"العيش مع السعوديين مشبع، تنجح عشاء، تشتري سيارة عشاء، تتخرج عشاء، تتوظف عشاء، تتزوج عشاء، يجيك ولد عشاء، طلعت من مستشفى عشاء، تطلع من السجن عشاء، تسكن بيت جديد عشاء، تموت.. ثلاثة أيام عشاء!".. رسالة انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، تشرح وضع "العزايم" التي أرهقت كاهل الأفراد والأسر -على حد سواء-، ففي حال دعوتك لأي مناسبة لابد وأن تضع في حسبانك أن تردها، بالمثل إذا لم يكن بأفضل منها، مهما زعزع ذلك ميزانيتك وشقّ جيبك، الأمر الذي جعل العديد من الأشخاص يكرهون هذه الاجتماعات، ويتهربون منها، بأي عذر، منهم من يخطط لسفره بناءً عليها، ولسان حاله: "أصرفها علي وأنا مستمتع، ولا أصرفها على ناس ما يعجبهم شيءّ"، حيث تبدأ الاعتذارات عن مناسبات الأعياد والأعراس، بحجة السفر إلى الدول المجاورة لتجنب أمرين: الأول الاستعداد لهذه العزائم الذي يتطلب مظاهر مبالغ فيها، من ملابس و"اكسسوارات" يشترط فيها الماركات العالمية قبل كل شيء، والأمر الثاني إذا كنت الداعي، فتذكر أنك لابد وأن تستنزف جيبك لإرضاء الجميع، وعلى الرغم من ذلك، إلاّ ولابد أن "يا صلك العيب". أثقلت كاهل الأسر وتحولت إلى تفاخر و«قطع أرحام» نتيجة عدم الوفاء بمتطلبات «البرستيج» توتر شديد واشتكت "لطيفة الدوسري" من هذه المظاهر بقولها: "تفقد أمي أعصابها تماماً، وتتحول إلى شخص آخر، حالما يكون هناك اجتماع أو عزيمة، فتوترها الشديد يقود جميع من في المنزل للدخول في دوامة مهلكة، حيث تجدها تحرص على كل كبيرة وصغيرة، وتدقق في أشياء لن يلاحظها أحد، وكلما اكتشفت شيئاً ليس في محله صرخت علينا من أكبرنا إلى أصغرنا، مبيّنةً أنّها لا تعلم سبب هذا التوتر كله، مستدركةً: " لكني أعلم يقيناً أن النساء لا يعجبهن شيء، وينتقدن كل شيء"، معتبرةً أنّ هذا قد يكون سبباً لتوتر أمها الشديد، وخوفها من الإخفاق، ولو كان ذلك على حساب صحتها. وشاركتها الرأي "أماني الزومان"، مبيّنةً أنّها تكره هذه الولائم لسبب واحد، هو نظرات أمها بمباشرة الجميع، وتقديم الضيافة، معتبرةً أنّ حمل دلّة ساخنة أو صينية حلى ثقيلة يعوج الظهر، منوهةً بأنّ ذلك ليس كافياً لأمها، فهي دائماً ما تطلب منها الوقوف، وأن لا تجلس أبداً، مضيفةً: "لا أمانع من الخدمة أبداً، لكن أرفض أن أقف وبيدي فنجال ساخن، وأردد: (سمي) مئة مرة؛ لأن العمة مشغولة بالسوالف، أو تأمل صينية الحلى الضخمة التي أنحني كثيراً لأجل تقديمها، ثم تسأل عن أنواع الحلى، قبل أن ترفض لأنّها تتبع حمية لإنقاص الوزن"، مبيّنةً أنّها لا تجد أي فائدة من هذه "العزايم" غير التكاليف المادية، حيث إنّ الاستمتاع بالوقت والجلسة مفقود، وما أن تخرج كل ضيفة حتى تبدأ بسرد العيوب والملاحظات التي رأتها أو اختلقتها على المناسبة، غير