المحبة روح الحياة, وطعم الوجود, ولذة الدنيا, وغذاء الروح, وبهجة القلب وضياء العين ونور الفؤاد. وحياة بلاحب حياة باهتة, وقلب لاحب فيه قلب جامد.. الحياة جسد والحب روح, فاذا غابت الروح فلا قيمة للجسد, بالمحبة اقبلت قوافل المحبين وتسابقت اقدامهم في رضا الله. المحبة ايثار المحبوب على كل مصحوب وتقديمه في اي مرغوب وموافقة الحبيب في المشهد والمغيب, انها امتلاء القلب باوصاف المحبوب وامتلاء الفؤاد بذكره وان نمو من الفؤاد ما سواه ويطرد من اللقب ما عداه, فلا سرور الا به ولا سلوان الا معه, ولا سعادة الا بقربه ولا فرح الا برضاه. ان المحبة نار في القلب تحرق ما سوى مراد المحبوب فالسعي في مرضاته عز وجل ولا يبقى الا مراده في القلب ولا يقوم الا مطلوبه من طاعة ولا تمتثل الا امره انه الشوق الدائم الى لقاء المحبوب لان ما قدمه هذا الانسان من عمل راض عنه مولاه سبحانه وتعالى. والحياة على امل الفوز بقربه والظفر برؤية وجهه الكريم ولذلك صدق المحب في حبه واخلص في ارادته ووحد المحبوب في وجهته ليظفر منه بمحبته والفوز بجيرته في جنات النعيم. يسمع المحبون منادي الحبيب (حي على الفلاح) فيهجرون الفرش ويطردون الكرى, ويمتطون الاقدام في وهج الشمس او لوعة البرد وكأنما يمشون على الحرير. ويطرق اسماعهم واطيعوا الله فيبذلون المهج ويقدمون الارواح ويزهقون الانفس ويهرقون الدماء لمرضاته. ويتلى عليهم (انفقوا مما رزقناكم). فيتسابقون بالغالي والنفيس ويبذلون من اعز ما يملكون وافضل ما يحبون ويعطون عطاء من لا يخشى الفقر ويرتل عليهم (ولله على الناس حج البيت). فيقبلون من كل فج عميق وواد سحيق شعثا غبرا خماص البطون. ظمأى الافئدة لبيك اللهم لبيلك, لبيك لا شريك لك لبيك. محمد البيطار جامعة الملك فيصل