تمثل ألعاب الفيديو (الكمبيوتر) الاختيار الأمثل في الترفيه وقضاء جل وقت الفراغ لدى الأطفال.. فهم يجدون فيها الخيارات المتعددة من المتعة والترفيه، ويدعم تلك الألعاب التقنية العالية والتصميم الجذاب عالي الدقة.. فهي تأسر الأطفال والمراهقين على حد سواء ؛ فتجدهم يتسمرون أمامها ساعات طوال قد تتجاوز الحد المعقول فتنعكس بالسلب على سلوكياتهم وعلى حالتهم الصحية والنفسية. ألعاب (البلايستيشن، القيم بوي، الننتندو) لها ايجابيات محدودة فيرى الآباء والأمهات أنها تبقي الأطفال تحت أنظارهم وقتا أطول إضافة إلى أنها تلغي شيئا من مطالبهم المتكررة بتوفير وسائل تسلية أخرى قد تكون مكلفة او الخروج من اجلهم خارج المنزل لشغل الفراغ وأوقات الإجازة باللعب والترفيه. لكن من المؤكد ان الدراسات التي ظهرت مؤخرا أثبتت ان لألعاب الفيديو سلبيات كبيرة وخطيرة على الطفل وهذه السلبيات يجهلها كثير من أولياء الأمور (آباء وأمهات) وتتعد مخاطرها وآثارها السلبية على الأطفال في الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية والسلوكية إضافة إلى مخالفاتها الفكرية والعقدية وكذلك الأخلاقية. الآباء يتحدثون يقول سعيد الناصر إنه اشترى لابنه ( 7سنوات) شريطا من احد محلات بيع أشرطة الألعاب بالمجمعة وتفاجأ بما احتواه الشريط لدى تشغيله في جهاز البلايستيشن أمام طفله (شاهدت صورا ومقاطع فاضحة جدا لا تمت لشعار وملصق الشريط بصلة، فتوقفت عن عرضه) مضيفا انه ذهب الى صاحب المحل لإيضاح الموقف مؤكدا انه اعتذر عن المحتوى نافيا علمه بمضمون تلك الأشرطة. من جهته لفت خالد عبدالرحمن (أب لثلاثة أطفال) ان معظم أولياء الأمور سواء الآباء او الأمهات لا يشترون او يشاركون أبناءهم في اختيار الأشرطة المناسبة لهم مضيفا (يختار أبنائي أشرطتهم بأنفسهم دون تدخل مني أو من والدتهم) واعترف عبدالرحمن ان هذه الطريقة خاطئة جدا مؤكدا ان كثيراً من الأسر في السعودية لا يشاركون أبناءهم في اختيار الأشرطة المناسبة او حتى تخصيص جزء من وقتهم لمراقبة ما يمارسه أطفالهم من ألعاب قد تكون مؤثرة على شخصياتهم او معتقداتهم. من جهته تحدث عامل محل ألعاب فيديو (كريشنا شادو) عن عدم معرفته بتصنيف الأشرطة او تخصيص فئات عمرية مضيفا انه يبيع الأشرطة لجميع الأطفال دون مراعاة لنوعية محتوى الشريط مؤكدا انه لا توجد لديه أية تعليمات حول ذلك، وحول اختيار الأشرطة ومشاركة او تأثير أولياء الأمور في ذلك أكد (شادو) ان غالبية الأطفال بمفردهم دون أولياء أمورهم. دراسة أكاديمية تحذر من أخطار ألعاب الفيديو حذر د. عبدالمحسن بن عثمان بن باز أستاذ الدعوة والاحتساب في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض من ان ألعاب الفيديو بجميع أنواعها تغرس في الأبناء عقلية اللا مبالاة وعدم الاكتراث بالآخرين بدءاً بنداءات الآباء والمحيط الأسري مرورا بالوسط التعليمي وانتهاءً بالمجتمع والأمة وقضاياها، كما أكد ان لألعاب (البلايستيشن، القيم بوي، الننتندو) اثر واضح في بث روح المغامرة اللا مسئولة والاندفاع غير المنضبط دون اكتراث بالعواقب، إضافة إلى عبثها بمعاني الإلوهية والربوبية . وكشف د. ابن باز في دراسة أجراها حول الموضوع أن ألعاب الفيديو تكرّس في الطفل سلوكيات العزلة والانطوائية في الجانب الاجتماعي كما تغرس فيه روح الخوف من الدخول في المنافسات الاجتماعية كذلك يسبب الإدمان عليها النزاعات والمشاكل الاجتماعية والأسرية . موضحا أنها تدعو الأطفال والمراهقين إلى ممارسة كل ما هو سيء كالكتابة على الجدران والتحرش بالنساء وتدمير المحلات والزجاج والضرب بلا سبب. وعلى الجانب الصحي تسبب الصرع والتبول اللا إرادي وضعف البصر وتقوس العظام وآلام المفاصل. ونبه د. ابن باز أن خطورة الألعاب تزداد حينما يمارسها الطفل في أواخر سن الطفولة بعد العاشرة حيث ينتقل من مرحلة التعامل بالخيال اللا واقعي إلى مرحلة الخيال الواقعي مما يوقعه في التقليد والمحاكاة الواقعية والتي تولد كثرة الجرائم والحوادث الناتجة عن ألعاب الفيديو في هذا السن.