اعترف وزير الخارجية الامريكي كولن باول بوجود اخطاء في السياسة الخارجية الامريكية لكنه حاول ان يبرهن ان سياسة ادارة الرئيس جورج بوش "ليست محددة باستراتيجية وقائية" على الرغم من غزو العراق. وفي مقال طويل نشرته وزارة الخارجية امس الاول في مجلة الشؤون الخارجية، تبنى باول لهجة تصالحية مع حلفاء الولاياتالمتحدة في اوروبا، معبرا عن تأييده لدور دولي اوسع للصين، كما عبر عن تفاؤله بحل سلمي للازمة المرتبطة بالطموحات النووية لكوريا الشمالية، الا انه تهرب تماما من المسألة العراقية لكنه رد ضمنا على خصمه في الادارة الامريكية وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي رأى في سبتمبر الماضي ان مفهوم الردع العسكري القديم نظرية "تجاوزتها الاحداث". لكن باول عرض وجهة نظر مختلفة. وكتب في عدد يناير- فبراير من المجلة ان "المبدأ الوقائي لا ينطبق سوى على التهديدات التي تأتي من جهات ليست دولا مثل المجموعات الارهابية ولا يعني استبعاد الردع بل تعزيزه". وكان البيت الابيض قد تحدث عن مبدأ الضربات الوقائية الذي تبناه الرئيس الامريكي جورج بوش بعد عام واحد من اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. ووسط استياء عالمي، قالت الوثيقة المتعلقة بهذا الموضوع بوضوح ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان استخدام قوة وقائية للقضاء على التهديدات التي يواجهها امنها القومي، مبرر. وشكل غزو العراق في مارس الماضي بهدف ازالة اسلحة الدمار الشامل من هذا البلد - ولم يتم العثور عليها حتى الآن - التطبيق العملي الاول لهذه السياسة، لكن باول يؤكد في مقاله ان "استراتيجيتنا ليست محددة ب(المبدأ) الوقائي"، مضيفا "بعيدا عن كل شيء، استراتيجية الرئيس هي استراتيجية الشراكة التي تؤكد بقوة الدور الحيوي لحلف شمال الاطلسي والتحالفات الامريكية الاخرى بما في ذلك الاممالمتحدة". وفي الوقت نفسه، اقر بأول بان اخطاء - لم يوضحها- ارتكبت في السنوات الثلاث الاولى من ولاية الرئيس جورج بوش، وقال ان الادعاء ان السياسة الخارجية لادارة بوش كانت خالية من الاخطاء منذ بدايتها سيكون امرا فجا لكننا حاولنا دائما تحقيق مصلحة الشعب الامريكي وليست هناك اخطار في اهدافنا ولا في مبادئنا".