أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، أن الإرهاب عمل دنيء وشاذ، ولا صلة له إطلاقا بأي دين سماوي أو خلق إنساني قويم.. وشدد سموه خلال استقباله مساء أول أمس جموعاً من المواطنين وكبار المشايخ والمسئولين من كافة أنحاء المنطقة، على أن ما شهدته بلادنا من حوادث إرهابية إجرامية أنه خروج على قيم الإسلام السمحة، من قبل مجموعة تأثرت بفكر لا يمت بأي صلة لواقع بلادنا، وطيبة أهلها وتسامحهم وتعايشهم عبر قرون عديدة في إخاء وتكافل وتراحم.ووجه سموه، لجميع المواطنين والمقيمين تحيات قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، مؤكدا أن المملكة ستظل بحول الله وقوته، الملاذ الآمن والأرض المؤتمنة ليس على أبنائها ومواطنيها فقط، إنما أيضا على ضيوفها وعلى كل من تطأ قدماه ترابها. وقدم سموه شكره للمواطنين الذين وقفوا وقفة صادقة وأبدوا من المشاعر الصادقة ما يؤكد إخلاصهم ووطنيتهم. بلادنا آمنة وقال الأمير محمد بن فهد، إن بلادنا ظلت آمنة عبر تاريخها، ولم تعرف مثل هذا الفكر الضال، مشددا سموه على أن هؤلاء لا يمثلون بأي حال من الأحوال تاريخ المملكة الراسخ المستمد من الدين الإسلامي الحنيف وكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كذلك تقاليدنا وعاداتنا الأصيلة التي سار عليها الآباء والأجداد. وأوضح أن مثل هذه الأعمال المجرمة كالتي حدثت في الخبر تعبر عن يأس هؤلاء الضالين، وفقدانهم الاتزان الفكري والنفسي الأمر الذي دفعهم للتخبط بعد الإحساس بأنهم منبوذون من كافة شرائح المجتمع، وبالتالي كانت أعمالهم الإجرامية لا تفرق بين طفل وكبير، رجل أو امرأة، مواطن أو مقيم.. فقد طالت شرورهم الجميع. عمق التلاحم وقال الأمير محمد بن فهد، إن الأحداث الأخيرة ردت على كل المشككين وصفعت أغراضهم غير النبيلة، وأكدت التمسك غير المحدود بثوابت الوطن العليا التي لا تفريط فيها، وجسدت التلاحم بين القيادة والشعب في صورة رائعة تهون أمامها التضحيات. وشدد على أن هذه الصورة الناصعة لعمق العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ستظل تميز بلادنا قيادة وشعبا، مواطنا ومسؤولا، وهي صورة لن تهتز أبدا بإذن الله وستتعمق أكثر وأكثر. دور المواطن والمقيم وتحدث سموه بإسهاب عن أنه مثلما يكون الوطن واحدا، يكون الشعب واحدا أيضا، وبالتالي فإن هدف حمايته وصيانته يكون غاية عليا، وقال إن ظروف المرحلة تقتضي منا جميعاً أن نظل أوفياء لهذا الوطن، يشاركنا أخوة لنا وأصدقاء من المقيمين الذين نثق في أنهم أيضا يهمهم سلامة هذا الوطن وأمنه واستقراره. وأثبتت الأحداث أن المواطن والمقيم يشاركان جنبا إلى جنب في حملة التعاون ضد الإرهاب ومجابهة الزمرة الفاسدة والضالة.. وقال سموه: إن توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين تشدد على حسن معاملة كل من يفد إلينا، ويعمل على أرضنا أيا كانت جنسيته أو لونه أو لغته، فهؤلاء يساهمون في بناء نهضتنا وعلينا أن نقدم الصورة الحسنة عن ديننا وتقاليدنا وأخلاقنا. وقال