آبهة بكل ما رأته من جهد وتعب مضنٍ لإرضاء "حضرة جنابها". "قراوة" وبخل وبيّنت "أم إبراهيم" أنّ الأمر كان أسهل بكثير في الماضي، حيث كانت الجارة أو القريبة يبدأ موعدها من "رنة الجرس"، لتنطلق مضيفتها لغلي الشاي والقهوة، وهما منخرطتان في التحدث معاً، موضحةً أنّه من ناحية "توسيعة الصدر"، ف"الفصفص" يتوسد صدر الجلسة، والتي ما تلبث إلاّ ساعة أو ساعتين وتغادر إلى منزلها، أما الآن تغير الحال، فأصبح هناك مواعيد قبل الزيارة بأسبوع أو اثنين، وإن حضر الضيوف لا يأتون إلاّ بعد الساعة التاسعة مساءً، فتضطر المستضيفة إلى أن "تصاليهم" حتى أوائل ساعات الفجر، ليس ذلك فحسب، بل يجب عليها أن تقدم ما هو جديد في السوق، وغريب يثير انتباههم وفضولهم، وإلاّ اتهموها "بالقراوة" والبخل. رجولة زائفة واعتبر "محمد القحطاني" أنّ التكلف في "العزايم" أمر سخيف، حيث كان الأمر الماضي أبسط بكثير من الآن، إذ بدأ الكل يتنافس في "الهياط"، مدّعين الكرم، محاولين نفي صفة البخل بالتكلّف والإسراف والتبذير، وأصبحت الولائم في غالبها عبارة عن تجمع لكافة أنواع المجاملات الاجتماعية، وباتت واجبة الرد ولا مفر منها، وعلى الشخص أن يوفي بها ولو كان على حساب ميزانيته وأسرته، بعكس ما كان يعرف عنها أنّها جميل غير واجب الرد ولن يتأثر أحد بذلك، وصار الكثير من الأشخاص يتحملون ديوناً على ظهورهم، من أجل أن يقال أنّهم رجال كرماء، لافتاً إلى أنّ هؤلاء لو تأملوا في أنفسهم وحالهم لوجدوا أنّ رجولتهم الزائفة سحلها ذلُ الدين، فالمجاملات التي يسمعونا من ضيوفهم -إذا لم يعيبوهم أصلاً- لن تمكث قبل أن تطير مع الهواء، ويبدؤون في رحلة الهروب من الديّانة، والبحث عن سداد ما تحملوه من مشقة لأجل الإسراف والتبذير. تكلف ومشقة ورأت "أماني عبدالرحمن" أنّ هذه المجاملات الاجتماعية ما هي إلاّ مبالغات، موضحةً أنّها تتحاشى صديقة والدتها التي دائماً ما تحرجها بكرمها الزائد، فحينما تخرجت أحضرت لها طقم ذهب، على الرغم من علاقتهما البسيطة، لافتةً إلى أنّهم حينما يذهبون إلى منزلها -بدون مبالغة- لا يمكنك وضع أي شيء بالسفرة من ازدحامها، ومع ذلك لا يؤكل شيء من عشائها؛ بسبب أطباق الموالح والحلى التي سبقت العشاء، مبيّنةً أنّها إنسانة طيبة، لكنها تثقل على الآخرين بما تقدمه، حيث لا يستطيع الجميع تقديمه لها، حتى أصبحت وأمها يتثاقلون للذهاب لها كرهاً لتكلفها ومشقتها. عزيمة أمريكية! فيما ذكرت "هتون الشلهوب" أنّ هذه العادة بدأت تندثر، بعد أنّ بالغ الكثير بالموضوع، وأصبح هناك مشقة على الأغلبية، لافتةً إلى أنّ الوضع بدأ يتغير مع الجميع، حيث أنّ الجيل الجديد بات يعتمد على نظام "العزيمة الأمريكية"، وحينما يخرجون إلى مطعم أو مقهى يفضل الشباب أن يدفع كل شخص على ما