قام بتسلم الدورع. علي نايف الغامدي عبدالله البكر عساف التومي الزميل لافي الرشيدي تحدثوا ل(الخزامى) في ختام الأمسية صرح ل(الخزامى) مدير الأمسية الزميل الإعلامي سعد زهير عن انطباعه ومشاعره عن هذه المشاركة الجميلة فقال: (أمسيات الجنادرية استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً بارزاً يتسابق إليه كثير من الشعراء منذُ زمن بعيد فالأمسيات أصبحت أشبه ما تكون بجامعة يتخرّج منها الشعراء فكانت هدفا ومقصدا للكثير من الشعراء يتوجون تجربتهم بالحضور لأمسيات الجنادرية، وظلّت بالرغم ما تواتر عنها من أحداث وكلام مواصلة وتجمع النجوم من الشعراء بمحبيهم ومتذوقي شعرهم وهذه ميزة. كما تحدث إلينا الأستاذ الشاعر مشعل الفوازي قائلاً: (نلمس من المهرجان على كافة الأصعدة رغبة جادة، الجنادرية هي التي كانت السبّاقة، هي التي من زرعت شتلات الشعر ورعتها قبل كل هذه البرامج وقبل هذه المنابر مع احترامنا وتقديرنا لها واعتزازنا فيها، وتظل الجنادرية سبّاقة ومنبرا يحلم الجميع أن يكون على هذا المنبر، وتظل في القلوب، وتظل مهرجان عظيما بإذن الله). والتقينا برئيس لجنة الشعر الشعبي بالمهرجان الأستاذ مازن المقاطي الذي عبّر عن مشاعره وانطباعه عن الأمسية فقال: (سعيد جداً هذا المساء وأنا أشاهد زملائي الشعراء في أمسية الجنادرية، وأشاهد هذا النجاح وهذا التميز، ومما زاد سروري وسعادتي تألق جميع شعراء الأمسية، فقد شاهدنا جميعاً قوّة الشعر وجمال التنافس المشرّف بين شعراء الأمسية، وهذه الليلة تُعد من أجمل مشاركات الشعراء، ومما زاد فرحتي هو تفاعل الحضور في هذه الأمسية، وبحق إننا نفخر ونعتز بهذه المناسبة الوطنية الغالية مهرجان الجنادرية. مشاهدات من الأمسية تواجد الزميل الإعلامي جابر القرني عضو اللجنة العليا بالمهرجان، قبل بداية الأمسية وسهّل للخزامى تغطية الأمسية. حضر الأمسية عدد من القنوات الفضائية والإعلاميين والشعراء الشباب ومحرري الصفحات والمجلات الشعبية. الأستاذ مازن المقاطي رئيس لجنة الشعر الشعبي بالمهرجان ساهم في تنظيم الأمسية والترحيب بالشعراء والضيوف. طلب مدير الأمسية الحضور بالمداخلات التي أثرت الأمسية وأضفت عليها جواً من الحميمة والاستمتاع. مدير الأمسية سعد زهير ساعدت ثقافته العالية على إدارة الأمسية بكل اقتدار ونجاح. تميّزت قصائد فرسان الأمسية بالتزامهم الشديد بالقوافي، وجزالة المعنى، والصور الإبداعية الرائعة، ونثروا الإبداع في أرجاء المكان. شهدت الأمسية جواً من الحميمة والاستمتاع. كان من بين حضور الأمسية الشاعر فهد عافت، والإعلامي سلامة الزيد والشاعر عبدالله أبو رأس. مدير الأمسية يتحدث للزميل بكر هذال د. أحمد الشعيل يسلّم الغامدي درع التكريم