كشف استشاري الجراحة العامة الدكتور الحسن النعمي رئيس قسم جراحة القولون والمستقيم بمركز دار العافية الطبي عن إجراء 280 عملية جراحية لمصابي " سرطان القولون " بالعام الماضي بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ضمن ما يقارب 400 حالة مصابة تم فحصها خلال عمله سابقا رئيسا لوحدة القولون والمستقيم بالمستشفى، مبينا أن نسبة الشفاء تجاوز 75 بالمائة للحالات التي أجريت لها عمليات الجراحة نتيجة اكتشافها في مرحلة مبكرة وانتظامها بالخطة العلاجية . وأوضح الدكتور النعمي ل"اليوم" أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في ارتفاع سنويا بالمملكة وبالتحديد في الأعمار تحت 50 عاما، حيث تعد هذه الأورام الأولى لدى الرجال والثانية عند النساء بعد أن وصلت الإصابة بها إلى 5 الآف حالة مابين 2004 – 2009 م، متوقعا زيادتها بالخمس سنوات الأخيرة إلى 3 أضعاف في ظل عدم وجود احصائيات معلنة من السجل الوطني للأورام خلال هذه الفترة وهو مايقابله انخفاص على المستوى العالمي لهذا المرض بنسبة تصل إلى 5 بالمائة، في الوقت الذي أشار إلى أنه خلال السنتين الأخيرتين ارتفعت الإصابة لدى صغار السن تحت 35 عاما، حيث وصلت إلى 25 بالمائة من الحالات المعالجة وهو ما يدق ناقوس الخطر، مطالبا بوجود آلية واضحة بالمستشفيات ومراكز العلاج لإمداد مراكز التسجيل الوطنية بحالات الأورام المرصودة حتى تكون الأعداد دقيقة ويتم بذلك الوصول إلى قاعدة بيانات حقيقية نستطيع بها الحد من انتشار مثل هذه الأمراض الخطرة، حيث أن بعض المستشفيات تنسب وفيات الأورام إلى أسباب آخرى مثل هبوط في الدورة الدموية وغيرها من الأسباب المصاحبة للمرض وهو ناتج عن عدم الإدراك والوعي لدى هذه المستشفيات بخطورة مثل هذه التصرفات. طالب الدكتور النعمي بتكثيف الحملات التوعوية على مستوى المملكة للحد من أورام السرطان عموما وسرطان القولون والمستقيم بالتحديد من خلال تكاتف الجهات الحكومية والخاصةوأشار الدكتور النعمي إلى أن أبرز مسببات سرطان القولون والمستقيم تتمثل في الجينات الوراثية بنسبة 25 بالمائه إضافة إلى النمط الغذائي والكحول والتدخين وقلة النشاط الرياضي المؤدية جميعها إلى السمنة التي تعد مسببا آخر لهذا المرض فيما تدور الأعراض حول ألم متكرر بالبطن ووجود دم مع البراز وفقدان الشهية وفقر الدم , مبينا أن علاج أورام القولون تختلف عن الأورام الآخرى من ناحية ارتفاع نسبة الشفاء التي تتجاوز 80 بالمائة شفاء تاما إذا تم اكتشافها في مرحلة مبكرة حيث هناك أجهزة حديثة تستخدم في اكتشاف المرض مثل المناظير المتطورة والأشعة المقطعية والريبوت الآلي إضافة إلى الفحوصات المخبرية للتأكد من الإصابة فيما يتم هناك العلاج الإشعاعي والكيماوي الذي يتوافر في كافة مناطق المملكة، وأضاف أن من المناظير تحدد نسبة 99 بالمائة من حالات الإصابة والفحوصات المخبرية مثل فحص كريات الدم الحمراء في البراز تحدد نسبة 75 بالمائة، حيث تبدأ الإصابة من خلال حبيبة صغيرة غير سرطانية تنطلق بالتكون من فترة 5- 7 سنوات حتى تتحول إلى ورم وهذه المدة يمكن خلالها اكتشاف المرض وعلاجه مبكرا، فيما هناك حالات تعود للإصابة بعد الانتهاء من علاجها وتصل نسبتها إلى 20 بالمائة . محذراً من اللجوء إلى التداوي بالأعشاب والطب الشعبي الذي لم يثبت خلاله وجود فاعلية في العلاج في الوقت الذي تسبب بانعكاسات سلبية لحالات مصابة تمثلت في سيلان الدم والنزيف الحاد أثناء عمليات الجراحة . وأكد الدكتور النعمي على وجود طفرة في الكوادر البشرية الطبية السعودية خلال العشر سنوات الأخيرة بعد أن تم توزيعهم على كافة مناطق المملكة، حيث يعتبرون من المتخصصين في الجراحة بخبرات أجنبية اكتسبوها من دراستهم وتطوير قدراتهم بالخارج، مشيرا إلى وجود 6 استشاريين سعوديين يعملون حاليا كمدربين معتمدين في جراحة القولون بالشرق الأوسط، حيث يوجد برنامج تدريبي يقوم بتخريج عدد من المتدربين سنويا بالمملكة، معترفا بالافتقار لمراكز أبحاث متخصصة للأورام نتيجة عدم وجود كوادر طبية متفرغة لهذا المجال البحثي. وطالب الدكتور النعمي بتكثيف الحملات التوعوية على مستوى المملكة للحد من أوارم السرطان عموما وسرطان القولون والمستقيم بالتحديد من خلال تكاتف الجهات الحكومية والخاصة والتي يعد لها دور أساسي في التقليل من حالات الإصابة، كاشفا عن التجهيز لمشروع وطني متكامل لحد من نسبة الإصابة بأورام القولون خلال الفترة القريبة المقبلة .