الأمن في حياة الكائن الحي حالة لا بديل لها، فالانسان والحيوان والنبات لا يمكن أن يستمروا أحياء دون شعورهم بالأمن، فالخوف والرعب ضد الحياة. * إن أولى حاجات الانسان على هذه الأرض هي حاجته للأمن.. فإذا توافر ذلك استطاع أن يعيش ويحيا ويرتزق ويبني حياته ومجتمعه ووطنه واستطاع أن يساهم في رفعة أمته وتقدمها. * فكما أن الغذاء والهواء والماء هي الدعامات الأولى البيولوجية للإنسان.. لأن يعيش ويعمل ويصرف جهده في سبيل نفسه وعياله ومجتمعه ووطنه وأمته. كذلك الأمن هو الدعامة الاولى السيكولوجية لأن يحقق ذلك الجهد ثمره اليانع. ولقد أحسنت وزارة الصحة حينما تبنت حملة المشاركة في مكافحة الارهاب والتي بدأت في اليوم الثامن من الشهر الخامس من هذا العام تحت شعار (صحتنا في أمننا) ولقد برز ذلك الدور في كلمة معالي وزير الصحة في مؤتمره الصحفي حيث قال ما نصه: (لا ريب أنكم تعايشون جميعا ما يمر به الوطن من أحداث جسام لم يعهدها من قبل.. لا شكلا ولا مضمونا.. حيث انها ممارسات آثمة جاءت نتاج فكر مريض وغريب عن هذه الأرض الطاهرة التي أعزها الله بوجود الحرمين الشريفين.. والتي ما فتئت وستبقى حريصة على تطبيق الشرع الحنيف الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. في خضم هذه الأحداث المؤسفة التي عايشناها جميعا.. كان لابد لجميع الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن الغالي أن يقفوا وقفة رجل واحد ضد كافة الأعمال التي قامت بها هذه الشرذمة المارقة والفئة الضالة.. من ترويع للمواطنين الآمنين والمقيمين المستأمنين.. وانطلاقا من أن صحة المجتمع هي محصلة لصحة أفراده الذين لا يمكنهم النهوض بمسؤولياتهم على الوجه الأكمل اذا لم ينعموا بالصحة في أبدانهم والأمن في أوطانهم. ونظرا للعلاقة الوثيقة للغاية بين الأمن والصحة.. وحيث ان الصحة لا تعني فقط انعدام المرض وإنما تعني أيضا الحفاظ على أعلى درجات السلامة البدنية والنفسية للإنسان، ولأن هذا الهدف الموضوعي لا يؤتي أكله إلا في حالة راسخة من الأمن الشامل والحقيقي للأنفس والأموال. فقد رأت وزارة الصحة ان من أولوياتها المساهمة بدورها في الحملة الوطنية الشاملة لمكافحة هذه الظاهرة المؤسفة، فكرا وممارسة، تحت شعار (صحتنا في أمننا) وذلك عبر وضع كافة الامكانيات وتجنيد كل الفعاليات للمساهمة مع القطاعات الأخرى الرسمية والخاصة في مواجهة هذا السرطان الذي استشرى مؤخرا في بعض خلايا مجتمعنا ومن ثم اقتلاعه من جذوره كونه نبتة غريبة لا تنتمي الى روح هذا الوطن الحبيب، مهبط الوحي لخاتم الرسالات السماوية السمحة؛ ولا الى سلوكيات ابنائه البررة الذين نشأوا وترعرعوا على الأخلاقيات الكريمة والسلوكيات النبيلة التي رسخها مؤسس هذا الكيان العظيم المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه). عزيزي القارئ.. إن بلادنا هي عرضنا بل هي امنا.. والأم تعني الأمن في الدرجة الأولى ثم الحنان والدفء والحب والصحة السليمة. فالبلاد التي تعيش تحت سيف الارهاب ووحش الخوف لا تهنأ ولا تتقدم ولا تبني لها مستقبلا صحيا ناهضا ولا مجتمعا له وجود بين مجتمعات الدنيا والسبب هو سيطرة القلق والرعب والاضطراب بين افراده، والمثل يقول: الحجر المتدحرج لا ينمو عليه العشب وهذه حالة لا نرضاها لمجتمعنا السعودي الآمن بل علينا نبذها شكلا ومضمونا حتى يشيع الأمن. علينا محاربة هذه الظاهرة الغريبة بكل سلاح فالتلاحم بين القمة والقاعدة والتمسك بثوابت ديننا الحنيف هي السلاح الماضي الذي سننتصر به على أعداء الدين والوطن والأمة وان في كلمة معالي وزير الصحة السابقة حلا جذريا اذا ما التزمنا بالوحدة الوطنية.