إنه لا ينبغي السكوت وعدم الإبلاغ عن أي إرهابي أو مظهر من مظاهره، ووصف من يساعد هؤلاء المجرمين أو يتغاضى عن أفعالهم بأنه شريك أصيل لهم في الجرم وسوء النية. دور رجال الأمن وأشاد سموه بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال الأمن في بلادنا، معتبرا أنها سبب رئيسي في حماية الوطن وأهله وترابه. وقال إن شجاعة رجال الأمن في تحدي المخاطر وتوفير الأمن للجميع ستظل محفورة في ذاكرتنا جميعاً، خاصة أنهم يبذلون أرواحهم وأنفسهم كأغلى ما في الإنسان فداء للوطن. واعتبر الأمير محمد بن فهد دور رجال الأمن حيوياً ومهماً ومميزاً.. داعياً جميع المواطنين والمقيمين لأن يكونوا رجال أمن أيضا، باعتباره مسؤولية وطنية وعلى الجميع تحملها بكفاءة وشجاعة وإخلاص. الأمان بالشرقية وأكد سموه على أن الشرقية ككل مناطق المملكة ستبقى واحة آمنة مطمئنة، وقال إن ما حدث في الخبر في الأيام الأخيرة لن يطمس الوجه الجميل سواء للخبر أو للمنطقة الشرقية، وأعرب سموه عن أسفه لما حدث من قتل رهائن وإزهاق أرواح بريئة لم تسئ لأحد، وتساءل سموه: هل ما فعله هؤلاء المجرمون يمت لأي دين أو أخلاق؟ وهل حتى القوانين الوضعية تبيح قتل الأبرياء بدون وجه حق؟ وهل يمكن أن نتخيل أن بعضا منا ممن تربوا على هذه الأرض يقومون بهذا العمل؟ وقال سموه، للأسف.. كان منظرا مهولا أن تطال يد الغدر بعضا ممن اؤتمنا عليهم ومنحناهم عهدا بالأمان على أرضنا والطمأنينة بيننا. منظر إنساني وعبر سموه عن انزعاجه الشديد مما حدث بمدينة الخبر، وقال إن منظر الطفل المصري رامي الذي استشهد بيد الغدر والخيانة كان أكثر من مؤلم، وتساءل سموه: ما ذنب هذا الطفل الذي لم يبلغ العاشرة كي يدفع حياته ثمنا وما هو الذنب الذي ارتكبه.. كي يقتل بهذه الطريقة الشنيعة وهو في طريقه لأداء الاختبارات؟ وما ذنب أهله وذويه الذين استضفناهم بيننا؟ إن هذا يثبت أن عنصر الإجرام والحقد على الحياة متأصل في نفوس هؤلاء ولا يفرقون بين أي شيء. كلنا ما زال يذكر الطفلة وجدان التي استشهدت في أحداث تفجير مبنى الأمن العام بالرياض، وكلنا ما زال يذكر كراساتها وأقلامها وألعابها.. فهل هذا من الإسلام الذي يدعونه أو يدعون إليه؟ وتساءل سموه أيضا: هل هناك من لا يزال يفتي لهؤلاء باستمرار مثل هذه الجرائم؟ ومن سيصدقهم؟ المجرمون لم يكتفوا بقتل الطفولة فقط، إنما مارسوا سلوكا غير سوي، هل الإسلام يأمر بذبح الأبرياء كالشياه ومن ثم التفاخر بذلك.. هل هذا شيء يستحق التباهي به؟ هؤلاء ليسوا منا بأي حال من الأحوال.. ليسوا مسلمين، ولا يمكن أن يكونوا أبدا منتمين لأي دين. هذا هو دورنا وقال الأمير محمد بن فهد، أنه لا بد لتفعيل سبل المواجهة الحقيقية لهذا الفكر الضال، وشدد على دور العلماء ورجال الدين وأئمة المساجد، في سبل التوعية للشباب وغرس أسس حقيقية تعتمد الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف وبناء جسور حقيقية من التسامح في التعامل مع الآخرين والنظرة إليهم. وأضاف: إن هذا هو التحدي الرئيسي