مساء أمس, ليس ككل المساءات, ففيه احتباس أنفاس, وارتفاع أصوات, وفرح وألم يتقلب طوال التسعين دقيقة لملايين من أنصار قطبي العاصمة الهلال والنصر , والمتصدر والوصيف لدوري جميل مع نهاية الجولة العشرين, رغم ان المواجهة لم تكن مباشرة بينهما, بل كانت منفصلة عبر جسري الفتح والتعاون. الحسابات بين الأصفر والأزرق لم تتغير كثيرا, لا سيما أن النقاد يعتبرون مواجهتهما يوم السبت المقبل هي الفيصل, ليست فقط للكأس, بل أيضا للدوري. فالفائز منهما سيجمع اللقبين -كما يتوقعون- لكن ذلك كله لا يخرج عن دائرة التوقعات والتحليلات, وتبقى لكرة القدم مفاجآتها وتقلباتها, وحتى جنونها, ليس في مباريات كاملة, بل حتى في دقائق وثوان معدودات. لم تعد أية مباراة يواجهها النصر والهلال في سباقهما في الدوري سهلة, فكل الفرق أمامهما تلعب للكسب وليس فقط للتعادل, ما جعل المواجهتين مساء أمس ملتهبتين وساخنتين, ليمتد السباق بإثارة لنهاية الدوري. النصر قلب الطاولة على الفتح, وحول تخلفه بهدف في الشوط الأول إلى فوز مثير بهدفين لهدف, ليبقى على مسافة النقاط الست مع مطارده الهلال في سباق الدوري. وعزز النصر موقعه في الدوري بالصدارة من جانب, وأعلن استعداده القوي لنهائي الكأس, ولم تخل المباراة أيضا من احتجاجات على التحكيم. ويبدو أن الشوط الثاني , هو شوط كارينيو بامتياز , ففي مرات عديدة قلب التأخر إلى تقدم, وأصبحت هذه ماركة مسجلة للنصراويين. سباق محموم على جبهتين النصر والهلال, أو بين الزعيم والعالمي, والعلاقة بينهما طردية, فكل منهما يؤثر على الآخر نفسيا ومعنويا, رغم الفاصل بينهما حسابيا. بالأمس ضرب الهلال أكثر من عصفور بحجر واحد , عقب فوزه على التعاون في الجولة العشرين من دوري جميل, الأول واصل مطاردته المتصدر , والثاني عودة ياسر القحطاني للغة التهديف, والثالث الإعداد النفسي الجيد لنهائي الكأس السبت المقبل. لكن رغم الفوز الأزرق, مازال جمهوره, يضع يده على قلبه بسبب هفوات الدفاع والحراسة, الذي أصبح هما وكابوسا يجثم على صدورهم في كل مباراة. قضية التدوير للاعبين في المباريات السابقة -التي اتبعها سامي الجابر وكارينيو قبل مواجهة الكأس- نجحت بدرجة امتياز، ولم يخسرا أي نقطة في مباراتهما الماضية. وبانتهاء مباراتي أمس, يبقى الحال على ما هو عليه, النصر في الصدارة والهلال في الوصافة, والفارق هو ال «6» نقاط. الفتح حامل اللقب في الموسم الماضي, بخسارته أمام النصر أصبح ضمن دائرة الخطر , لينضم إلى الفرق التي تصارع من أجل البقاء, وقد أرجع مسئولو الفتح خسارتهم مساء أمس إلى خطأ للحكم الهذلول الذي لم يحتسب خطأ لهم قبل ولوج الهدف الثاني في مرماهم.