أمضى 13 زعيما أفريقيا والسكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان يوما في مباحثات مغلقة أمس الأول في محاولة لكسر الجمود في الصراع في كوت ديفوار ولكن تردد أن المباحثات لم تسفر سوى عن تقدم. وخرج الزعماء من القمة المنعقدة في فندق على شاطئ البحر في العاصمة الغانية أكرا مساء أول أمس ولم يزيدوا في تصريحاتهم للصحفيين عن أن هناك مباحثات إضافية ستجرى. وقد دعي إلى القمة لمحاولة الضغط على رئيس كوت ديفوار لوران جباجبو ومعارضيه السياسيين والمتمردين المعادين للحكومة للموافقة على جدول زمني لتنفيذ اتفاق سلام معطل. وقال أحد الوسطاء الرئيسيين محمد بن شامباس الامين العام للتجمع الاقتصاد ي لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إنها مشكلة صعبة ومن ثم ستأخذ وقتا أطول حتى تصل الاشياء إلى حيث نريد لها . وقال شامباس: نأمل أن يواصل المؤتمرون بحثهم هذه الموضوعات والتوصل إلى حلول وسط ضرورية تجعلنا نتحرك قدما. ولكن مسئولين آخرين قالوا إثر خروجهم من المباحثات إنه تم التوصل إلى اتفاق محدود خلال مباحثات منفصلة مع جباجبو والرئيس السابق لكوت ديفوار هنري كونان بيدي وزعيم المعارضة الحسن أوتارا وزعيم جماعة التمرد الرئيسية غويلوم سورو. وقال أحد الدبلوماسيين: لم أشهد أية إشارة على أن أي شئ جوهري قد تحقق. وقال عنان لأطراف الصراع في كوت ديفوار في كلمته الافتتاحية في القمة إنهم يجب أن يقوموا بخطوات في تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في يناير المعروفة باسم معاهدة لينا ماركوسي. وقال عنان في تصريحات وزعت على الصحفيين خارج مقر الاجتماع المغلق: أذكر كل زعماء ساحل العاج بمسئوليتهم الشخصية والفردية في ضمان التطبيق الكامل وغير المشروط لمعاهدة لينا ماركوسي . وأضاف ان القمة يتعين أن تتوصل إلى اتفاق على خطة عمل لها جدول زمني لتطبيق المعاهدة. وقال مضيف القمة الرئيس الغاني جون كوفور إن الصراع الطويل في كوت ديفوا ر لن يؤدي إلا إلى نتائج سلبية تتجاوز حدودها . ومن بين رؤساء الدول الافريقية في المباحثات ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا وأولوسيجون أوباسانجو رئيس نيجيريا ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي. وكان الاجتماع قد دعي إليه في وقت سابق من الشهر الحالي على وجه الخصوص لتناول موضوع كوت ديفوار لكن بعض المسؤولين قالوا إنهم على الهامش سوف يتناولون موضوعين آخرين لدول أفريقية مزقتها الحرب وهما السودان وليبيريا. ويبحث الاتحاد الافريقي خطة إرسال قوة لحفظ السلام إلى منطقة دارفور بغرب السودان ما لم يتم نزع سلاح الميليشيات التي حملت المسئولية عن الفظائع التي تجرى في دارفور. كما يبحث مجلس الامن الدولي حاليا مشروع قرار يدعو الخرطوم إلى نزع أسلحة الميليشيا وتقديم أفرادها إلى المحاكمة. وقال متحدث باسم كوفور إن الزعماء يعتزمون مراجعة التقدم الذي أحرز في اتفاق سلام تم التوصل إليه في أغسطس الماضي في ليبيريا وهي جارة كوت ديفوار من الغرب. ويدعو الاتفاق إلى انضمام المتمردين السابقين إلى حكومة انتقالية لتقاسم السلطة. وحضر رئيسها جيودي بريانت القمة . ويبلغ إجمالي قوات حفظ السلام التابعين للامم المتحدة ما يقرب من 20 ألفا موجودين في ليبيريا وكوت ديفوار. وتسود الفوضى في ساحل العاج منذ سبتمبر عام 2002 عندما نظمت مجموعة من الجنود الساخطين من شمال البلاد انتفاضة أدت إلى تقسيم البلاد إلى شطرين. ونصت معاهدة السلام التي تم التوصل إليها في فرنسا في يناير 2003 على اقتسام السلطة بين حكومة الرئيس لوران جباجبو والمتمردين والمعارضة السياسية لكن جباجبو لم يتنازل عن أي من صلاحياته كما جاء في المعاهدة مما أدى إلى خروج المتمردين والمعارضة من الحكومة. وقال عنان إن إعادة تشكيل الحكومة تحتل أولوية كبيرة. ويشارك في القمة رؤساء دول وحكومات بنين وبوركينا فاسو والجابون وغانا ومالي وسيراليون وتوجو إلى جانب الامين العام للاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري.