بات الهاتف المحمول وسيلة تواصل بين اقطار العالم واصبح اليوم شيئا اساسيا في حياة كل فرد، لكن المظاهر غلفت اقتناء هذا الجهاز، فأصبح الناس يتسابقون في امتلاك اكبر عدد من الهواتف واحدث الانواع وآخر الصرعات، كما أصبح وسيلة لدفع الآخرين نحو الانجذاب اليك لأنك تواكب الموضة، وان يكون لديك اكثر من هاتف فإن ذلك يعد علامة على المقدرة المادية ولفت الانتباه واذا كان امتلاك الشباب لأكثر من جهاز يعكس رغبة في اظهار بعض من الرجولة ومحاولة لاثبات الذات، فما الذي يدفع الشباب الى امتلاك اكثر من جهاز؟ الأمر الذي استدعى منا البحث والتقصي حول هذا الأمر. عبدالله المبارك موظف في القطاع الخاص (28 سنة) يقول: استخدم الجوال أو "الموبايل" كناحية جمالية، ولكن في الغالب لظروف العمل وفي هذه الايام لا تجد شخصا لا يحمل "الجوال" وقد اصبحنا نواكب احدث وآخر صيحات الهواتف، والسبب في امتلاكي هاتفين ان احدهما للعمل، اما الآخر فهو شخصي، وبه ارقام الاهل والاصدقاء،واستخدامي للجوال منذ ان كنت ادرس في الثانوي خاصة ان مجال عملي يحتم على ذلك و الاجهزة لها ايجابياتها ولها سلبياتها ايضا مثل تعلم الكسل والتواكل، حيث ان معظم الاشغال باتت تتم عن طريق الهاتف وهي عادة سيئة. تقليد للآخرين عبدالعزيز (22 سنة) يقول: استخدم الجوال بما يخدم مصلحتي أولا،وحاليا استخدم هاتفين الأول لإنهاء المسائل المتعلقة بالعمل والآخر لكل من يعرفني مثل أصدقائي واهلي، واحتفاظي بهذا العدد من الهواتف في الغالب جانب منه تقليد للآخرين فأنا اقتني "الجوال" منذ كنت طالبا في المدرسة،لأن اغلب زملائي كان لديهم هواتف وعموما حاليا تجد صغار السن لديهم هواتف والتي اصبحت سمة من سمات التقدم في المجتمع، وهو في الغالب جهاز فعال مع وجود بعض السلبيات مثل صعوبة حمل هاتفين في الوقت نفسه، الازعاج. كما يقول خالد 20 سنة: غالبا ما استخدم "الجوال" في سؤال الطلاب عن اماكن المحاضرات أو مواعيد الامتحانات فهو يختصر الوقت والمسافة، والسبب في امتلاكي هاتفين ان الاول لكل ما يختص بالدراسة والتواصل مع زملائي في التخصص والآخر للأهل وكذلك يعتبر وسيلة فعالة اذا انقطعت احدى البطاقات فإن الهاتف الآخر يكون موجودا ولحالات الطوارئ، وامتلاكي لمثل هذا العدد يرضي رغبتي في حب الاستطلاع ويشعرني بأنني مهم بالنسبة للآخرين رغم ان للهاتف آثاراً سلبية عدة تتلخص في كثرة اتصال أصدقائي وخاصة أوقات الامتحانات. جزء أساسي سلطان محمد موظف (24 سنة) يقول: اصبح "الجوال" جزءا اساسيا في الحياة فقد كنا في السابق نعتمد على هاتف واحد فوجدنا بأنه غير كاف خاصة اذا كان خطا واحدا لأنه معظم الوقت يكون مشغولا وهذا ما يجعل اصدقائي يقولون "وينك؟" الأمر الذي دفعني الى امتلاك جوال آخر، وقد كان لدي ثلاثة جوالات فاستغنيت عن بطاقة واكتفيت بجوالين استخدمهما للأهل والعمل وبامتلاكي لمثل هذا العدد لا اقلد الآخرين فأنا لدي شخصية مستقلة حتى في امتلاكي للجولات، كما اننا تعودنا بأن يمتلك الشاب اكثر من جوال ولكن بالنسبة للفتاة فإنه شيء غير محبذ وحتى ولو كانت تستخدم الآخر للعمل، وأنا اعارض فكرة امتلاك الفتاة لأكثر من جوال، وشخصيا انظر اليها نظرة دونية وفي الغالب لا اقبل بمثل هذا النوع من الفتيات. مصالح شخصية أما محمد العبد الله 20 سنة موظف فيقول: من الطبيعي أن يمتلك الشاب اكثر من جوال حتى يقضي مصالحه الشخصية وكذلك مصالح عمله، وقد اصبح الناس اليوم اكثر وعيا،ولا فرق عندي بين الجوالين اللذين امتلكهما،فإذا لم يجدني أصحابي أو حتى أهلي على الجوال الأول فإنهم يجدونني على الجوال الآخر، وهذا سهل أمر التواصل. ويضيف: قد لا أنكر جانب التقليد في امتلاك اكثر من جوال، ولكن هناك جانب الحاجة ايضا، وفي نظري ان سلبيات "الجوال" اقل من ايجابياته ويمكن التغلب عليها. وعن نفسي لا اقتنع بفكرة حمل الفتاة لأكثر من جوال، لأنه يكفيها جوال واحد، وبالتأكيد لن اتزوج من فتاة تحمل اكثر من جوال لأني سأكون في شك دائم. ويقول أحد المشايخ حول موضوع الاسراف في الدين: المقصود بالاسراف المغالاة في الشيء والمبالغة فيه، وقد نهى الله في كتابه عن الاسراف في قوله تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين" وقد امرنا سبحانه بالتمتع بنعمه ولكن بغير الاسراف، وقد بين سبب ذلك انه لا يحب المسرفين والاسراف ليس منهيا عنه في الطعام والشراب فقط بل في جميع الأمور، وقد اظهرت السنة ذلك فقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الاسراف في جميع صوره حتى في استخدام ماء الوضوء وقال: "لا يسرف احدكم في وضوئه وان كان على نهر جار" ودعا الدين الحنيف الى الاعتدال في كل شيء، فلا يبخل الانسان بدعوى عدم الاسراف، ولا يتجاوز الحد المعقول بل يجب التوسط في الأمور، فقد قال الله تعالى في كتابه: "ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا". شاب يتحدث في جوال ويرسل رسالة من آخر