أفادت مصادر إعلامية امس بأن الرئيس الامريكي جورج بوش استدعى وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد لبحث تداعيات قضية إساءة معاملة الاسرى العراقيين. ونقلت شبكة سي إن إن الاخبارية الامريكية عن المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان قوله إن الرئيس يرغب في التيقن من اتخاذ الاجراءات المناسبة في التعامل مع هذا الموقف قبيل مغادرته واشنطن في جولة انتخابية.في الوقت نفسه أرسل رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الامريكي خطابا إلى رامسفيلد يطلب إطلاعه على أي معلومات تتصل باحتمال تورط مسؤولين من الاستخبارات العسكرية في قضية إساءة معاملة الاسرى العراقيين. ونفي مسؤولون بوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي آي إيه تورط الوكالة أو المتعاقدين معها الذين يلعبون دورا في استجواب الاسرى في قضية إساءة معاملة الاسرى. وكانت سي آي إيه قد أقالت العام الماضي رئيس مكتبها في بغداد دون أن تتطرق إلى قضايا إساءة المعاملة التي أثيرت في أعقاب وفاة أحد أسيرين قيل أنهما تعرضا للتعذيب حسبما أفادت الشبكة. من جانب آخر نقلت الشبكة عن حيدر صابر علي وهو أسير عراقي أطلق سراحه في وقت سابق تأكيده بأنه تعرض للاهانة وإساءة المعاملة. وقال صابر: أجبرونا على خلع ملابسنا أمام الجنود والمجندات الامريكيات لمدة 4 ساعات عقابا على تعرض أسير عراقي للضرب للاشتباه بتجسسه لصالح الامريكيين وكان الحراس يضربوننا في أماكن حساسة وفي الكليتين والصدر والعنق وكانت أجسادنا مليئة بالكدمات لذا لم يسمحوا لنا بمغادرة الزنزانة قبل أن تشفى جروحنا. وفي حين قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الجيش بدأ خمسة تحقيقات في الانتهاكات أقرت الوزارة بأن رامسفيلد لم يقرأ بعد تقريرا مفصلا عن المسألة. وقالت البريجادير جنرال جانيس كاربينسكي التي كانت تشرف على السجن قالت ان اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الامريكية في العراق يجب أن يشارك في المسؤولية عن الانتهاكات. وتعرض الجنرال ريتشارد مايرز رئيس الاركان المشتركة كذلك للانتقاد من جانب مشرعين ديمقراطيين بعد قوله انه لم يقرأ بعد تقرير الجيش الذي تردد أنه يوثق جرائم انتهاكات سادية وسافرة ووحشية لسجناء عراقيين تشمل الضرب واللواط. وقال السناتور الديمقراطي جيف بينجامان في مجلس الشيوخ: هذا رد غير مقبول.. لا يعبر عن مستوى الاهتمام الذي ينتظره الشعب الامريكي من قاده جيشه على مثل هذه الاعمال. وتساءلت عضو مجلس النواب جين هارمان أبرز ديمقراطية في لجنة المخابرات التابعة للمجلس عن مدى الجدية التي تتعامل بها الادارة والبيت الابيض مع هذه المزاعم. وقال سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الابيض ان بوش بحث الفضيحة على الهاتف يوم الاثنين مع رامسفيلد وحثه على اتخاذ اجراءات صارمة. وقال مسؤول بارز بالادارة ان بوش أبلغ رامسفيلد انه يتوقع بأسرع وقت ممكن معرفة رأيهم في حجم هذه المشكلة وكيفية علاجها. لكن حتى حلفاء بوش الجمهوريون قالوا ان الضرر لحق بالفعل بالموقف الامريكي وسيكون من الصعب اصلاحه. وقال السناتور جون كيل: للاسف في هذا الجزء من العالم فأن حقيقة أن الرئيس ورئيس الاركان المشتركة وغيرهما من القادة العسكريين يقولون هذا غير مقبول .. والمذنب سيعاقب وما الى ذلك لا تقنع الناس. وزعم مسؤول بارز بالادارة لا نسعى للتغطية على هذا الامر. وقالت كاربينسكي التي أشرفت على 26 منشأة في العراق قبل أن تغادره في وقت سابق هذا العام في اطار تبديل القوات الامريكية انها ليست على علم بانتهاكات في سجن ابو غريب وصدمت من الصور التي بثتها الاسبوع الماضي شبكة سي.بي.اس الامريكية. وتردد أن الانتهاكات شملت نحو 20 سجينا ووقعت في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي في سجن سيىء السمعة منذ عهد صدام حسين اشتهر بغرف التعذيب. وتجرى تحقيقات جنائية مع ستة جنود اخرين لمشاركتهم في الاحداث. وقال مسؤول بارز من وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه): ان المفتش العام بالوكالة أجرى تحقيقا كذلك في مقتل سجين عراقي اثناء اعتقاله في سجن ابو غريب. وقالت كاربينسكي ان الزنازين التي وقع فيها التعذيب كانت تحت اشراف المخابرات العسكرية التي أبلغها قائدها مرارا ان قواته تقوم بعمل رائع وتحصل على المزيد من المعلومات. وزعم دي ريتا كبير المتحدثين باسم البنتاجون ان الجيش الامريكي علم لاول مرة بوقوع الانتهاكات عندما رفع جندي من وحدة الشرطة العسكرية التي تدير السجن تقريرا يوم 13 يناير. وأضاف ان القادة العسكريين في بغداد بدأوا تحقيقا جنائيا في اليوم التالي أدى الى توجيه اتهامات جنائية لستة جنود أمريكيين.