طعنة وراء طعنة ولن تتوقف الخناجر. لن تتراجع الخناجر بعد ضجيج "الحناجر". الصمت سيكون بعيداً، والصراخ سيرتفع عالياً رغم لعبة "كلمني" و"لا تكلمني". سيوجهون لواحد منهما الطعنات، ولن يرحموه بل سيرجمونه لو انهزم في مباراة "الديربي" المقبلة، رغم أن المدربين الاثنين حصدا الحب كلما جمعا النقاط. سكبا "دماء" الانتصار تحت جلدهما لكن "قمة المطر" قد تصنع "الخطر" لمدرب منهما في الوقت الذي سيطلق فيه الآخر الأضواء ويعيد الكلام ويحقق الأحلام. إنها آثار "القدم" الذهبية. لن يكون هناك "لا تكلمني" أبداً. لن يكون صمت بل صرخات فرح أو استغاثة في المباراة، فهي "الكلام" كله لقوتها مع تقارب مستوياتهما وتنافسهما الكبير هذا الموسم. وبالتأكيد لن تصفق الجماهير ولا الإداريون ولا الإعلاميون من كل طرف لمدرب مهزوم، فالهزيمة لا أب لها. إنها يتيمة ووحيدة وغريبة، أما الفوز فله أكثر من أب بينما التعادل حبيب الملايين. يذهب الكثير من مدربي الدوري السعودي ضحايا الهزيمة من الغريم التقليدي، ولا ترحمه حتى انتصاراته السابقة، وحتى لو استمر فسيظل في "النفس" شيء على هذا المدرب لأنه فرط في الفوز على المنافس التقليدي وأشرك "فلانا" خطأ ولم يشرك "علاناً"ربما عناداً أحيانا. "هوس" البدايات سيكون حاضراً. قد يكون شوكة في الحلق لأحد المدربين لا تتحرك من مكانها مطلقاً. لماذا يتفوق النصر على الهلال؟ ثمة "ذئب جائع" و"ثعلب مكار". ذاك سامي السام وذلك كارينيو الساحر. ويتعادل الهلال والنصر في الوسط مع أفضلية لنيفيز في الضربات من خارج المنطقة، والذي من الممكن أن يسجل بظفره لمهارته غير الطبيعية، ومن الواضح جداً تفوق النصر في الدفاع، وقد سمعت أن كارينيو يخصص أوقاتاً معينة لتدريب خط الدفاع فقط، في الوقت الذي يعيش فيه الهلال مرحلة عدم استقرار في دفاعه، ويستمر التفوق النصراوي في الحراسة في حالة مشاركة عبدالله العنزي، أما في حالة عدم مشاركته فقل على النصر السلام وفي حالة مشاركته بنفس مستواه أمام الاتفاق، فقل عليه الكلام تلو الكلام. ويأتي الهلال ليتفوق في الهجوم لتواجد ناصر الشمراني وكثيرون يقتربون من مستواه وتهديفاته على كراسي الاحتياط الهلالي. لكن التاريخ علمنا أن مثل هذه المباريات لا تعترف بأي تفوق خارج الملعب، بل تكتب انتصاراتها وحكاياتها وتاريخها الجديد مما يحدث في الملعب، فماذا سيسطر الهلال والنصر من تاريخ جديد في مباراة الغد؟ غير.. لأنهما يتنافسان على المستوى والقمة بعد أن اقترب النصر إثر غياب طويل عن المنافسة وراح يجندل الخصوم بجدارة ورغبة في تحقيق بطولته مع الهلال أولاً ثم مع البطولة أخيراً. غير.. لأن الهلال يعيش وضعاً مختلفاً بتدريب سامي الجابر له، وهو المدرب الوطني الذي يسعى الهلاليون لصنعه "ذئباً" كمدرب بعد أن صنعوه وصنع نفسه أيضاً كلاعب لا يشق له غبار و"تشق له الشباك". غير.. لأن الفريقين يملكان قوة "جبارة" في الوسط.. والوسط دائماً "رأس الفوز" و"مفتاح الحل"، ولولا جهود الوسط وتمريراته ومجهوداته وأهدافه أيضاً لما نجح الهجوم ولا الدفاع، إذا علمنا أن الوسط يجهز ويمرر ويسجل أيضاً. ألم يسجل تيسير الجاسم الهدف الأول للمنتخب السعودي أمام العراق وهو لاعب وسط وكان الإعداد من لاعب وسط آخر هو إبراهيم غالب. ولن يكون هناك "غالب" إلا بالوسط. همسة يسعى عيسى الجوكم إلى تأصيل "أدب الرياضة" برغم أوهام التقليدية التي تبتعد عن أحلام التجديد في ظل الإعلام الجديد والمستقبل المنظور نهاية فريق لا نحميه لا نستحق الاستمتاع به. تويتر: @karimalfaleh