عادت المتعة والاثارة المستمرة والمتصاعدة الى دوري جميل لكرة القدم.. بعد استئنافه بمباريات الاسبوع العاشر التي بدأت بأربع مباريات امس الاحد (والجريدة تحت الطبع).. وتستكمل اليوم الاثنين بثلاث مباريات متبقية لعل أهمها على الاطلاق معركة دربي الرياض (الدونكيشوتية) بين الهلال والنصر.. والتي يحكمها أكثر من عامل ومسار.. وأول هذه العوامل يكمن في: التقارب الفني لمستوى الفريقين والطموحات والتطلعات.. حيث الحظوظ متساوية ومتوازنة.. والثاني: أهمية المواجهة وحساسيتها.. ستفرض حسابات حذرة.. وتكتيكات دقيقة.. الزعيم سيحرص على إحكام قبضته على الصدارة.. وتوسيع فارق النقطة.. والعالمي سيستميت لاسترداد الزعامة.. وبقاء سجله نظيفاً وخالياً من الخسارة.. والثالث: الزخم والعنفوان الجماهيري الذي يتجلى دائماً بلقاءات الفريقين سيزيد من تأجيج واشتعال صراع زعامة الدوري.. والرابع: إذا سلمنا بتفوق الهلال تكاملياً وهجومياً إلا أن مهمته لن تكون سهلة.. لأنه سيلاقي لاعبين يتفجرون حماساً وعطاءً.. ودفاعاً صلباً ومتوازناً.. وحارس مرمى مبدع بارع.. يصعب اختراقهم.. والخامس: قدرة أي من المدربين دانيال كارينيو مدرب النصر.. وسامي الجابر مدرب الهلال على كسر حاجز الخوف والحساسية والرهبة الذي تفرضه مباريات الدربي (شديدة الخصوصية) على زعامة الدوري المؤقتة.. والسادس: نتيجة المباراة ستلقي بظلالها على مسار الفريقين وترتيبهما.. وربما تفرز تداعيات نفسية سلبية.. والسابع: سيكون لعنصر وتنظيم الاداء التكتيكي الهجومي الدفاعي.. دور جوهري.. كما سيكون لعنصر المفاجأة والمباغتة أثر كبير في خلط الأوراق.. بفضل ما لدى كل فريق من عناصر مهارة وخبرة.. ومعرفة بأدق التفاصيل عن الفريق الآخر.. ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار وجود عدد كبير من اللاعبين الدوليين في صفوف الفريقين من وطنيين وأجانب.. الأمر الذي يرجح أن عاملي الخبرة والهدوء سيلعبان دوراً كبيراً في التحكم بالأعصاب بعيداً عن الانفعال والتوتر. وأود أن أؤكد أن ديربي الرياض اليوم سيشهد صراعاً طاحناً يعلي ويخفض.. وأجزم أن الفريق الأسخى عطاءً وجهداً.. والأكثر استثماراً للفرص المتاحة.. والأقل في الأخطاء والأقدر على امتلاك مفاتيح اللعب.. وفك لوغاريتمات السيادة الميدانية.. سيكون الأقرب إلى الفوز، وإن كنت لا أستبعد نتيجة التعادل.. ولا بد أن نشير الى أن دربي الرياض هو مواجهة قديمة متكررة بين غريمين لدودين.. وجارين كبيرين.. ومنافسين تقليديين.. ويعود صراع التحدي بينهما للوراء عشرات السنين.. وستكون هناك معركة جانبيه اليوم بين مدربين ينتميان لمدرستين مختلفتين عربية سعودية.. واورغوانية امريكية جنوبية.. فما الخيار الذي سينتهجه الجابر وكارينيو؟ وهل ستستمر الصدارة للزعيم.. أم تنتقل الى العالمي؟ ومن سيسقط اليوم كارينو ام الجابر؟. وكل الأمل أن نشهد دربي قويا ومثيرا وناجحا ونظيفا بكل المقاييس.. ومبعث ارتياحنا بقمة مميزة اختيار الحكم الاوزبكي رافشان ايرماتوف لقيادتها (أفضل حكام العالم حالياً) تألق في المونديال الأخير بجنوب افريقيا.. وبالتوفيق للقطبين الكبيرين ولطاقم التحكيم. [email protected]