أمامنا والذي يجب أن نقوم به جميعا، في بيوتنا، في مدارسنا، في معاهدنا وجامعاتنا، في أماكن عملنا، حتى في الشارع العام.. هذه المهمة اعتبرها مهمة وطنية يجب أن نضطلع بها جميعا رؤساء ومرؤوسين، آباء وأمهات تربويين وتربويات، معلمين ومعلمات، أساتذة وأكاديميات.. المهمة الأمنية لها أبعاد ثقافية وسلوكية وتربوية يجب أن ننتبه إليها ونساهم فيها وغرس أسسها في نفوس أبنائنا وبناتنا، حتى تنعكس في النهاية على مجمل تفكيرنا ومنهجنا العقلي والسلوكي. نحن مستهدفون ورد سموه على ما يثار من شائعات تمس أمن المملكة بقوله إننا مستهدفون فعلا .. ومن يتأمل ما يحدث يتأكد من ذلك، الحملات الخارجية المشبوهة إعلاميا والتي تحاول الإساءة إلى هذه البلاد حكاما ومحكومين، وتقوم على معلومات مغلوطة وحاقدة، ولكن بحمد الله ستبقى هذه البلاد شامخة وسيرتد كيد الأعداء إلى نحورهم بإذن الله. وقال الأمير محمد بن فهد، إن تلاحمنا وتكاتفنا ووقوفنا صفا واحدا هو الرد على هؤلاء الحاقدين، مشددا على أن مسيرتنا مستمرة ولن تثنينا هذه الحملات او المحاولات اليائسة عن الاستمرار على نفس النهج بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. من اللقاء حميمية معبرة كان لقاء سموه بالمواطنين والمسؤولين حميميا إلى أقصى درجة، بدت فيه مشاعر الروح الوطنية التي تجلت في حضور عدد كبير لمجلس سموه. شجاعة وأصالة سموه شكر للجميع وقفتهم الشجاعة.. وأكد على أصالة معدن المواطن السعودي في الشدائد وقال إن هذا ليس غريبا على شعب يتمسك بكتاب الله وسنة رسوله. تركيز ركز الأمير محمد بن فهد على أن المنطقة الشرقية ستظل تنعم بالأمن والأمان، وأن محاولات المخربين لن تنال منا بأي حال من الأحوال. تبرؤ حضر اللقاء جمع غفير من المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية.. أكدوا فيها تبرؤهم من كل من يقدم على أي عمل إرهابي واعتبروا ذلك خيانة للأهل والوطن. تكاتف والتفاف تسامى المواطنون فوق الحدث، وعبروا جميعا عن أن الأحداث الإجرامية لن تزيدهم إلا تكاتفا والتفافا حول قيادة البلاد.. مجددين رفضهم للإرهاب والإرهابيين. أسى شديد تحدث سموه بأسى بالغ عندما ذكر كيف استشهد الطفل المصري رامي، وأبدى حزنه على أن يكون هذا مصير طفل بريء لا ذنب له، في وقت كان يتأهب فيه للذهاب إلى قاعة اختبارات نهاية العام الدراسي.. وقدم التعازي لأسرته ولأسر الضحايا. وجدان مرة أخرى استعاد سموه قصة الطفلة السعودية وجدان التي استشهدت في الرياض أيضا نتيجة الغدر والإرهاب.. وربط سموه بينها وبين الطفل المصري. وضوح وصراحة تميزت كلمة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان بالوضوح والصراحة، وأظهرت أن مثل هذه الأعمال تخرج تماما عن الدين والعقيدة. وطننا واحد الشيخ حسين الفهيد من مواطني الإحساء.. أدان مثل هذه الأعمال وقال إن الإجرام منبوذ ومرفوض دينيا وأخلاقيا واجتماعيا، وأكد وحدة الوطن كله خلف قيادته، وتمسكه بثوابته وإصراره على مواجهة هذا السلوك المشين حتى اقتلاعه من أرضنا.