يتوقف الركض الاوروبي عندما يعلن حكام لقاء الليلة بين البرتغال واليونان البطل المتوج لهذه البطولة الممتعة والشيقة. وهي البطولة التي شهدت انهيار مدارس كروية وليست منتخبات فقط,. فالمانيا وانجلترا وفرنسا وهولندا وايطاليا كلها مدارس كروية تعلمت منها منتخبات في مختلف اصقاع الدنيا, وتخرج على اسلوبها عشرات النجوم العالميين والمدربين في الوقت الذي ابدعت وصمدت فيه المدرسة البرتغالية التي تحاول ان تبني من جديد مجدا ليس بتحقيق الكأس فقط بل وبفرض مدرستها الجميلة التي هي اشبه ما تكون بكوكتيل اوروبي لاتيني. واذا كان وصول البرتغال للنهائي الكبير متوقعا ومحببا للمتابعين بحكم الارض والجمهور والمهارات والجماعية, فان تأهل اليونان جاء على عكس توقعات الغالبية العظمى من محبي الابداع حتى وان كان اليونانيون قد فازوا على مستضيف البطولة وتعادلوا مع اسبانيا وفازوا على حاملي اللقب وعلى التشيك. وهي نتائج قوية ومؤشر على ان منتخب اليونان ليس منتخبا عاديا بل فريقا يعرف ماذا يريد وكيف يصل ويحقق اهدافه. ولهذا من الظلم ان نهضمه حقه او نتجاهله كطرف قدير لملاقاة البرتغال مستضيفة البطولة والتي يصفها النقاد ببرازيل اوروبا من حيث متعة الاداء وسحر المهارات والجماعية الخلابة. واعتقد ان الجماهير تتمنى فوزها على اليونان ليس كرها في اليونانيين, لكن كرها في الطريقة المميتة لاي جمال كروي والتي يطبقها اليونانيون., فهذا الفريق يجيد التكتل في الخطوط الخلفية ويدافع بأكبر عدد من اللاعبين ويستطيع اغلاق جميع المعابر ويفرض الاسلوب الذي ينهجه على الفريق المقابل باعتماده على الهجمات المرتدة وهو ما حدث في مباراته امام التشيك الذي سدد لاعبوه من كل الجهات دون فائدة تذكر. ومع ان الاسلوب الدفاعي هو اسلوب مشروع ينهجه الكثير من المنتخبات, الا انه اسلوب يقضي على المتعة والاثارة ويحيل المباراة من تنافس الى مباراة من طرف مهاجم وآخر مدافع لا ترضي المتابعين او النقاد. ومع ذلك فان هذا لا يعني ان المنتخب اليوناني لا يستحق النهائي فالفريق منظم داخل الملعب ومتماسك ويملك مفاتيح كثيرة ثم انه فاز على فرنسا حاملة اللقب وبطلة كأس العالم وكأس القارات وتعادل مع اسبانيا صاحبة النجوم والدوري المثير وعلى البرتغال صاحبة الارض والجمهور وعلى التشيك الفريق المرشح بقوة في تسيد البطولات الاوروبية للسنوات القادمة. ولهذا من الاجحاف والظلم تجاهل هذا الفريق او التسليم بخسارته لهذا النهائي. يورو 2004م تنتهي اليوم وينتهي معها الحماس والندية والروح الرياضية واشياء اخرى كثيرة سنتطرق اليها في الايام القادمة. ولكم تحياتي