طلبه، والابتعاد عن نظام "العزايم" و"يوم لي ويوم لك"؛ لأنّ الشخص وببساطة لا يعلم ما الذي تحمله الأنفس من مشقة ضد الآخر، حتى وإن أبدى عكس ذلك، فخوفه الاجتماعي بأن يقال عنه بخيل يدفع لفعل أي شيء، منوهةً على ضرورة أن يتم تعميم هذا الأمر، خصوصاً في اللقاءات التي تكون بالمطاعم والمقاهي، ولابد أن يطبق الجميع نظام "كل واحد يعزم نفسه بنفسه". زوال النعمة ولفت "أبو فيصل" إلى أنّ الإسراف والتبذير الحاصل أمر مخيف، وكأنه يدل على قرب زوال النعمة، وأنّ المجتمع مقبل على جوع؛ بسبب النعمة الفائضة التي ترمى في النفايات والطرقات، مضيفاً: "نخاف على نعمتنا من الزوال، فكل ما نراه مؤخراً من بطر وترف وإهدار للنعم يقشعر له البدن، أتذكر دائماً وأذكّر أطفالي ومن حولي أنّ الأمم كانت تهلك وتدخل في حروب وأمراض لا حصر لها؛ بسبب عدم تقدير النعم، وقد نهانا ديننا الحنيف عن الإسراف والتكلّف، وجاء ذلك في قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، فالله -جلّ علاه- لا يحب ويكره الشخص المسرف والمبذر، وجعلهم إخوةً للشياطين!"، مبيّناً أنّ البعض يذهب ليذبح حاشياً لأربعة رجال فقط، ولو سأل نفسه: هل سيؤكل كل هذا اللحم والعيش وما صاحبه من فاكهة وغيرها ولن يتبقى منه شيء؟، أيظن أنّ هذا يدخل في باب الكرم والرجولة؟، متناسياً ماذا يُفعل بباقي الطعام، مشيراً إلى أنّ العديد من المشاهد تصل كل يوم عن حاويات للأرز والفائض من "العزايم"، وقد امتلأت بنعم وخيرات أفسدها الكرم الزائف، معتبراً أنّ الكرم ثقافة وأسلوب، إلاّ أنّه تغيّر وأقرب لأن ينعدم، مطالباً الجميع بإعادة النظر في ذلك، والبعد عن التكلف والتبذير غير المبرر، وتذكر الدعاء: "اللهم إنا نعوذ بك من زوال النعمة، وتحول العافية، وفجاءة النقمة". راتب المهايطي ونوّهت "رغد البابطين" بأنّ المضحك في الموضوع أن تجد الدخل الوظيفي لهذا "المهايطي" بالكاد يغطي مصروفاته الشهرية، وفي آخر أسبوع من الشهر تجده مفلساً، ومع ذلك يوّرط نفسه في "عزايم"؛ بسبب "عزمتك ردها لي"، وتجد المفطح يتوسط السفرة الطويلة العريضة، وبالتأكيد كل ذلك ليس من ماله، وإنما استلفه من قريب أو صديق، حتى لا يقال عنه بخيل أو فقير!، متسائلةً: ما العيب في أن يعلم الجميع أنّ طاقتك المالية لا تغطي ولائم المفاطيح؟ أو ما العيب في أن تعزم أصدقائك على قدر حالك؟ واتفقت معها "أم عبدالعزيز" في الرأي، قائلةً: "طاحت يدينا من كثرة العزايم"، لافتةً إلى أنّ المجاملات أثقلت كاهل الأسر، ولم يعد يتحملوها، خصوصاً أن الأزواج بعضهم يدخلون في دوريات مع الشلل والأصدقاء، مبيّنةً أنّه في ثلاثة أسابيع من أصل أربعة لابد وأن يكون في بيتها عزيمة، وزوجها لا يرضى بأي شيء، مضيفة: "لو طلبته أن يحضر الذبيحة من المطبخ لأرسلني لبيت أهلي، فتجدني قبلها بيوم أحاول أن أجهز هذه المائدة"، وفي صباح يوم العزيمة تستيقظ من الفجر هي وبناتها على قدم وساق، حتى يتموا المهمة على أكمل وجه، وحينما تنتهي "الحوسة" لا يجدون حمداً ولا شكراً، يذهب إلى سريره ويتركهم مع جبل من المواعين، وبقايا طعام لم تجد مكاناً في بطونهم. يتنافس كل الضيوف بإظهار كرمهم ويتحملون المشقة د.