قالت مصادر اسرائيلية ان عدد الجنود الاسرائيليين المنتحرين ارتفع بشكل كبير مؤكدة أن عددهم يفوق عدد الذين يقتلون فى عمليات عسكرية فى وقت أظهرت فيه المؤشرات أن 38 من الشبان و30 من الفتيات فى اسرائيل يرفضون التجنيد0 وذكر تقرير أعده قسم اعادة التأهيل فى وزارة الحرب الاسرائيلية ان عدد الجنود الذين انتحروا العام 2003 بلغ 43 جنديا مقارنة مع 30 قتلوا فى عمليات عسكرية0 وأشار الى أن 15 جنديا انتحروا خلال النصف الاول من العام الحالى 2004م وأوضح التقرير بأن الانتحار بات سبب الموت الاساسى فى الجيش00وأشار للمقارنة الى أن 32 جنديا هلكوا العام الماضى بسبب أمراض و27 قتلوا فى حوادث طرق اثناء اجازة و10 قتلوا فى حوادث طرق أثناء اداء مهام وقتل 9 فى تدريبات و4 خلال نشاط ميدانى فضلا عن ثمانية اخرين فى ظروف مختلفة0 واثار ارتفاع عدد المنتحرين فى الجيش القلق فى اوساط القيادة العسكرية التى طالبت باتخاذ اجراءات لمكافحة هذه الظاهرة فيما تصاعدت الانتقادات فى اوساط الجيش ازاء حقيقة ان الجيش لم ينجح منذ سنوات طويلة فى تقليص عدد المنتحرين من جنوده وبأن الظاهرة تتسع باستمرار وتنتشر اكثر0 واتسعت حدة النقاش حول الظاهرة عندما كشف عن وجود 6700 جندى اسرائيلى يعانون من امراض نفسية كثيرة وأن قسما كبيرا منهم حاول الانتحار0 وهؤلاء هم ممن ادرجوا ضمن ابطال الجيش الاسرائيلى وشاركوا فى عمليات حربية فى لبنان والاراضى الفلسطينية ومنهم من وصل الى هذا الوضع لما شاهده من جرائم ارتكبت بحق لبنانيين وفلسطينيين وهناك من تدهورت حالته بعد ان وجد نفسه ينظف وجهه وجسده من دم واشلاء جثث زملاء له فى الجيش فجرتهم عملية فى صيدا واخرى فى صور وفى الاراضى الفلسطينية0 وكانت وزارة الحرب الاسرائيلية قد حاولت معالجة هذه الظاهرة والحد من تدهور حالاتهم النفسية أو وصولهم الى وضع الانتحار من خلال اقامة قرية خاصة لمعالجتهم سرا عليها اسم ايزون وتعنى التوازن وتسجل فيها 900 جندى ممن خدموا فى الاراضى الفلسطينية معظمهم شاركوا فى العمليات العسكرية فى حملة السور الواقى0 واعترف المسؤولون فى هذه القرية ان الجنود الذين يعانون من صدمات ومشاكل نفسية تجندوا لوحدات قتالية مختارة وخدموا لمدة ثلاث سنوات هى فترة الخدمة الاجبارية وشاركوا فى قمع انتفاضة الاقصى بطولها منذ سنة 02001 وبعد انتهاء مدة خدمتهم وعودتهم الى بيوتهم كشف حجم الصعوبات والازمات الشخصية التى يواجهها هؤلاء0 وكما قال مدير القرية عمورى فرشى فان حجم الظاهرة مخيف وكبير فمنهم من اضطر للسفر الى الشرق الاقصى وبالذات الى الهند وتايلند وهناك انحرفوا الى المخدرات ولدى عودتهم استمروا فى هذا الاتجاه ووصلوا الى حد تعاطى الهيروين والكوكايين0