==1==أيها الانكليز لن نتناسى==0== ==0==بغيكم في مساكن الفلوجة ذاك بغي لن يشفي الله الا==0== ==0==بالمواضي جريحه وشجيجه هو كرب تأبى الحمية أنا==0== ==0==بسوى السيف نبتغي تفريجه ما حياة الانسان بالذل الا==0== ==0==مرة عند حسوها ممجوجة فثناء للرافدين وشكرا==0== ==0==وسلاما عليك يا فلوجة..==2== هذه أبيات مقتطفة من قصيدة طويلة للشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي قالها عام (1941) أي قبل (63 عاما). الرصافي لم يقل قصيدته رجما بالغيب، فقد كانت الفلوجة آنذاك محاصرة فعلا من قوات الجيش البريطاني، ولكن هل كان الرصافي يظن مجرد ظن ان هذه المدينة نفسها يعود اليها حصار أشد همجية واعظم فتكا على يد الامريكان؟! لا. لم يكن يظن ذلك لا الرصافي ولا غيره. ان ما حدث ويحدث في العراق زلزال لم يكن يتوقعه حتى أشد الناس هلوسة. (إذا ما انقطعت العلاقة بين دلالات الرمز ومدلولاته، مما هو في اطار الادراك العقلي المنطقي للاشياء، وتخطى الفن حدود الرمزية، يتجه في خط السوريالية..). هذا ما قاله احد الشارحين للسوريالية والمهتمين بتاريخ نشوئها وتطورها، وقد شرحت في اول مرة استخدمت فيه مصطلح (السوريالية) ما اقصد منه ولكن من خلال الاسئلة التي وجهت إلي ظهر لي ان ما اقصده لم يكن مفهوما تمام الفهم. وجاءت اللحظة التي يمكن على ضوئها فهم السوريالية وما اقصده منها اني اقصد هذا الخليط من الافكار او من الافعال والوقائع الخارجة عن المنطق والعقل. ان ما حدث ويحدث في العراق هو بالضبط خليط من السلوك الهمجي والقتل العبثي الذي لا هدف من ورائه غير التدمير من أجل التدمير. كيف حدث هذا وفي العراق بالذات؟ هذا ما يطول شرحه وتتطلب الاجابة عنه الخوض في التاريخ كله، وفي المفاهيم العربية كلها.