التجوال أو التشرد أو ما نسميه بالعامية "الدشرة", هو الطواف في الشوارع والأحياء والشواطئ وخلافه... مثل المقاهي في هذه الأيام ... ويعاني بعض الآباء من هروب أبنائهم من البيت وأحياناً يطول بقاؤهم خارج البيت حتى ساعات متأخرة من الليل. "اليوم" تستعرض أنواع التجوال الذي يلجأ له بعض المراهقين والأطفال والأسباب كما ذكرها أ.د. عبدالله بن سلطان السبيعي استشاري وأستاذ الطب النفسي. والذي يقول: يتخذ التجوال أشكالاً مختلفة منها: التجوال الاستطلاعي: الذي باعثه الفضول و البحث عن الجديد مثل المحلات التجارية والبضائع والمعروضات والأنشطة هنا وهناك. التجوال الاستمتاعي: حيث يلجأ بعض الأطفال والمراهقين للتجوال بحثاً عن المتعة في الشواطئ والمزارع و مشاهدة أقرانهم الآخرين يلعبون وهو ما نسميه التجوال الاستمتاعي. تجوال الهرب: يهرب بعض الأطفال أو المراهقين من عقاب الوالدين والمربين، خاصة إذا كان العقاب يوقع على كل صغيرة وكبيرة دون تقدير لحال الابن وحجم الخطأ. وأخيراً فإن بعض الأبناء يهربون من المدرسة أو من المنزل وقد ينامون خارج المنزل بحثاً عن الإثارة و المغامرة وارتكاب المخاطر. أسباب التجوال والتشرد: من طبيعة الأطفال الرغبة في الفضول وحب الاستطلاع والمغامرة وذلك قد يدفعهم للتشرد من المنزل والتجوال في كل مكان. خاصة إذا صاحب ذلك شعور بالحرمان من الأشياء التي يمكن أن يستمتع بها في سنه وتحقق له الراحة والمتعة البريئة والآمنة. هذا الحرمان قد يكون بسبب غياب الأبوين الحقيقي أو المجازي أو بسبب قسوتهما وسوء علاقتهما مع بعضهما البعض أو معه هو مما يجعل جو المنزل مشحوناً منفراً يدفعه للخروج للشارع. لذلك ينبغي الاهتمام بجو المنزل وتهيئته لكي يكون عامل جذب لا عامل طرد ونفور. وأخيراً فقد يكون التجوال والطواف بسبب صغر السن ومصاحبة الكبار من الأطفال وإغرائهم له بالتشرد أو بسبب نقص القدرات العقلية والتخلف العقلي. العلاج: من هنا يمكن القول أن العلاج يرتكز على البحث عن الأسباب والتخلص منها: ومثال ذلك توفير ما يشبع فضول الطفل أو المراهق من أدوات ترفيهية وألعاب، واصطحابه للتنزه والزيارات العائلية وصلة الرحم. ومنح الابناء في هذه المرحلة من العمر الوقت الكافي للتفاعل الأسري وعدم الانشغال عنهم بالمشاكل الأسرية والزوجية والعمل والعلاقات الاجتماعية. كما ينبغي البعد عن القسوة في التعامل والشدة والصرامة في النظام الذي ينفر الابن من المنزل ويجعله ينشد الحرية والانطلاق والمتعة خارجه. ولعل دور الأخصائي هو مساعدة الوالدين في تلمس أسباب التجوال والشرد ومن ثم العمل على تعديلها فتغييرها لرد الابن إلى المنزل دون الضغط الذي يولد الانفجار والمزيد من الهروب أو حتى السرقة ليكتفي خارج المنزل دون رقيب ولا حسيب.