بدأت عقارب الساعة تتسارع نحو انطلاق بطولة كأس أمم أوربا 2008والتي ستستضيفها النمسا وسويسرا خلال الفترة من السابع حتى التاسع والعشرين من يونيو 2008،وبدأت معها أنظار الملايين من عشاق كرة القدم تترقب إطلالة المنتخبات الستة عشرة التي ستتنافس للفوز باللقب الأوربي الأغلى. ومواكبة للحدث العالمي الكبير تنشر (الرياض) حلقات خاصة عن ( يورو 2008) مسلطة الضوء على المجموعات الأربع واهم الأحداث فيها. المجموعة الأولى : تضم المجموعة الأولى منتخبات سويسرا والتشيك والبرتغال وتركيا، و لا يمكن لأحد ان يستبعد قدرة أي من منتخبات هذه المجموعة من المنافسة على اللقب رغم ان واحدة منها لم تفز بإحدى البطولات الاثنتي عشرة الماضية غير أن تطور هذه المنتخبات وفوز اليونان باللقب الأخير جعل الأبواب مشرعة لمنافسة كل المنتخبات على اللقب الجديد. سويسرا .. الضيافة وحلم اللقب تأتي سويسرا على رأس المجموعة الأولى في كأس الأمم الأوروبية وقد تأهلت تلقائيا بصفتها الدولة المنظمة بجانب النمسا ويضم الفريق السويسري مجموعة من اللاعبين الجيدين منهم تارنكيلو بارنيتا لاعب وسط باير ليفركوزن الألماني وغوكان إنلير لاعب الوسط المدافع في فريق أودينيزي الإيطالي وفيليب سيندروس المحترف في فريق أرسنال الإنجليزي.وكعادة الدول المستضيفة للبطولات يأمل المنتخب السويسري في تحقيق نتائج جيدة في المجموعة الأولى التي وإن بدت سهلة بعض الشيء نظريا إلا أنها تضم فرقا قوية للغاية. وقد أظهر المنتخب المضيف أنه فريق لا يستهان به عندما حقق تعادلاً مستحقاً مع الأرجنتين في مباراة ودية في يوليو 2007بنتيجة 11بل وتغلب على المنتخب الهولندي بهدفين لهدف في مباراة ودية أخرى ضمن استعداداته للبطولة. وسيلاقي المنتخب السويسري نظيره التشيكي في افتتاح مباريات البطولة ويأمل أصحاب الأرض في تقديم عرض جيد يساعدهم في التأهل للدور التالي والذهاب بعيدا في البطولة. وتعتبر مشاركة منتخب سويسرا في نهائيات يورو(2008) هي المشاركة الثالثة في تاريخ هذه البطولة، وكانت أول مشاركة له في نهائيات عام 1996في لندن والثانية في البرتغال عام 2004، وفي البطولتين خرج المنتخب السويسري من أدوارهما الأولى. كوهين مهندس النجاحات يعتبر المدرب ياكوب كوهين مهندس نجاحات المنتخب السويسري منذ تسلمه المهمة خلفا للمدرب السابق اينزو تروسيرو في عام 2001، واستفاد كوهين من خبرته في تدريب منتخب سويسرا تحت سن 21عاما ولم يكن مدربا صارما صعب التعامل مثل سلفه تروسيرو ولذلك اقترب منه اللاعبون واقترب هو منهم حتى تمكن من قيادة المنتخب للتأهل لنهائيات بطولة الأمم الأوربية التي جرت في البرتغال عام 2004وهي المرة الثانية التي يصل فيها المنتخب السويسري الى النهائيات الأوربية، وبعد عامين من ذلك نجح كوهين في قيادة منتخب سويسرا للتأهل الى نهائيات مونديال ألمانيا 2006، وبسبب النجاحات التي حققها مع المنتخب السويسري تم اختياره للقب أحسن مدرب في سويسرا لعام 2007، وسيترك ياكوب كوهين مهمة تدريب منتخب سويسرا كما سبق وأعلن عن ذلك أثناء مونديال المانيا 2006.البرتغال...برازيل أوروبا ثمة إجماع دولي على ان المنتخب البرتغالي بقيادة مدربه البرازيلي الشهير فليب لويس سكولاري يقدم واحدة من أروع الكرات في العالم بالرغم من عدم حصوله على بطولة كبرى طوال تاريخه. ويكفي ان هذا الفريق يضم كلاً من كريستيانو رونالدو وسيماو سابروسا ونونو جوميز وناني وديكو وريكاردو كارفايو ، وغيرهم من النجوم المعروفين ليكون على رأس المرشحين للحصول على اللقب بعد أن كان قريبا من الفوز به في النسخة الماضية من البطولة والتي أقيمت على أرضه بعد خسارته المفاجئة من الفريق اليوناني في المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة. وعلى الرغم من ان المنتخب اليوناني قد أخمد قبل أربع سنوات فرحة منتخب البرتغال إلا أن الآمال لا زالت معقودة لدى برازيل اوربا لتحقيق اللقب لاول مرة في تاريخهم. وسيواجه وصيف البطولة الماضية في أولى مبارياته المنتخب التركي العنيد الذي يطمح بدوره في التأهل للدور التالي من هذه المجموعة الصعبة. وبدأت مشاركات منتخب البرتغال في نهائيات بطولة الأمم الأوربية في نهائيات يورو(1984) التي أقيمت في فرنسا ، وتمكن من التأهل لمباراتي الدور الثاني في تلك البطولة، وظهر للمرة الثانية في النهائيات عندما شارك في نهائيات عام 1996التي أقيمت في انجلترا وخرج من الدور ربع النهائي، وفي نهائيات عام 2000التي جرت في هولندا وبلجيكا خرج المنتخب من الدور ربع النهائي، أما في النهائيات التي استضافها عام 2004فقد حصل المنتخب البرتغالي على المركز الثاني بعد خسارته في المباراة النهائية صفر/ 1أمام منتخب اليونان . سكولاري والأمل الأخير يعد المدرب البرازيلي لويس فيليبي سكولاري واحداً من أشهر المدربين في أوربا في الوقت الحاضر وشهدت مسيرته التدريبية محطات ناجحة وخاصة عندما كان مدربا لناديي جريميو بورتو الغييرا، وبالميراس حيث قاد الأخير للفوز بكأس ليبراتودورس، وقبل انطلاق مونديال كوريا الجنوبية واليابان في عام 2002اشرف سكولاري على تدريب المنتخب البرازيلي الذي فاز بلقب ذلك المونديال وبعد عام من تحقيقه لقب المونديال مع السامبا انتقل لتدريب المنتخب البرتغالي، وكان هدفه هو الفوز بلقب بطولة الأمم الأوروبية ولكن خسارة المنتخب البرتغالي المباراة النهائية أمام منتخب اليونان أضاع عليه ذلك الهدف، وبالرغم من خسارة البرتغال للقب يورو 2004إلا أن الاتحاد البرتغالي قرر تمديد عقده. التشيك حلم قديم جديد يعد المنتخب التشيكي مرشحا فوق العادة لعبور الدور الأول برفقة المنتخب البرتغالي، لتاريخه الحافل ولحضوره اللافت على مستوى القارة العجوز، ولما يضمه من نجوم من أمثال المهاجم المخضرم يان كوللر مهاجم نورنبورغ الألماني، وميلان باروش مهاجم بورتسموث الإنكليزي، والحارس المميز بيتر تشيك حارس مرمى تشلسي، ومارك يانكولوفسكي الظهير الايسر في ميلان الايطالي. ويأمل المنتخب التشيكي في تحقيق مفاجأة والمنافسة على اللقب الذي كان قريبا منه في عام 1996إلا أنه خسر المباراة النهائية لصالح الماكينات الألمانية، كما ويأمل أن يمحو الصورة السيئة التي ظهر عليها في كأس العالم الماضية عام 2006عندما خرج خالي الوفاض من الدور الأول. وستكون مباراته الأولى أمام أصحاب الأرض المنتخب السويسري وكان المنتخب التشيكي قد تصدر نتائج المجموعة الرابعة في التصفيات المؤهلة والتي ضمته الى جانب منتخبات المانيا، سلوفاكيا، سان مارينو، ويلز، قبرص وأيرلندا وجاء منتخب المانيا بالمركز الثاني وهو ما يظهر استعداد المنتخب للمنافسة على اللقب الكبير لتكرار ما فعله في العام في البطولة الخامسة حينما فاز باللقب أبان جمهور تشيكوسلوفاكيا قبل الانفصال. وشارك منتخب التشيك 7مرات في بطولة أوربا منذ عام 1960في فرنسا حينما تمكن من الوصول الى الدور النصف النهائي، وفي عام 1976حقق التشيك اللقب في البطولة التي جرت في بلغراد بعد فوزه على المنتخب الألماني بالركلات الترجيحية 3/5، ووصل الى الدور النصف النهائي في يورو 1980، بينما حصل على المركز الثاني في نهائيات يورو 1994حينما خسر المباراة النهائية أمام منتخب ألمانيا الذي فاز في النهائي بالهدف الذهبي. وفي نهائيات يورو 2000خرج التشيك من الأدوار الأولى ، أما في يورو 2004في البرتغال فقد وصل منتخب التشيك للدور قبل