وكالات- شيماء وجيه تجري وزارة الدفاع البريطانية تحقيقا في معلومات تفيد بأن جنودا بريطانيين متورطون بانتهاكات جنسية وجسدية بحق مدنيين عراقيين تماثل ممارسات الجنود الأميركيين في سجن أبو غريب. وعلقت صحيفة ذي إندبندنت التي تناولت الخبر قائلة إن تلك المزاعم الجديدة تطرح تساؤلات هامة بشأن التواطؤ بين بريطانيا وأميركا في إساءة معاملة السجناء العراقيين أثناء ما سمته \"فترة التمرد\". ومن بين القضايا التي تبحثها الوزارة اتهام جنود بريطانيين بتكديس سجناء عراقيين فوق بعضهم بعضا وصعقهم بالكهرباء، وهذا يعكس ما كان يجري في المعتقل الأميركي السيئ السمعة، سجن أبوغريب ببغداد. أحد السجناء العراقيين يقول إنه تعرض للاغتصاب من قبل جنديين بريطانيين، في حين يؤكد آخرون أنهم جُردوا من ملابسهم تماما، وتعرضوا للإهانة لدى تصويرهم. وتشير الصحيفة إلى أنها المرة الأولى التي ُتتهم فيها جندية بريطانية بالمساعدة في إساءة معاملة السجناء على المستويين الجسدي والجنسي. وتمضى قائلة إن محاميا يمثل عددا من العراقيين الذين تعرضوا لحالات التعذيب المذكورة أورد 33 حالة تشمل نماذج من أساليب التعذيب التي استُخدمت من قبل الأميركيين، بما فيها الإيهام بالإعدام، والترويع بالكلاب والإساءة الجنسية. ومن أكثر الحالات إثارة للقلق-حسب وصف الصحيفة- قضية الشاب ناصر غليم الذي يقول إن تعذيبه كان مستوحى من صور أُخذت في أبوغريب. وكان ناصر يلعب كرة قدم في الشارع مع أصدقائه في أبريل/نيسان 2007 عندما اقترب منه جنود بريطانيون في سيارتهم الجيب، وقام المترجم بإبلاغهم بأن البريطانيين يريدون أن يصطحبوهم إلى قاعدتهم. وعندما وصلوا إلى القاعدة وأزيلت العصبة عن عيونهم، وجدوا أنفسهم وسط ستة جنود يطالبونهم بالاقتتال في ما بينهم، أو منازلة الجنود. ويقول غليم إن الجنود كانوا يضحكون ويأخذون الصور، ثم وضعونا فوق بعضنا البعض ووقف جندي على أجسامنا وهو يصرخ ضاحكا. وتابع غليم أن جنودا أرغموا عراقيا أصغر سنا على خلع ملابسه كاملة وبدؤوا بالضحك وأخذ الصور له. أما حسين هاشم خنياب (35 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال وقد اعتقل في أبريل/نسيان 2006، فيقول إنه تعرض للتعذيب في معتقل الشعيبة البريطاني، وإساءة المعاملة الجنسية من قبل جندية، وقال إنه رأى أثناء نقله من العزل الانفرادي إلى المعتقل العسكري جنديا وجندية يمارسان الجنس أمام المعتقلين بهدف كسر إرادتهم وإذلالهم. وكان المحامي فيل شينر الذي يمثل جميع العراقيين كتب لوزارة الدفاع في مذكرة قانونية يقول فيها \"نظرا للقدرة الواسعة على الوصول إلى المعلومات والكشف عنها في الولاياتالمتحدة، فإننا نعلم أن الإذلال الجنسي كان ُمصدقا عليه كوسيلة من وسائل الاستجواب على نطاق واسع بالإدارة الأميركية. ونظرا لتاريخ المملكة المتحدة في المشاركة بتطوير مثل تلك الطرق إلى جانب الولاياتالمتحدة، فإن هذا التشابه القوي بين الأساليب في استخدام الإساءة الجنسية يبعث على القلق\". \" العديد من القضايا اشتملت على مزاعم الإساءة الجنسية التي أصبحت جزءا من ثقاقة التعذيب على نطاق أوسع \" الناشط يونس الناشط العراقي في حقوق الإنسان مازن يونس يقول إن العديد من القضايا اشتملت على مزاعم الإساءة الجنسية التي أصبحت جزءا من ثقاقة التعذيب على نطاق أوسع. وأضاف يونس أن \"هذا يشبه كثيرا ما كان يحدث في سجن أبو غريب، وقد استُخدم لكسر شوكة المعتقلين\" مرجحا أن يكون مئات الجنود البريطانيين قد شاهدوا مثل تلك الانتهاكات واعتقدوا أنها سلوكيات مقبولة أو أنهم غضوا الطرف عنها\". ويقول المحامي شنر إن القضايا الجديدة قد انكشفت بعد الانسحاب البريطاني من العراق هذا العام، مضيفا أن \"العديد من العراقيين يخشون الظهور\". أما المتحدث باسم الوزارة فقد دافع عن تصرفات جنوده، وقال إنهم يلتزمون بالمعايير السلوكية، مشيرا إلى أن فئة قليلة ربما خرجت عن القواعد السلوكية. وأكد المسؤول أن هذه المزاعم ستؤخذ على محمل الجد، داعيا إلى عدم إصدار الأحكام المسبقة. المصدر: إندبندنت