قدم الشيخ صالح بن حميد أمس وصفة للحب بين البشر وأبرز نتائجها عليهم، ومآلات الحب بين الناس. وقال: «الحب يضفي على الحياة بهجة وسروراً، وينقلها إلى أجواء من السعادات والجمال والرضا ويكسي الروح بهاءً وحبوراً، ومن دائرة الحب الواسعة الحب الخاص المقرون بالرحمة نحو اليتامى والمساكين والأرامل والطبقات المستضعفة، ومن يحتاج إلى مزيد عطف وحنان من ذوي كل كبد رطبة، والمسلم يحب الحيوانات ويعطف عليها ويحسن إليها ويحب الزينة والجمال والمناظر البهيجة ويستمتع بها، أما حب الأوطان وتعلق بها، فيكفي في ذلك قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكةالمكرمة شرفها الله: «والله إنك لأحب البقاع إلى الله، ولولا أني أخرج منك ما خرجت»، وقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كما أحببت إلينا مكة»، والقتال من أجل الوطن هو قتال في سبيل الله. وشدد على أن هذه شذرات من الحب والمحبوبات، والناس إذا تحابوا تواصلوا، وإذا تواصلوا تعاونوا، وإذا تعاونوا عملوا، وإذا عملوا عمروا، وإذا عمروا بورك لهم، وكمال اللذة تابع لكمال المحبة، فأعظم الناس لذة بالشيء أكثرهم محبة له، ومن يرد الكمال فليعوّد نفسه محبة الناس والتودد إليهم والتحنن إليهم والرأفة والمحبة بهم، فإن الناس مخلوقون من نفس واحدة، وإذا كان الناس كلهم من نفس واحدة فحق عليهم أن يكونوا متحابين متوادين.