تكثف الام قوة تركيزها على طفلها لكي يحصل على اعلى الدرجات ولكي يتفوق على اقرانه وقد تغفل جوانب تؤثر على نفسية طفلها فتؤدي الى تأخره الدراسي منها الفزع الليلي والارق والقلق والتوتر وقد يكون هناك سبب عضوي يؤثر على ادائه ونسبة ذكائه وكفاءته ونموه وهو وجود زوائد في الجيوب الانفية "اللحمية" تسبب له "الشخير" اثناء النوم وتؤثر على حالته الصحية نظراً لقلة نسبة الاكسجين الذي يصل الى المخ لتغذيته ويساعده على القيام بمهامه وقد اجريت دراسة في المانيا عن الاطفال الذين يشخرون اثناء نومهم فكشفت ان اداءهم في المدرسة اسوأ من نظرائهم الذين لا يشخرون. اثبتت الدراسة ان الشخير ضار على اداء الاطفال لانه يصيبهم بالقلق اثناء النوم ويؤدي الى نقص وصول الاكسجين الى المخ، واظهرت الدراسة ايضاً ان الاطفال الذين يشخرون في نومهم بشكل متواصل يزيد معدل حصولهم على درجات سيئة في الرياضيات والعلوم واللغات عن نظرائهم الذين لا يشخرون بما يتراوح من ثلاث الى اربع مرات. يقول الدكتور احمد السعيد يونس امين عام الجمعية المصرية لطب الاطفال ان المسألة تنقسم الى شقين: الاول ان يكون سبب الشخير سبباً عارضاً يزول بزوال السبب مثل حالة برد يتعرض لها الطفل او وضع الرقبة غير صحيح اثناء النوم وفي الغالب يولد الاطفال وحجم الغدد الليمفاوية كبير او ما يطلق عليها "اللحمية" والتي تتسبب اثناء النوم في احداث صوت شخير من الطفل وسماع صوت تنفسه عالياً جداً وتكون السنة الاولى من عمر الطفل بمثابة الترمومتر لمعرفة هل ستنكمش هذه الغدد ويزول اثرها ام ستبقى فتدخل في الشق الثاني الذي يسبب الشخير بشكل يؤثر على الحالة الصحية للطفل فيتسبب في عدة مشكلات منها عدم القدرة على التنفس بشكل جيد اثناء النوم وضعف نمو المخ كجهاز الى جانب ضعف في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز وذلك نتيجة لقلة الاكسجين الذي يصل الى المخ، كما تؤدي اللحمية الى حالات من الفزع والصراخ اثناء النوم وهناك مشكلات صحية اخرى منها التهاب الاذن الوسطى. ولكن هذه المشكلات تزول بعرض الطفل على طبيب انف واذن حتى يتبين ما اذا كانت الحالة تستدعي اجراء عملية جراحية لتلافي كل هذه الاشياء ليهنأ الطفل بحياة طيبة وطبيعية بجانب اقرانه حيث ان اللحمية قد تؤثر على ادائه التحصيلي في الدراسة ومما يتسبب في بعض الاحيان في تأخر الطفل دراسياً وليس في كل الاحيان فهي ليست قاعدة ان جميع من يشخرون اثناء النوم متأخرون دراسياً. اسباب الشخير وتؤكد الدكتورة زينب ان هناك اطفالا يولدون ولديهم زوائد لحمية في الانف ويكون السبب الرئيسي في احداث الشخير اثناء النوم فيلجأ الطبيب الى اعطاء الطفل عقب الولادة مباشرة محلولا ملحيا للسيطرة على هذه الزوائد وفي بعض الحالات لا تزول هذه الزوائد وتكون هناك حاجة ماسة الى اجراء عملية جراحية وكلما كانت العملية في مرحلة عمرية مبكرة كلما كان افضل لان التأخر في اجراء العملية قد يتسبب في زيادة المضاعفات الصحية التي قد تعوق الطفل عن الحركة واللعب بشكل طبيعي. وهناك اسباب اخرى تشير اليها الدكتورة زينب وتسبب الشخير اثناء النوم ففي بعض الاحيان تكون هناك مشكلة اسرية بين الطفل وبين احد افراد الاسرة او في المدرسة مع بعض الاصدقاء. وقاية الطفل من الشخير ولكن كيف تتلافى الام هذه الاشياء لكي تحافظ على صحة طفلها؟ اولاً: ضرورة عرض الطفل على طبيب متخصص لمتابعة حالته واجراء عملية جراحية له اذا لزم الامر بدون خوف او تردد وذلك اذا كان سبب الشخير سبباً عضوياً. اما اذا كان سبب الشخير نفسياً فيجب على الام ان تتابع الحالة المزاجية لطفلها وان تهتم بان تناقشه في كل الامور التي قد تسبب له ارقاً نفسياً اوقد تؤثر على ادائه الدراسي بسبب او لاخر وليصلا معاً إلى حل لهذه المشكلات بدون ان تسبب له أي حرج مع اخوته او اقرانه في المدرسة، وعلى الام ان تهتم بطريقة نوم طفلها وتتأكد من ان وضع نومه صحيح ورقبته مضبوطة حتى لا يتسبب ذلك في خلل يؤدي الى اصابة الطفل ببعض الامراض وان تتأكد ايضاً وبصفة مستمرة من ان غرفة الطفل جيدة التهوية. ويرى الدكتور علاء كفافي استاذ الصحة النفسية والارشاد النفسي بمعهد الدراسات التربوية بالقاهرة ان هذه الدراسة تؤكد ان الاطفال الذين لديهم حالة شخير اثناء النوم هم اقل كفاءة من نظائرهم الذين لا يشخرون وهذا صحيح لانهم لا يأخذون كفايتهم في النوم نظراً لان وضع الطفل في النوم يكون غير صحيح الى جانب عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي مما يتسبب في قلة وصول الاكسجين الى المخ فيفقد الطفل القدرة على التركيز ولكن هناك مشكلات اخرى تؤثر على اداء الطفل الدراسي وتتلخص في النوم والقلق والكوابيس والاحلام المفزعة والسير او الكلام اثناء النوم، والرعب وقد يحدث ذلك عند مشاهدة افلام مرعبة، اما النوم الزائد عند التلاميذ غير المتفوقين فهو نوع من الهروب وكل هذه المشكلات قد تؤدي الى ضعف الذاكرة وعدم التركيز ونقص النمو لان الطفل لم يأخذ ما يكفيه من النوم فيؤثر عليه ذلك بالسلب على جميع انشطة حياته اليومية ومنها اللعب والحركة مع اصدقائه، فالنوم يعكس مدى تمتع الطفل بالامان النفسي.