صدر يوم أمس الأول السبت حكم بالسجن عشر سنوات على الجندي الامريكي تشارلز غرانر قائد المجموعة المتهمة بجرائم تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب بالعراق. وقد ثبتت إدانة غرانر(36 عاما) بعد أن استمعت هيئة محلفين تضم 10 أعضاء يوم الجمعة الى أقواله خلال محاكمة عسكرية جرت في قاعدة فورت هوود بولاية تكساس. وأدين غرانر بالتآمر وسوء المعاملة والاعتداء والتقصير في أداء الواجب وارتكاب أعمال غير لائقة وهي تهم كان يمكن أن تصل عقوبتها الى 15 عاما بالسجن. وكان غرانر قد أدلى بشهادته في وقت سابق من يوم السبت خلال جلسة استماع لما يسمى الادلاء بالشهادة دون أداء القسم التي يسمح بها ضمن مراحل المحاكمات العسكرية والتي يحق خلالها للمتهمين الذين ثبتت إدانتهم التحدث بدون استجوابهم من قبل ممثل الادعاء وكما هو الحال مع الشهود. وكان غرانر قد أبلغ وسائل الاعلام أنه سيدلي بأقواله بيد أنه لن يقف في منصة الشهود الرئيسية أثناء المحاكمة لان ذلك كان سيعرضه للاستجواب من المدعين. وفي مرحلة صدور الحكم خلال المحاكمة التي جرت يوم أمس نفى غرانر أنه كان يستمتع بتعذيب السجناء بالرغم من الصور الكثيرة الذي يظهر فيها غرانر مبتسما والتي أثارت موجة من الغضب والاستياء في أنحاء العالم عقب تفجر الفضيحة في أيار «مايو» عام 2003 حيث أظهرته الصور أيضا وهو يضرب ويهين سجناء عرايا وفي وضع مهين بسجن أبو غريب خارج بغداد. وقال غرانر ان تصرفاته كانت خاطئة غير أنه كان ينفذ أوامر رؤسائه وانه أبلغ بمواصلة معاملته السيئة للسجناء على الرغم من أنه شكا إلى رؤسائه مرارا. وقال غرانر ان ضابطا برتبة ليفتنانت كولونيل كان يرأس وحدة الاستخبارات العسكرية داخل السجن «كان في تقديري هو الشخص المسؤول عن» الجناح الذي كان فيه غرانر حارسا وحيث ارتكبت هذه الممارسات وسوء المعاملة ضد السجناء. وقال غرانر وفقا لما ذكرته صحيفة امريكان ستيتسمان التي تصدر في أوستن بولاية تكساس في موقعها على الانترنت «لم يأت أي شاهد ضمن التسلسل القيادي إلى هذه المرحلة ضمن إجراءات المحاكمة. فهل تظن أن المدعين نسوا استدعاء هؤلاء الضباط».. وجادل الادعاء في مرحلة صدور الحكم بأن التصرفات التي أقدم عليها غرانر قد ألحقت ضررا دائما بالمؤسسة العسكرية الامريكية والشعب الامريكي كما شكلت انتهاكا لحقوق السجناء الذين عانوا من سوء المعاملة. ومحاكمة غرانر هي الاولى من سبع قضايا تتعلق بالانتهاكات داخل سجن أبوغريب. وكان ثلاثة جنود آخرين قد أدينوا بتهم مختلفة في هذه الفضيحة شهدوا يوم الاثنين ضد غرانر.