@ بقيت اربع مباريات ويسدل الستار في البرتغال عن بطولة كأس الامم الاوربية لكرة القدم بآمالها وآلامها.. واشراقاتها وانتكاساتها.. لقد جاءت مباريات البطولة قوية ونابضة ومشتعلة.. وشهدنا خلالها شموسا صغيرة سطعت واخرى غربت.. واحلاما صغيرة بزغت واخرى كبيرة انطفأت وابدأ بالفرح البرتغالي ليس بسبب النجاح في الاستضافة والتنظيم..! وليس بسبب الفوز على المنتخب الانكليزي والتأهل لدور نصف النهائي لاول مرة في تاريخ البرتغال..! وانما الفرح الاكبر جاء باقصاء المنتخب الانكليزي وخلاصهم من جماهيره الغوغائية التي تتلذذ في افتعال الشغب والمشاكل واعمال العنف المنظمة داخل الملعب وخارجه.. فهذه الجماهير باتت كابوسا ومصدر قلق امني على اي دولة تستضيف هذه الجماهير الموتورة والتي يصفها الاعلام الاوربي والعالمي بأنهم ينحدرون من قاع المجتمع الانكليزي ومن ارباب السوابق لانهم يخططون مسبقا لعمليات ارهاب وعنف وتصادم مع رجال الامن ومشجعي الفرق الاخرى.. ولا يكتفون بذلك بل يحطمون المحلات والسيارات ويعبثون في الممتلكات.. ويقيني ان قوات الامن البرتغالية والتي كانت على مدى الاسبوعين الماضيين في حالة استنفار قصوى تنفست الصعداء وكانت اشد الناس فرحا بفراق الجماهير الانكليزية لانها ارتاحت من (قرفها). ولأننا بصدد الحديث عن كأس امم اوروبا اود ان اؤكد ان المنتخبين التشيكي واليوناني هما افضل المنتخبات المشاركة حتى الان. فالمنتخب التشكي هو الوحيد الذي فاز في مبارياته الثلاث على لاتفيا وهولندا والمانيا وتصدر مجموعته بكل اقتدار وسيخوض اليوم مباراته المصيرية امام الدانمارك في ختام ربع النهائي. اما المنتخب اليوناني والذي يقف وراءه المدرب الالماني (الداهية) اوتو ريكهل والذي يعتبر افضل مدرب الماني بل واوروبي حاليا فقد احتل المقعد الثاني في مجموعته بعد البرتغال علما بانه هزم البرتغال (صاحب الارض والجمهور) في لقاء الافتتاح لكن المفاجأة المدوية التي فجرها حصان البطولة الاسود عندما اقصى المنتخب الفرنسي (اقوى المرشحين وحامل اللقب) من دور ربع النهائي.. فالحياة في كرة القدم وكما هو معروف دولاب يوم لك ويوم عليك.. ويوم فوق ويوم تحت.. لكن الشيء الذي اثار الدهشة والاستغراب السقوط الذريع.. واهتزاز العروش.. وتشويه الامجاد بعد الخروج المهين لمنتخبات كبيرة وعريقة مثل المانيا وفرنسا وانكلترا او ايطاليا (وجميعها سبق لها الفوز بكأس العالم المانياوايطاليا ثلاث مرات لكل منتخب وفرنسا وانكلترا مرة واحدة لكل فريق) ولا ننسى الخروج المذل ومن الدور الاول لاسبانيا احدى قلاع الكرة الاوروبية.. وهذه الاخفاقات والانكسارات افرزت تداعيات رسمية وشعبية مدوية مما حدا بمدرب اسبانيا ايناكي سايز ومدرب المانيا رودي فوللر لتقديم استقالتهما.. كما اتخذ الاتحاد الايطالي قرارا حاسما باقالة المدرب جوفاني ترابا توني.. وهذه الاخفاقات لا يمكن ان ننسبها الى سوء الطالع وانما هي ضعف واستهتار ورعونة وانهيار. ولا املك من عزاء لهذه الفرقة الكبيرة قبل الختام الا ذكر المثل المعروف (من يلعب يحصد ويفز ومن لا يلعب يأكل الهواء..!)