علق مراقبون على ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز امس الاحد من ان الجنرال الامريكية التي ضبط جنودها بصور موثقة يمارسون افعالا لا اخلاقية في حق سجناء عراقيين في سجن ابوغريب قد عبرت عن تقززها عند مشاهدة تلك الصوربقولهم ما ذا يفيد هذا التقزز اولئك السجناء الذين انتهكت كرامتهم امام مرأى ومسمع من الجنود ووزعت صورهم ليراها كل العالم . وقالت البريجادير جنرال جانيس كاربنسكي من اللواء 800 للشرطة العسكرية للصحيفة عبر التليفون من منزلها في ساون كارولاينا يوم السبت ان السجن الذي ارتكبت فيه تلك الانتهاكات كان يخضع لسيطرة مشددة من قبل مجموعة منفصلة من ضباط المخابرات العسكرية الذين تفادوا حتى الان التعرض لاي لوم علني مما يعني ان المخابرات هي الاخرى متورطة في تلك الافعال الشائنة. واثارت معاملة السجناء في سجن ابو غريب الواقع خارج بغداد ادانة على نطاق واسع بما في ذلك من الرئيس جورج بوش بعد ان بثت شبكة تلفزيون (سي بي اس نيوز) الصور التي توثق ذلك. وحاولت كاربنسكي تبرئة نفسها وجنودها بقولها انه على الرغم من ان الجنود الاحتياط الذين تورطوا في ذلك (اشرار) لابد من معاقبتهم فانها تشك في انهم تلقوا تشجيعا وان لم يكن بشكل مباشر من وحدات المخابرات العسكرية التي تدير ذلك السجن الخاص الذي يستخدم من اجل استجواب السجناء.واضافت ان القادة العسكريين في العراق يحاولون الانحاء باللائمة عليها وعلى الجنود الاحتياط وحدهم فقط. وقالت الصحيفة ان الجنرال اوضحت مرارا انها لا تدافع عن اعمال الجنود الاحتياط الذين شاركوا في تلك الاعمال الوحشية والذين هم جزء من قيادتها وانها عندما شاهدت الصور لاول مرة في يناير كانون الثاني (تقززت) .واضافت: نكست رأسي لانني اعتقدت حقيقة انني سأتقيأ. كان شيئا بشعا.رد فعلي الفوري كان.. هؤلاء اشرار لان وجوههم كانت تنم عن مدى السعادة التي يشعرون بها وهم يقومون بذلك. ولكن السؤوال هو لماذا ظلت هذه الجريمة مخفية ومتكتما عليها كل هذه المدة الى ان كشفها جندي غلبه ضميره على التزام الصمت. ونقلت الصحيفة ايضا عن كاربنسكي التي عادت الى ساوث كارولاينا والى مهنتها المدنية كمستشارة تجارية قولها انها كانت تزور سجن ابو غريب مرتين اسبوعيا في الخريف الماضي وانها اصدرت مرارا تعليمات لضباط الشرطة العسكرية التابعين لها بمعاملة السجناء بشكل انساني ووفقا للاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان. ولكنها اضافت انها لم تزر الزنازين التي وقع فيها الحادث احتراما لرغبة ضباط المخابرات الذين كانوا يشعرون بقلق من احتمال ان تؤدي مثل تلك الزيارات الي التدخل في عمليات الاستجواب.