اعترف كولن باول وزير الخارجية الامريكى بصعوبة مهمته فى اللقاءات التى سيجريها مع المسوؤلين والوزراء العرب على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى الذى بدأ في عمان امس. وارجع باول فى تصريح صحفي نشر في العاصمة الاردنية ذلك الى فضائح التعذيب فى العراق والضمانات التى قدمها الرئيس الامريكى جورج بوش لاريل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى والتى اعتبرها العرب /وعد بلفور جديد /0 وقال باول ان المشكلة كبيرة وانه سيخصص جزءا من وقته اثناء المنتدى للاجتماع مع القادة وشرح الاوضاع. ونقلت (الرأي الاردنية) عن دبلوماسيين أميركيين قولهم أن باول يرغب فى عقد اجتماع قصير على هامش المنتدى مع وزراء الخارجية العرب.وقالت المصادر أن باول سيطرح على الوزراء فحوى رسالة من الرئيس الاميركى جورج بوش تتعلق بالرؤية الاميركية لمشاكل الشرق الاوسط التى عرضها على العاهل الاردنى الملك عبدالله الثانى. ويفيد تقرير الرأي الاردنية من واشنطن حول الدور الذى سيلعبه باول فى دافوس الاردن انه جزء من دور اكبر واشمل فى ضوء الامر التنفيذى الذى وقعه واصدره الرئيس بوش قبل ثلاثة ايام واعطى بموجبه للوزير باول ووزارته الدور الرئيسى فى وضع وتنفيذ وقيادة السياسة والعمليات التى تنفذها الولاياتالمتحدة فى العراق باستثناء العمليات العسكرية وما يتصل بها من جوانب فنية ستظل موكولة للقيادة العسكرية رغم ان رامسفيلد ظل يعمل جاهدا ليبقى الدور الرئيسى لوزارته بعد الثلاثين من الشهر المقبل. وبموجب الامر التنفيذى الذى اعاد الامور الى نصابها فان وزير الخارجية الاميركى كولن باول بدأ فى استعادة دوره الذى سلبه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركى منذ البدء فى الاعداد لغزو العراق واحتلاله حتى انكشاف فضيحة سجن ابو غريب التى الحقت ضررا بالغا بالولاياتالمتحدة وسياساتها الخارجية ومصداقيتها لا من العراق فقط وانما فى العالم0 حيث تركز ادارة الرئيس جورج بوش جهودها على احتواء الضرر الذى وقع واستعادة ما يمكن استعادته من مصداقيتها والثقة بها وبسياساتها. وبموجب الامر التنفيذي الذى اصدره بوش الذى اعاد الامور الى نصابها بين الخارجية والدفاع وحسم النزاع القائم بينهما لصالح الاولى فان الخارجية وعلى رأسها الوزير باول ستكون مسؤولة عن سياسة الادارة نحو العراق بعد نقل السلطة الى العراقيين فى الثلاثين من الشهر المقبل ومسؤولة ومشرفة على تنفيذ تلك السياسة فى مختلف المجالات. وسيتولى ذلك السفير الاميركى الجديد لدى العراق جون نغروبوبنى وطاقم سفارته 3000 دبلوماسى وموظف وفنى وستكون اكبر سفارة اميركية فى العالم0 ممثلا للوزير باول فى الاشراف على تلك السياسة وتنفيذها0 بدلا من الحاكم الاميركى بول بريمر الذى سينتهى عمله مع نقل السلطة الى العراقيين. بعض المسؤولين فى الخارجية الامريكية لا يخفون ارتياحهم للامر التنفيذى الذى اصدره الرئيس لان احتكار وزارة رامسفيلد لكل دور فيما يتعلق بالعراق ادى الى النتائج والمشاكل التى تواجهها الولاياتالمتحدة فى العراق واخرها كارثة سجن ابو غريب0 التى وصفها الوزير باول بانها مشكلة خطيرة ستظل تواجهها الولاياتالمتحدة لزمن قد يطول. الوزير باول وللمرة الاولى قال علنا فى مقابلة متلفزة ان عمليات تعذيب السجناء العراقيين على ايدى الجنود الاميركيين فى سجن ابو غريب نتيجة خلل فى القيادة العسكرية وان الوزير رامسفيلد اعترف بمسؤوليته عما وقع. هذا الاتهام للقيادة العسكرية من الوزير باول يؤكد عودته الى دوره بل عودة دوره اليه وهو الوضع الطبيعى فى رسم وتنفيذ السياسة الخارجية الاميركية وتحديدا فى العراق التى تسلمها الوزير رامسفيلد وزمرته فى البنتاغون0 وادت الى النتائج الكارثية التى تصارع الادارة لمواجهتها واصلاحها0 ليس فيما يتعلق بمعاملة المعتقلين العراقيين لدى القوات الاميركية وانما لمواجهة الفشل والاخفاق الذى وصلت اليه السياسة الاميركية فى العراق حتى الان. والسؤال هل يستطيع الوزير باول اصلاح الخلل والاضرار التى وقعت واحتواء التداعيات المقبلة اذا نشر المزيد من الصور والافلام الاضافية عن تعذيب السجناء العراقيين وهل يتمكن من استعادة ما يقدر عليه من مصداقية الولاياتالمتحدة والثقة بها فى العالم العربى خصوصا والعالم عموما المعروف فى واشنطن ودوائرها واوساطها الرسمية وغير الرسمية وفى الكونغرس وخارجه وعلى الصعيد العالمى ايضا ان الوزير باول يتمتع بالاحترام والثقة والتقدير عند الجميع ويتمتع بالمصداقية الى درجة دفعت الكثير من الاوساط فى واشنطن الى القول انه يجدر بالوزير باول ان يستقيل حفاظا على سمعته واحترامه وتقديره ومصداقيته عندما ظهر واضحا مصادرة دوره ودور وزارته لصالح وزارة الدفاع ووزيرها0 وعندما ظهرت معلومات قالت ان الوزير باول كان آخر من يتم اطلاعه من اركان الادارة على مخططاتها تجاه العراق. وتبعا لهذه الصفات والخبرة والاحترام الذى يحظى به باول عند قادة العالم يأمل كثيرون فى الادارة خصوصا فى وزارة الخارجية ويتوقعون ان ينجح فى المهمة الصعبة التى اوكلت اليه ويرى فريق آخر انها ستكون مهمة مستحيلة نظرا لتعقيدات الوضع فى العراق وللضرر الجسيم الذى لحق بالولاياتالمتحدة وسمعتها وسياستها خصوصا ما يتعلق بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان بعد فضيحة ابو غريب0 وقد اعترف الوزير باول بضخامة المشكلة والمهمة الموكلة اليه فقال ان المشكلة كبيرة وانه سيخصص جزءا من وقته اثناء المنتدى الاقتصادى العالمى الذى يستضيفه الاردن للاجتماع مع القادة وشرح الاوضاع فى اطار وصورة ما.