لا احد يستطيع القول ان المنتخب اليوناني لا يستحق ان يحصل على كأس اوروبا بل اتفق الجميع على ان المنتخب اليوناني هو فارس اوروبا الحالي وهو المنتخب القادم بقوة فكما ظهر منتخب الدنمارك في كأس اوروبا 92 ومنتخب التشيك 96 فقد ظهر اليونان 2004م وسيستمر هذا الفريق ليقلق مضاجع الكبار في كأس العالم 2006 بألمانيا . ريهاجل قدم فريق النجوم الذي أذهل الجميع.. وخطط ريهاجل تغلبت على خطط كبار المدربين ولم يستطع سانتيني ولا سكولاري ولابروكنر من حل لغز هذا المدرب الألماني الذي لم يظهر على الساحة إلا في هذه البطولة. صحيح ان اليونان فازت بكل جدارة واستحقاق ولكن هل الفريق اليوناني قدم كرة قدم جميلة ؟ الاجابة بالطبع لا.. لم نشاهد أي مستوى (جميل أو ممتع) من المنتخب اليوناني اعتمدوا فقط على الدفاع المستميت مع الاستفادة من الهجمات المرتدة والكرات الثابتة وفضل المنتخب اليوناني الفوز بالنتيجة على حساب المستوى والكرة الجميلة ، بعكس المنتخب البرتغالي الذي حاول ان يجمع بين الاثنتين فخسر البطولة بكل مرارة. طريقة المنتخب اليوناني باللعب (بصفي) دفاع أعجزت الخصوم من الوصول إلى مرماهم وبهذه الطريقة أقفلت جميع المنافذ المؤدية إلى المرمى اليوناني بكل إحكام حيث اعتمد ريهاجل في طريقته على ان يقف أمام المدافعين الاربعة ثلاثة مدافعين امامهم وهم لاعبو الوسط المدافعون الذين شكلوا ساترا دفاعيا محكما ويلعب امامهم لاعبان في المنتصف ثم رأس الحربة الوحيد مع تقدم الاغلبية منهم في حالة الضربات الركنية والكرات الثابتة وتكمن مهمة خط الدفاع الثاني على تكسير هجمات الفرق المنافسة قبل الوصول إلى منطقة الجزاء وبذلك كانت تلك الهجمات لا تصل إلى خط الدفاع والحارس الا وهي (شبه ميتة) حتى انهم أجادوا منع الخصوم من محاولة التسديد عن بعد وهي الطريقة الوحيدة التي لجأ اليها المنافسون للتخلص من الكثافة الدفاعية لليونانيين. المهم ان اليونانيين فازوا على طريقة (اللي تكسبه العبه) وأحدثوا مفاجأة جديدة تضم إلى مسلسل المفاجآت والمتغيرات التي بدأت منذ كأس العالم الاخيرة ثم في بطولة دوري ابطال اوروبا والدوري الاسباني واخيرا في هذه البطولة. لا يلام سكولاري مدرب البرتغال على فقدان اللقب فقد قدم المدرب الكبير كل ما عنده وصنع فريقا قويا وصل بكل قوة إلى المباراة النهائية وحاول كثيرا وبطرق مختلفة ان ينتصر في النهائي ولكنه عجز كما عجز غيره ان يفك شفرة اليونان وبالتالي خسر الكأس رغما عنه ولكنه نال رضا واحترام الاغلبية ويطالب العديد من البرتغاليين باستمراره حتى بطولة كأس العالم القادمة. الأيام البحرينية