يعتبر المنزل أكثر الأماكن التي يكتسب فيها الطفل السلوك، ويتربى على العادات الحميدة، فالمنزل هو الحاضن الأول بدءا بالأم ثم الأب، وبعدها بقية أفراد الأسرة، هذا ما أكده الأخصائي النفسي بالعيادة السلوكية التابعة لمركز صحي القديح أحمد السعيد، خلال دورة نظمها الملتقى النفسي الاجتماعي بالقطيف بعنوان «بدائل العقاب لتعديل سلوك الأطفال». وأشار السعيد إلى أن الاتجاهات الأخرى لاكتساب السلوك هي: المدرسة لأهميتها، وأهمية دور المربي في تقويم السلوك، ثم يأتي المسجد حيث يتربى الطفل على السلوك القويم، ثم البيئة والمجتمع ثم الإعلام. وعرف الأخصائي السعيد السلوك بانه: نشاط يصدر عن الإنسان سواءً أكان أفعالا يمكن ملاحظتها وقياسها كالنشاطات الفسيولوجية والحركية، أو نشاطات تتم على نحو غير ملحوظ كالتفكير، والتذكر والوساوس وغيرها، موضحا أن السلوك إما أن يكون ايجابيا ومقبولا ومرغوبا أو سلوكا سلبيا وغير مقبول و مرغوب فيه. السعيد: أهم البدائل لتعديل سلوك الطفل التعزيز الايجابي، وذلك باستخدام مكافآت رمزية أو المعززات المعنوية المختلفة، ومن البدائل كذلك استخدام اللغة الايجابية ثم ذكر دوافع ومحركات السلوك عند الأطفال، ابتدأها بالغرائز مثل: الجوع والعطش والبحث عن الأمن، وثانيا: الانتماء الاجتماعي كحب مشاركة الآخرين، والتواصل معهم ولفت انتباههم. ثالثا: حب الاستطلاع والفضول، وتتمثل في اكتشاف المجهول الذي يخلق الفضول والتخريب لدى الطفل، ويحدث بسبب ذلك إتلاف الممتلكات والألعاب. رابعا: اللعب وهو من متطلبات النمو للطفل فلابد أن يبحث عنه ويمارسه وبسببه يحدث أحياناً الإزعاج والفوضى. خامسًا: التقليد ومحاكاة الآخرين فالقدوة تلعب دورا في توجيه السلوك، وأخيرا الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل ومنها: القسوة، والحرمان والعيش في ظروف اجتماعية صعبة تشكل عند الطفل ردود أفعال غير طبيعية وهي عبارة عن اضطراب بالسلوك. ثم سرد السعيد بعضا من الوسائل الخاطئة التي يستخدمها كثير من الأسر، والتي عادة ما تسبب إيذاء للطفل جسدياً أو نفسياً وتسمى (العنف ضد الأطفال) وهي: الضرب، والانفعال والصراخ والشتم، وكذلك النظرة الحادة، والتمييز والمقارنة بين الأبناء، والترهيب والتخويف والتهديد، والحبس والطرد، والسخرية والاستهزاء، والحرق أو الكي، منوهًا إلى أن هذه الوسائل العقابية قد تسبب تشوهات جسدية للطفل كالكسور والحروق، أو قد تسبب أضرارا صحية كالحمى والآلام، أو اضطرابات سلوكية بأنواعها، وتندرج فيها المشكلات الدراسية والتأخر الدراسي، أو الأمراض النفسية كالمخاوف والقلق أو الاضطرابات الاجتماعية والعداء. وعن بعض بدائل العقاب لتعديل سلوك الأطفال قال السعيد: أهم البدائل لتعديل سلوك الطفل التعزيز الايجابي، وذلك باستخدام مكافآت رمزية أو المعززات المعنوية المختلفة، واستخدام اللغة الايجابية، وكذلك التجاهل لسلوك الابن السيئ، والاقصاء أو العزل، والحرمان. وفي ختام الدورة أشار السعيد إلى أنه ليس كل بدائل العقاب نافعة لكل الأطفال، وإنما على الاسرة أن تحاول أن تختار الطريقة الأنسب لابنهم للتخلص من مشكلاته السلوكية. كما نوه السعيد إلى أن بعض الاهل يريدون أن يكون ابنهم آليا لا يتحرك إلا بالريموت أو حسب طلبهم، وهذا بالفعل مفهوم خاطئ.