@ هل بإمكان الانسان الرياضي أن يظل راضياً عما هو عليه حالياً من الأوضاع الرياضية.. أم أنه يطلب التغيير نحو الأفضل؟. هل كرة القدم الأوروبية عام 1960م هي نفسها عام 2004؟!. في عام 1960م فاز منتخب الاتحاد السوفيتي السابق بأول بطولة لكنه في البطولة الأخيرة خرج من الدور الأول ضمن المجموعة الأولى التي ضمت البرتغال واليونان واسبانيا ولعب باسم روسيا بعد التفكيك المعروف.. وخسر مرتين لكنه فاز على البطل 2/1!!. المنتخب اليوناني لم يتأهل لبطولة أوروبا إلا هذا العام لكنه أحرز البطولة!! ان المفارقات العجيبة في الرياضة لا تخلو من الدهشة والاستغراب.. فبينما في أوروبا تتطور الأمور نراها في الدول النامية تزداد تعقيداً وتخلفاً.. فهناك وضعوا الحصان أمام العربة لكننا وضعنا العربة أمام الحصان وقلنا له انطلق فانطلق!!. هم قبل ان يمارسوا الرياضة وضعوا قوانين لها وانظمة صارمة ثم أسسوا البنية التحتية وفقاً لهذه القوانين والانظمة.. وصاروا يستحدثون القوانين والانظمة وفقاً للمتغيرات التي تحدث في العالم.. بمعنى أنهم أصلحوا الأرض ثم نثروا البذور وجاءهم الحصاد. قانون الحياة يحتم وجود عقول راجحة تحركه.. لقد تجاوزت اوروبا ملكية الفرد للقانون.. وصارت الجماعة هي التي تمتلك القانون وتحركه وفق المتغيرات التي تحدث في العالم. من الذي صنع المجد اليوناني في كرة القدم غير الشعب اليوناني بأجمعه؟ مخطىء من يقول ان هذا المجد صنعته وزارة أو اتحاد رياضي. هذا المجد صنعه الناس ولولاهم ما عرفنا منتخباً يونانياً يحرز بطولة قارته وبها دول تفوقه خبرة في هذا المجال. لو تركنا قانون التطور الرياضي في يد فرد فمن المؤكد أنه سوف يتعثر في تطبيقه.. لكن القانون لو كان بيد الجماعة فمن المؤكد ان يطبق بنجاح. صحيح ان العقل البشري هو الذي يصنع القانون وهو يهدف الى تنظيم عمل الجماعات لكننا في الدول النامية نكتب القوانين ولا نعرف على من نطبقها وكيف نطبقها؟. ان مجرد دراسة الوضع اليوناني في كرة القدم بعيداً عن التقييم الفني التقليدي سيصل بنا الأمر الى التعرف على ان الرياضي اليوناني لم يكن راضياً ان يظل فقط رياضياً يونانياً داخل بلاده وحدوده.. لهذا منذ عام 1960 حتى عام 2004م كانت طموحات اليونانيين ان يكونوا اوروبيين في كرة القدم وحققوا ما ارادوا على نحو ما شاهدنا. لو أن منتخباً اوروبياً كفرنسا أو انجلترا او ألمانيا او ايطاليا حقق الانجاز الاوروبي الاخير ما تحدثنا عنهم لأنهم دول لها باع طويل.. لكن الدرس يأتي اليوم من اليونان دون غيرها.. فهل نتعظ؟!. اخبار الخليج البحرينية