النهائي في تلك البطولة التي فاز بلقبها منتخب اليونان. المدرب الفيلسوف منذ عام 2001يخطط كارل بروكنر للفوز باللقب وهو المدرب الذي يطلق عليه جمهور الكرة التشيكية لقب(الفيلسوف) ، ويعد بروكنر واحدا من أفضل المدربين الذين قادوا منتخبات التشيك، حصل خلال مسيرته التدريبية، التي يعود تاريخها الى خمسة وثلاثين عاماً على لقب (مدرب العام) في التشيك ست مرات واشرف على تدريب منتخب التشيك الذي شارك في نهائيات مونديال الشباب في عام 2000، وبعد عام واحد أنيطت له مسؤولية تدريب المنتخب الأول، ولكن انجازاته التي كان يتوقعها الجمهور لم تكن بالمستوى المطلوب، ولكنه سرعان ما استعاد ثقة الجمهور بقدراته التدريبية عندما قاد المنتخب في نهائيات بطولة الأمم الأوربية التي جرت في البرتغال عام 2004بنجاح وتأهل تحت قيادته الى الدور النصف النهائي، وفي عام 2006نجح (البروفيسور) في قيادة التشيك للتأهل الى نهائيات مونديال ألمانيا 2006بعد غياب استمر لمدة ستة عشر عاما. تركيا .. العقبة الكبرى يأتي المنتخب التركي كثالث أقوى المرشحين في هذه المجموعة لعبور الدور الأول بعد البرتغال والتشيك ،وإلى جانب الترشيحات التي ينالها للتأهل فإن المنتخبات الثلاثة الأخرى في المجموعة تنظر له كعقبة صعبة في طريق العبور للدور الثاني. جاء تأهل الفريق التركي للبطولة بشق الأنفس على الرغم من أن مجموعته لم تضم منتخبات قوية للغاية لكنه في نهاية الأمر لم يفقد الأمل ونجح في التأهل للبطولة. ويسعى المنتخب التركي لتكرار إنجاز كأس العالم 2002عندما حقق مفاجأة كبيرة وغير متوقعة بحصوله على المركز الثالث. وعلى الرغم من هذا الإنجاز الذي حققه منتخب الأتراك في كأس العالم إلا أنه لم يستطع تخطي حاجز الدور ربع النهائي لهذه البطولة طوال تاريخه. ومن أشهر لاعبي الكرة التركية اللاعب روستو ريكبر الذي لعب لمنتخب تركيا 115مباراة دولية، واللاعب هاكان سوكان شوكر ( 36عاما ) الذي لعب 112مباراة دولية، ونهاد قهوجي مهاجم فياريال وتونكاي شانلي مهاجم ميدلسبره الانجليزي وحميد ألتنتوب لاعب بايرن ميونخ الألماني. وكان أول حضور للمنتخب التركي في بطولة أوربا في البطولة العاشرة التي استضافتها انجلترا عام 1996، ولم يتمكن الأتراك فيها من البقاء في دائرة المنافسة طويلا وخرجوا من دورها الأول. وبعد أربعة أعوام جدد منتخب تركيا مشاركته في النهائيات عندما أقيمت في هولندا وبلجيكا عام 2000وتأهل للدور ربع النهائي في تلك النهائيات ، وبالرغم من حصوله على المركز الثالث في نهائيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002إلا أنه أخفق في التأهل لنهائيات بطولة الأمم الأوربية التي أقيمت في البرتغال عام 2004.الأمبراطور التركي يدرب المنتخب التركي فاتح تيريم الملقب بالأمبراطور التركي والذي يحظى بسمعة واحترام كبيرين في بلاده منذ أن كان لاعبا وقائدا دوليا لمنتخب بلاده، بدأ تيريم التدريب في عام 1987عندما كان في سن الرابعة والثلاثين استلم فاتح تيريم اول مهمة تدريبية رسمية له وكانت مع نادي انقرا كوركو، وبعد مرور ست سنوات تم اختياره مدربا لمنتخب تركيا، وهو الذي قاد بلاده لأول حضور لها في نهائيات بطولة الأمم الأوربية التي جرت في إنجلترا عام 1996، وبعد عودته الى تركيا من تلك البطولة ، استلم مسؤولية تدريب غلاطة سراي ، وتمكن من قيادة نادي غلاطة سراي للفوز بلقب الدوري التركي خمس مرات، وتوج مسيرته التدريبية مع هذا النادي عندما قاده للفوز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 2000وهو اللقب الذي أدخله سجلات المجد الكروي، وسبق لتيريم تدريب إيه سي ميلان الإيطالي ،وهو يقود منتخب بلاده منذ العام .2005.