لم تؤد فضيحة تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب سوى الى إدانة جنود حتى الآن بينما كان يتولى ضباط في الاستخبارات العسكرية إدارة القاعات التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة وتعرض فيها معتقلون للإهانات والضرب. وحتى الآن اتهم سبعة من جنود الشرطة العسكرية وحكم على أحدهم الأربعاء بالسجن سنة واحدة، بينما ما زال دور الاستخبارات العسكرية غامضا ويجري تحقيق فيه عهد به إلى الجنرال جورج فاي نائب رئيس أركان القوات البرية لشؤون الاستخبارات. وتفيد المعلومات التي سربت حتى الآن حول هذه القضية ان أعضاء الشرطة العسكرية متهمون بارتكاب ممارسات ضد المعتقلين بتشجيع من ضباط الاستخبارات العسكرية، ان لم يكن بناء على نصائح أو أوامر صدرت عنهم. وقالت عضو مجلس الشيوخ الأمريكي سوزان كولينز: ما زال من غير الواضح ما إذا كانت هناك توجيهات تقضي بمعاملة هؤلاء المعتقلين بطريقة مختلفة او ان اتفاقية جنيف قد لا تنطبق على جميع المعتقلين لانهم ليسوا أسرى حرب من الناحية التقنية. واضافت في تصريحات لشبكة التلفزيون الأمريكية (سي ان ان) انها واحدة من الأسئلة المطروحة التي يجب الإجابة عنها. وقال اعلى مسؤول عسكري أمريكي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز الأربعاء في الكونغرس ان الاستخبارات العسكرية مكلفة بالإشراف على سجن ابو غريب لكن اي امر لم يصدر لاشراك حراس اعضاء في الشرطة العسكرية في عمليات الاستجواب. واوضح انه وضع فينوفمبر 2003 السجن تحت اشراف الشرطة العسكرية لتحسين الوضع الدفاعي للموقع الذي كان حينذاك يتعرض لهجمات يشنها مقاتلون عراقيون باستمرار. وأضاف سانشيز الذي كان يتحدث أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان الشرطة العسكرية خاضعة لضباط الاستخبارات العسكرية في هذا الهدف الدفاعي بالتحديد. لكن عدة عناصر ملموسة تثير الشك في عناصر الاستخبارات العسكرية، من بينها: ظهر بعضهم في صور لمعتقلين عراقيين يتعرضون للإهانة. تصريحات جنود متهمين ومحاميهم اكدوا فيها ان مسؤولي الاستخبارات كانوا يشجعونهم على اضعاف المعتقلين قبل استجوابهم. تصريحات جانيس كاربينسكي العسكرية برتبة جنرال التي قالت ان الاستخبارات تسيطر على قاعات السجن التي شهدت تعذيب المعتقلين. تقرير الجنرال انطونيو تاغوبا حول هذه التجاوزات الذي رأى ان ضابطين في الاستخبارات العسكرية واثنين من المدنيين مسؤولون بشكل مباشر او غير مباشر في التجاوزات في ابو غريب. وقال سرجنت في الاستخبارات العسكرية لم يشاهد شخصيا هذه الممارسات لمحطة التلفزيون الأميركية (ايه بي سي) ان الرجال المكلفين بعمليات الاستجواب أوضحوا له ان الإهانات الجنسية كانت وسيلة امرت بها الاستخبارات العسكرية. وأضاف السرجنت صموئيل بروفانس هناك بالتأكيد رغبة في خنق القضية". وقد ارتكبت التجاوزات بين تشرين الأول/أكتوبر ديسمبر 2003 بعيد زيارة قام بها الى العراق الجنرال جيفري ميلر المكلف بإدارة مركز الاعتقال في قاعدة غوانتاناموالأمريكية في كوبا حيث يحتجز أشخاص يعتقد انهم ينتمون الى تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأصولية. وقال تقرير الجنرال تاغوبا ان الجنرال ميلر امر بوضع الشرطة العسكرية تحت أمر الاستخبارات العسكرية وبان تعمل لاعداد الظروف لعمليات استجواب ناجحة. وبصفته مسؤولا عن كل السجون في العراق، قال الجنرال ميلر في الكونغرس ان النظام الذي اقامه لا يسمح للحراس العسكريين بأكثر من دور صغير. وأوضح ان توصياته صدرت على أساس ضرورة احترام اتفاقية جنيف.