سدد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ركلة من تحت الطاولة لمنافسه اللدود وزير الدفاع الأمريكي، حينما أكد يوم أمس الأول أن جرائم التعذيب الأمريكية التي حدثت ضد العراقيين نتجت عن خلل في القيادة العسكرية. وهو يلمح إلى أخطاء ارتكبتها وزارة الدفاع البنتاغون بقيادة رامسفيلد، رغم أنه قال أن كلامه لا يعنى أنه من المحتم استقالة رامسفيلد. ونشأت خلافات بين الرجلين بسبب العجلة في شن الغزو على العراق العام الماضي. وكان باول يرى إعطاء المساعي الديبلوماسية والأمم المتحدة الفرصة، بينما كان جناح رامسفيلد المتطرف بضغط من عصابة المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية، متلهفاً لشن الحرب. وقد استولى رامسفيلد، وعصابة المحافظين الجدد، منذ 11 سبتمبر عام 2001 على حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية، فأخذوا يتصرفون بكل شيء بما في الاستيلاء على مهام للوزير باول. كما كان رامسفيلد بغروره وهجوميته يفسد على باول أعماله. فقد وتر رامسفيلد العلاقات مع أكبر بلدين أوربيين هم ألمانيا وروسيا، بتوجيهه نقداً جارحاً لسياساتهما، إضافة إلى أن نزعته إلى الحلول العسكرية جعلت مهام باول أكثر تعقيداً. وقال باول في مقابلة اجرتها معه في واشنطن شبكة تلفزيون بي. بي. سي معرضاً بإدارة رامسفيلد ثمة خلل في القيادة، وهذا شيء كان يجب إلا يحصل ابدا. واضاف ان نظامنا القضائي سيتصرف، وكما اكد وزير الدفاع دونال رامسفيلد، لن يتوقف التحقيق القضائي عند ما حصل في هذا السجن لكن سيشمل الذين يتولون فيه المسؤولية. وأشار باول إلى أن رامسفيلد اعترف بمسئوليته قائلاً ان دونالد رامسفيلد اعترف بمسئوليته. ولكن باول يود أن تتعدى المسألة الاعتراف وطلب العفو إلى تحديد المسئوليات بدقة ومن ثم معاقبة المسئولين بما فيهم رامسفيلد طبعاً. وقال لكن الاهم في نظرنا، هو ان نكتشف الان، ان نعرف من هو الذي كان يفترض ان يكون على اطلاع بالأمر ومن كان يفترض به القيام بخطوة ما قبل ان يحصل ما حصل. والمقصود هنا رامسفيلد فقد عرف عنه أنه يطلع على كل ما يحدث حتى أصغر التفاصيل. وخلص باول الى القول ان السؤال الاساسي هو معرفة من كان على علم بما حصل، ومن اوجد الظروف التي اتاحت حصول تلك الاعمال ومن كان في امكانه القيام بشيء ما لتجنب حصول ما حصل ولم يبادر الى القيام بخطوة ما. وهذا مؤشر قوى على أن باول يقصد تماماً رامسفيلد، لأن وزير الدفاع يعرف عنه أنه يحدد للجميع مهامهم، ويعرف كل شيء، وهو الذي أشرف على تحديد الأعمال وتصرفات المحققين في السجون العراقية. والأكثر احتمالا أن عمليات التعذيب نتجت عن تسامح رامسفيلد تجاه التجاوزات بهدف الحصول على معلومات عن صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل. وبذلك فإن رامسفيلد هو الذي أوجد الظروف التي اتاحت حصول تلك الأعمال. كولن باول