الدخيل: حفلات «بهرجة» و«شوفوني» زادت الحال تعقيداً د. عبدالعزيز الدخيل أوضح "د. عبدالعزيز الدخيل" -أخصائي اجتماعي- أن إقامة الحفلات في المجتمع أصبح لها وزن وقيمة غير منطقية، بل أصبح هناك من يخترعها بلا سبب بهدف التجمع والبهرجة في المجتمع، فأحياناً تكون المناسبات بسيطة فتصبح أكثر تعقيداً، فعلى سبيل المثال حفلات النجاح التي أصبحت تثقل كاهل الأسرة بل وأصبح هناك حفلة للتخرج من مرحلة التمهيدي بعدما كانت حفلات التخرج مقتصرة على الشهادات العليا، وهذا بلا شك فيه هدر للوقت والمال وعادة لا يكون هناك أشخاص راضين عن جودة الحفلة، فلا بد أن تظهر مشكلة وأن يكون هناك نقد لاذع!، كذلك حفلات المواليد التي أصبحت مضحكة، فنرى البهرجة والاحتفلات بالمستشفيات وتحديد مواعيد زيارة وتكلف غير مبرر، وهذا التكلف يمتد للزوار الذين يجب أن يحضروا هدايا تليق بالمناسبة، إلى جانب حفلات الطلاق والخروج من العدة وما شابه ذلك. وقال إن ابتكار الحفلات والمبالغة فيها ناتج عن فراغ وحب بهرجة للظهور أمام المجتمع بصورة مرفهة أو لمنافسة الآخرين، فنحن لسنا ضد الفرح ولكن ضد ما يصاحب تلك المناسبات من بذخ، فأصبح لدينا اتجاه للإسراف والتقليد، والأسر تقلد بعضها بزيادة البذخ وكأنه مجال للتنافس، متجاهلين هدر المال وهدر النعمة وإرهاق ميزانية الأسرة فغالباً الأكلات لا تؤكل وليتها تذهب للمحتاج، بل تنتهي في سلة المهملات، إلى جانب الإثقال على كاهل الأسرة وميزانيتها فالاستعداد لهذه الحفلة لا يكون بلحظة بل يسبق الحفلة بعشرات الأيام. وأضاف:"أصبحت هذه العزايم تجبر بعض الأسر على الانقطاع عن المجتمع لعدم قدرتهم على محاكاة الآخرين، فمنعاً للاحراج تنسحب بعض الأسر من تبادل الزيارات، فهي زيارة بسيطة ولكن أصبحت هم، بل هناك من يستدين حتى يواكب بهرجة العزايم، وحتى إن لم يستدن فإن تلك المناسبات يلازمها إرهاق في الميزانية على حساب أمور أخرى أهم، إلى جانب التكلف في الملابس التي يجب أن تحاكي البهرجة المصاحبة للعزيمة التي كانت في بادئها بسيطة، ولكن نتيجة لما يصاحبها أصبح هناك تكلف في اللبس فأصبحت العزيمة للعازم والمعزوم همّ كبير". وأشار إلى أن المأكولات والمشروبات كانت وسيلة في التجمعات الأسرية، ولكن الآن أصبحت غاية مما جعل أثرها عميقا ليس على الأسرة فقط، بل على المجتمع ككل، فيجب أن تعي الأسرة أنها تؤسس لثقافة التبذير وتورث