كدت حكومة كوت ديفوار أن المتمردين شنوا هجوما على مدينة غربي البلاد رغم الاتفاق على وقف لإطلاق النار والمشاركة في محادثات السلام قرب العاصمة الفرنسية باريس. وأصدرت وزارة الدفاع في كوت ديفوار بيانا مساء أمس الاول زعم أن متمردي المعارضة هاجموا مدينة بلولكوين، التي تبعد 450 كيلومترا شمال غربي مدينة أبيدجان الرئيسية. ووفقا للبيان الذي صدر في أبيدجان فان الهجوم لم يسفر عن وقوع خسائر ولكنه شكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه منذ ثلاثة أيام. ولم تعلق على الفور الجماعتان المتمردتان في كوت ديفوار على المزاعم الحكومية ولم يصدر أي تأكيد مستقل بشأن وقوع هذا الهجوم. يذكر أن زعماء المتمردين ومسئولين حكوميين رفيعي المستوى من كوت ديفوار يشاركون حاليا في محادثات السلام خلف أبواب مغلقة بالعاصمة الفرنسية باريس والتي تجري بوساطة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيليبان. وكان جنود منشقون في كوت ديفوار قد قاموا بمحاولة انقلاب ضد الرئيس لوران جباجبو في سبتمبر مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق، حيث أصبحت البلاد فعليا مقسمة منذ نحو أربعة اشهر. وسيطرت الحركة الوطنية لكوت ديفوار على النصف الشمالي من البلاد ذي الاغلبية المسلمة قبل أن توقع على وقف لاطلاق النار في أكتوبر الماضي. وهناك جماعتان أخريان وهما، حركتا كوت ديفوار الشعبية لغربي البلاد والسلام والتنمية، واللتان انبثقتا في نوفمبر الماضي وسرعان ما بسطتا سيطرتهما على المناطق الغربية في البلاد. وقد وقعتا اتفاق وقف إطلاق نار مع الحكومة يوم الاثنين الماضي. ويقول كل المتمردين إنهم يريدون استقالة جباجبو واجراء انتخابات جديدة وانهاء الهيمنة السياسية للجنوب المسيحي. وقد رفض جباجبو الاستقالة وطالبت حكومته بنزع أسلحة المتمردين قبل أن تتفاوض على اتفاق سياسي. وكوت ديفوار هي أكبر منتج في العالم للكاكاو وظلت لفترة طويلة أكثر دول غرب إفريقيا استقرارا، ولكن أدى تزايد الهجرة من الدول المجاورة الاكثر فقرا وتقسيم البلاد إلى شمال وجنوب على أسس سياسية وعرقية إلى تزايد القلاقل خلال السنوات الثلاث الماضية.