أبنائها أساليب البذخ، ويجب أن نفرق بين الكرم والبذخ، فالبذخ الوجه الآخر للبخل من حيث الآثار السلبية، كما أنه ينبغي على كل أسرة أن تُحكِّم دينها وعقلها وتنظر إلى المجتمعات المتمدنة التي سبقتنا في الحضارة، فهم لا يفعلون من نفعله من بذخ فالغرض الاجتماع وليس الأكل والشرب. لا تهديني ولا تنتظر أردها..! في ليلة زواجه حضر الجميع من أقارب وأصدقاء وزملاء عمل، لم يكن خالد يعلم أنّ هذه الليلة نقطة التحول، ليست على الصعيد الشخصي فحسب، وإنما على الصعيد الاجتماعي أيضاً، خصوصاً حينما وصل إلى أرض الوطن بعد شهر العسل الخفيف، حيث تكالب عليه الجميع.. أحس بالفرحة، فالكل قد استقبله بالأحضان، بدأت "العزايم" تجدول في أيامه، استغرب للحظة تزاحمهم وتسابقهم لدعوته، لكنه ما زال سعيداً منتشياً بفرح على ما يحدث له. انتهت سنته الأولى من الزواج بهدوء وسلام، لكنه لم يعلم ما الذي سيحدث بعد ذلك، قرر "محمد" صديق طفولته أن يتزوج، الأمر الذي أبهج "خالد" وفي الوقت نفسه بدأ يشغل باله، ف "محمد" أهداه (5000) ريال ليلة زواجه، كما استضافه وأصدقائه على وليمة "مفطح" على حسابه احتفالاً بزواجه.. أشكل عليه الأمر فزوجته حامل، ومصاريف الأطفال مرهقة بالطبع، فالمتزوج ليس كالأعزب، كما أنّه أقل أصدقائه دخلاً مادياً، فكيف سيوفر ذلك كله؟، قرر أنّه سيقلل من مصروفاته شهرين حتى يغطي هدية زواج صديقه، إلاّ أنّ زواج "محمد" كان مجرد بداية لدوامة "خالد"!. مرت السنون وفي كل سنة يتزوج أحدهم - إذا لم يكن أكثر - من الأصدقاء، والزملاء، وأبناء العمومة، وفي كل مره يحاول "خالد" أن يرد ما فعلوه له، من أهداه ألفاً يهديه، ومن زاد عن ذلك يزيده، فلا هو الذي وفر راتبه لأطفاله، وحقق حلم امتلاك المنزل الذي يراوده، ولا هو الذي استمتع بها في وقتها، حيث أنّ ضغوط المصاريف تؤدي به في كل مرة إلى الاستدانة ليوفي الأصدقاء هداياهم، حتى دمر نظام "أعزمني وأعزمك، وأهديني وإهديك" اقتصاد أسرته. الإسلام رسم أفضل الخطط الاقتصادية.. وضع ديننا الحنيف مبادئ للاقتصاد للمجتمع بشكل عام وللأسرة بشكل خاص، كما حدد نظام الصرف والإمساك بشكل موزون، فكان المثل الأعلى في توازن دخل الفرد والجماعة، فتحدث أولا عن الانضباط في المال، وجاء ذلك في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً"، ثم شدد على تحريم الإسراف، فقال - جلّ علاه -: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا"، كما أشاد القرآن أيضاً بعدم الغلو والوصل إلى البخل الشديد، إذ نجده وضح ذلك في سورة الإسراء: "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا"، ومن هذا المنطلق القرآني الكريم نجد أنّ ديننا الحنيف لم يأمر بالتبذير والإسراف ولا الميل نحو البخل فكان وسطا. #هتشقة العزائم